نريد حلول واقعية لا مسكنات | بقلم: الشيخة حصة الحمود السالم الصباح
مشكلة العمالة الزائدة من الوافدين او كما تسمى العمالة السائبة او الهامشية هى مشكلة حقيقية وأزمة تتزايد مع الوقت ولا شك انها تؤثر على التركيبة السكانية ليس للكويت فقط ولكن فى دول خليجية اخرى مستقبليا .
ولكن حقيقة لم تعجبنى الطريقة التى يتم بها نقاش هذه المشكلة فى مجلس الأمة وبعض الوسائل الاعلامية والتى تعودنا منها دائما على تحميل المشكلة للوافدين وانهم سبب الأزمة باستثناء بعض الحكماء فى بلدنا الحبيب والذين انصفوا الوافدين بواقعية نحن جميعا نعيشها ، لان هؤلاء الوافدين متواجدين بطريقة قانونية وانه ليس من العدل ان يدفعوا فاتورة تجار الإقامات من المواطنين الذين يتكسبون رزقهم بالتحايل على القانون واستغلال ثغراته ، فضلا عن ان الوافدين جميعا يقومون بأعمال مقابل أجر ويدفعون من قوتهم للاقامة والتأمين الصحى والسكن والمواصلات ويقومون بأعمال لم ولن يفكر المواطن حتى فى عملها .
لذلك إذا أردنا حل المشكلة يجب علينا أن نحدد بدقة موطن الخلل ومصدر المشكلة لكى نعالجها تماما ، فالعمالة السائبة هى عرض لمرض الطمع والجشع لتجار تأشيرات العمل وعلينا ان نبحث فى حلول سريعة وحاسمة لتغيير وتعديل بعض القوانين الخاصة بإستقدام العمالة الوافدة حتى وان لزم الأمر الى وقف اصدار تأشيرات العمل لبضع سنوات لترتيب الأمور داخليا وتفعيل دورالرقابة وتطبيق القانون بصرامة بالسجن والغرامة المشددة على هؤلاء المتاجرون بأمن واستقرار الوطن .
اما اذا انتقلنا الى مشكلة البطالة فأيضا هى من المشاكل التى يتم النقاش فيها بطريقة سطحية وساذجة إمتدادا لمشكلة العمالة الزائدة وهى مناقشة بعيدة كل البعد عن طبيعة المجتمع الكويتى وثقافته المعيشية ، لأننا جميعا نعلم أن العمل ثقافة وإرادة وإختيار وليس سد فراغات ، فما الفائدة التى تعود على الوطن من مواطن يأخذ راتب لكى لا يصبح عاطلا ، هذه مسكنات وليست حلول .
والمسئولية مشتركة بين الحكومة والمواطن ، ولا يوجد تنسيق وضبط لحاجة سوق العمل الكويتى من الخريجين ، والسؤال هنا للحكومة ، أين الخطة لدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة لشباب الخريجين وهل تعتقد الحكومة ان الشركة الكويتية لدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة تقوم بهذا الدور على النحو المطلوب ؟! ولماذا لا نأخذ الأمور بجدية وتخطيط و نستعين بخبراء فى الأمورالفنية والإدارية والتسويقية من دول تقدمت اقتصاديا بفضل هذه المشاريع الصغيرة والمتوسطة مثل كوريا الجنوبية والهند وايطاليا على سبيل المثال وأن ندرِّس لأبنائنا الطلبة هذه التجارب فى المرحلة الثانوية وفوائدها على الفرد والدولة وان نعلمهم ان عدم وجود حافز وهدف للمستقبل يجعلهم فريسة للإكتئاب والاحباط ورفقاء السوء .
ان سياسة ذر الرماد فى العيون او دفن الرؤوس فى الرمال من الحكومة والتى يقابلها سياسة الصياح وحب الظهور من تيار المعارضة لن تخدم وطننا فى شئ بل تعقد الأزمات وتبعدنا عن الحلول الواقعية والمنطقية التى يجب أن تتم بدراسة ومنهجية علمية بعيدا عن النعرات الطائفية والحزبية والقبلية ، نحن فقط نحتاج إلى جرأة فى التخطيط العلمى المدروس ثم التنفيذ ، لأن الأيادى المرتعشة والقرارات المهتزة لن تبنى مستقبل لوطن.