مدارس الكويت الخيرية في لبنان.. مبادرة متميزة لتعليم آلاف الأطفال السوريين
تشهد مدارس الكويت الخيرية المنتشرة في شمال لبنان على نجاح المبادرة المميزة التي أطلقتها مجموعة من الشخصيات الكويتية الفاعلة في مجال العمل الخيري قبل أربعة أعوام كما تحولت إلى ساحة لصناعة الأمل والمستقبل لعشرات آلاف الأطفال السوريين النازحين في لبنان.
ومن ثماني مدارس افتتحها (المركز الدولي للتعليم النوعي) التابع للهيئة الخيرية الإسلامية العالمية عام 2013 ارتفع عدد مدارس الكويت الخيرية اليوم ليصل إلى 30 مدرسة منتشرة في معظم مناطق شمال لبنان حيث يقيم مئات آلاف النازحين السوريين.
وشهد عدد الطلاب السوريين الذين تحتضنهم هذه المدارس سنويا ارتفاعا مطردا ليتجاوز هذا العام ال 13 ألف طالب مما يرفع العدد الإجمالي للطلاب الذين أمنت مدارس الكويت الخيرية تعليمهم لأكثر من 45 ألف طالب من عام 2013 حتى العام الحالي.
وكان الملتقى الأول ل(المركز الدولي للتعليم النوعي) الذي عقد في شمال لبنان أمس الأحد قد سلط الضوء على النجاح الكبير والنقلة النوعية التي أحدثتها هذه المبادرة في حياة عشرات آلاف الاطفال.
وأبرز عدد من القائمين على المركز وعلى هذه المدارس في تصريحات متفرقة اليوم الاثنين على هامش الملتقى أهمية الدور الذي تقوم به مدارس الكويت الخيرية في توفير الخدمات التعليمية النوعية والشاملة لالاف الاطفال السوريين.
وقال نائب رئيس المجلس التنفيذي للمركز خليل حمادي “إن المركز الدولي للتعليم النوعي أسس عام 2013 بهدف تقديم التعليم النوعي للاطفال السوريين وركز عمله على لبنان نظرا إلى الحاجة الماسة لمثل هذا المشروع مع وجود أكثر من مليون ونصف المليون نازح سوري بينهم مئات آلاف الاطفال”.
وأضاف حمادي أن تأمين التعليم للاطفال السوريين “يشكل قضية ملحة توجب الدعم من أجل تحصين الشعب السوري والمحافظة على مستقبل أطفاله لذا بذل المركز التعليمي في لبنان والكويت طيلة أربع سنوات كل الجهود الممكنة لتوفيره ودعمه”.
ولفت إلى حرص المركز من خلال هذه المدارس على “تأمين تعليم نوعي لا يقتصر على المنهج الدراسي العادي إنما يطمح إلى بناء انسان الغد المتعلم المثقف وحامل القيم السامية وصاحب الاخلاق الرفيعة والفاعل في مجتمعه”.
وأكد أن الكويت حكومة وشعبا ومؤسسات حملت على عاتقها مساعدة الأخوة السوريين منذ بداية الازمة في بلادهم مستذكرا مبادرات الكويت منها مبادرة مركز التعليم النوعي التي تعكس القيم الاسلامية والوطنية التي تفرض مساعدة المحتاج والوقوف الى جانبه.
من جانبه شدد المستشار الإعلامي الدكتور عصام الفليج على أهمية توفير التعليم للاطفال كافة محذرا من مغبة تركهم دون تعليم مما قد ينتج عنه مشاكل اقتصادية واجتماعية وامنية في المستقبل ويؤدي الى انحرافات قيمية وتطرف وغيرها من الظواهر السلبية.
وأشاد الفليج بالخدمة “المتميزة” التي يقدمها المركز الدولي للتعليم النوعي من خلال توفير هذا النوع من التعليم للاطفال وتنمية القيم الصحيحة لديهم الامر الذي تغفل عنه الكثير من المؤسسات التربوية إضافة الى تنمية المهارات لديهم في كل المجالات مما يمنح الطالب آفاقا أوسع للانخراط في سوق العمل والانتاج مستقبلا.
ودعا في هذا المجال كل المؤسسات الخيرية في الكويت وغيرها من الدول الى دعم هذا المشروع وتأمين توسعته واستمراره لتوفير التعليم للاطفال المحتاجين.
من ناحيته قال المدير العام للتعليم في المركز الدولي للتعليم النوعي طارق العبدالله إن المركز حريص أيضا على توفير فرص عمل لعدد كبير من النازحين ضمن الطواقم التعليمية والادارية للمدارس التي يديرها في لبنان.
وأضاف العبدالله أن المركز يطمح لإنشاء معاهد فنية ومهنية تساعد الخريجين من النازحين على الانخراط في العمل وكسب عيشهم آملا أن يزداد عدد المدارس خلال الاعوام المقبلة لاستيعاب عدد أكبر من الاطفال السوريين وتأمين التعليم النوعي لهم.
بدوره أكد الاستاذ في كلية التربية بجامعة الكويت الدكتور غازي الرشيدي والمتطوع مع المركز الدولي للتعليم النوعي أهمية تركيز العمل الخيري على مجال التعليم كونه يبني مستقبل الاجيال ويؤثر على دولنا ومجتمعاتنا ومستقبلنا.
وأشاد الرشيدي بالجهود التي بذلها المركز في لبنان منذ اطلاقه خلال أربع سنوات واصفا ما تحقق من انجازات خلال هذه المدة ب “الرائع”.
من جهته أعرب مدير مكتب المركز الدولي للتعليم النوعي في لبنان مصطفى علوش عن الشكر لدولة الكويت ومؤسساتها الخيرية التي حملت على عاتقها اطلاق هذا المشروع واستمراريته اضافة الى دعمها المستمر لمشاريع اغاثية اخرى لمصلحة النازحين والمحتاجين في لبنان.
وذكر علوش “ان تجاوب الاهالي مع المدارس كان ممتازا نظرا إلى ما تقدمه من مستوى متميز من الناحية العلمية والقيمية الاخلاقية بهدف بناء مستقبل افضل للاطفال وتحضيرهم للمساهمة بعد انتهاء هذه المحنة في اعادة بناء بلدهم ومجتمعهم”.
من جانبه أعرب مدير مدرسة (الإنساني الأولى) التابعة لمدارس الكويت الخيرية احمد الزهوري عن الشكر لدولة الكويت اميرا وحكومة وشعبا وللمركز الدولي للتعليم النوعي هذه المبادرة “المميزة”.
واضاف الزهوري أن “الأخوة في الكويت كانوا سباقين في الوقوف الى جانب الشعب السوري واغاثة المحتاجين” لافتا الى ان المدارس الكويتية “ساهمت في احداث نقلة نوعية في حياة الاطفال الذين عانوا آثار الحرب المدمرة فأعادتهم الى مقاعد الدراسة وامنت لهم خدمات تعليمية ذات جودة عالية”.
وكان المركز الدولي للتعليم النوعي بدأ ملتقاه الأول امس الاحد في مدينة (طرابلس) بحضور المديرين والطاقم التعليمي ل 30 مدرسة يشرف عليها المركز تحت اسم (مدارس الكويت الخيرية).
وشارك العشرات من أولياء الأمور والمئات من الطلبة في الملتقى الذي تضمن عروضا مسرحية وعلمية ونشاطات رياضية اضافة الى معرض للرسومات والمنتجات الحرفية.
وكانت تقديرات للمؤسسات الدولية المعنية بشؤون اللاجئين وتعليم الأطفال قد أظهرت وجود حوالي نصف مليون طفل سوري بعمر التعليم في لبنان وأن قرابة نصفهم فقط يتلقون تعليما معترفا به رسميا من خلال خطط مشتركة بين وزارة التربية اللبنانية والامم المتحدة ومدارس تابعة لمؤسسات خيرية وانسانية. (كونا)