أخبار منوعة

بعد اكتشاف ناسا لـ7 كواكب صالحة للحياة هل أصبح لقاء البشر بالفضائيين قريبًا؟

أعلنت وكالة ناسا في مؤتمرها منذ ساعات عن اكتشاف مجموعة من الكواكب التي تدور خارج نطاق المجموعة الشمسية، ولكن هذا ليس بجديد، فخلال العقدين الماضيين أعلنت وكالة ناسا عن اكتشاف مجموعة كبيرة من الكواكب خارج المجموعة الشمسية وصل عددها لأكثر من 3000 كوكب.

لكن المثير في هذا الاكتشاف، أن هذه الكواكب تشبه المجموعة الشمسية لأنها تدور حول نجم صغير بحجم كوكب المشترى يسمى «TRAPPIST-1» ويمد هذه النجم هذه الكواكب بالأشعة الضوئية التي تتماثل في الخصائص مع الأشعة المنبعثة من الشمس، والأمر الأهم أن هذا الاكتشاف لا يضم فقط كوكبًا واحدًا أو اثنين أو حتى ثلاثة؛ بل يضم سبعة كواكب تشبه كوكبنا في الخصائص، وحتى الآن توصل الفريق إلى أن ثلاثة من هذه الكواكب قد تكون صالحة للحياة البشرية.

ويعد اكتشاف هذه الكواكب التي تبعد عن المجموعة الشمسية 39 سنة ضوئية فقط؛ خطوة مهمة نحو الأبحاث التي تعمل على اكتشاف أنواع الحياة الأخرى خارج نطاق الحياة الموجودة على الكرة الأرضية، هذا أيضًا يفتح الباب بشكل واقعي للتخمين بإمكانية مقابلة كائنات فضائية قريبًا؛ تلك التي راودت خيال المبدعين دائمًا ونسجوا عنها أفلام الخيال العلمي.

كيف اكتُشفت الكواكب؟

إن عملية اكتشاف الكواكب التي تدور حول النجوم تتضمن البحث والتركيز على كمية الأشعة الضوئية التي يمكن للتلسكوبات قياسها من الأرض، فعندما تقل الكمية المعتادة أو تزيد فهذا يدل على أن هناك كوكبًا يمر أمام هذا النجم ليحجب أو يمتص نسبة من أشعة الضوء التي تقيسها التلسكوبات. ولأننا نحن بوصفنا بشرًا نعرف عن نوع واحد من الحياة ألا وهو نظام الحياة في المجموعة الشمسية؛ فقد ركز علماء الفضاء في وكالة ناسا بحثهم على اكتشاف النجوم التي تشبه الشمس النجم المتوسط في الحجم الذي ينير كوكب الأرض.

واكتُشف النجم (TRAPPIST-1) في شهر مايو(آيار) من عام 2016، باستخدام تلسكوب في صحراء أتاكاما في دولة تشيلي وأُطلق عليه اسم «النجم القزم البارد» وذلك لأنه فقط يشكل 1\12 من كتلة الشمس المعروف عنها أنها نجم متوسط الحجم، وتصل درجة حرارته إلى 4150 فهرنهايت وهذا يعني أنه أكثر برودة من الشمس بحوالي 10000 درجة، وتلك الخصائص جعلت منه مادة ممتازة للدراسة، فصغر حجمه يدل على أن الإشعاع الضوئي الذي ينبعث منه قليل مما يسهل الوضع على التلسكوبات التي أُعدت لالتقاط نسبة معينة من الإشعاع.

التلسكوبات هي اللاعب المهم في هذا الاكتشاف

تلسكوب الفضاء «سبيتزر» هو الأداة الهامة التي اعتمد عليها الباحثون لجمع الأبحاث وملاحظة وقياس كمية الضوء التي تشع من نجم (TRAPPIST-1)، فوجه لمراقبة النجم على مدار الساعة لمدة 20 يومًا ليلتقط تغير كمية الضوء حوالي 34 مرة، وهذا يعني أن هناك مجموعة مختلفة من الكواكب التي تدور حول النجم، وتغير في كمية الضوء المنبعث منه الذي يصل لتلسكوب سبيتزر.

ولكن قدرة التلسكوبات المتاحة الآن لا تساعد على إجراء أبحاث أكثر عمقًا على هذه الكواكب المكتشفة، فما زال هناك حاجة لتلسكوب «جيمس ويب» الذي سيُطلق في عام 2018،
ويتميز هذا التلسكوب أنه يمتلك مرآة قطرها أكبر بحوالي مرتين ونصف، مما يعطيه قدرة أكبر على تجميع كمية أكبر من الأشعة الضوئية.

هذا بالإضافة إلى أن هذا التليسكوب سيمتلك خصائص العمل باستخدام الأشعة تحت الحمراء التي تعمل على خط موج طولي أعلى، مما يزيد حساسيته للضوء أكثر، وكل هذا يصب في الكفة التي تجعله الأكثر كفاءة عن بقية التلسكوبات الأخرى، ويعول عليه الباحثون في المشروع البحثي الأخير في دراسة أكثر عمقًا للأغلفة الجوية لهذه الكواكب.

ويساعد جيمس ويب خصيصًا في الكشف عن بعض الغازات التي يمكن أن تتواجد في الغلاف الجوي وتساعد على الحياة، مثل غازي الأكسجين والميثان، وسيُطلق جيمس ويب من صحراء كاليفورنيا العام القادم ليبدأ مهمته في الفضاء الخارجي، ولمزيد من المعلومات عن هذا التليسكوب، فقد كتبنا عنه في «ساسة بوست» مسبقًا، حيث إنه يعتبر من
أقوى 5 مشاريع علمية مشوقة في وكالة ناسا.

هل فعلًا هذه الكواكب نابضة بالحياة؟

علق عالم الفضاء المصري عصام حجي على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك وقال: «من السذاجة أن نتخيل كوننا الصورة الوحيدة للحياة في هذا الكون. اكتشاف كواكب شبيهة بالأرض خارج المجموعة الشمسية تأكيد على أن العناصر اللازمة لوجود حياة ليست حكرًا على مجموعتنا الشمسية ولا كوكب الأرض. سيغير علم الفضاء مفاهيم علمية و فلسفية عميقة للبشرية خلال العقد المقبل».

وتشير النتائج الأولية التي وصل إليها الباحثون؛ أن هذه الكواكب تمتلك طبيعة صخرية طبيعية، بالإضافة لوجودها على مسافات مناسبة بعيدًا عن النجم، ويرجح إمكانية تواجد مياه على سطحها، وهناك أيضًا إمكانية قوية لتواجد مجموعة كبيرة من البحار والمحيطات فيها، ولكن الجميع ينتظر تليسكوب جيمس ويب لكي يؤكد الكثير من التوقعات النظرية لقابلية الحياة على هذه الكواكب.

ويبقى السؤال المهم هل نستطيع أن ننتقل للعيش هناك يوما مًا؟، في الواقع طبقًا للوسائل المتاحة فإن أي مركبة فضائية ستحتاج حوالي 719,511 سنة لكي تتمكن من الوصول، لذلك فاحتمالية وضع رواد فضاء على الأقل على هذه الكواكب في الوقت الحالي ما زالت مستحيلة، وستظل مستحيلة حتى يستطع العلماء الوصول لمركبات فضائية يمكنها أن تسافر بسرعة تساوي سرعة الضوء.

ماذا يعني هذا الاكتشاف لعلماء الفضاء؟

يقدم هذا الاكتشاف دليلًا لعلماء الفضاء الذين ظلوا يبحثون لفترة طويلة عن إشارات من حضارات الكائنات الفضائية؛ أنهم كانوا يبحثون في المكان الخطأ، بالإضافة أنه قد يساعد في اكتشاف الكثير من الكواكب الأخرى التي تملك نفس خصائص الأرض، بالإضافة إلى ترقية إمكانية أن تكون هناك حياة أخرى خارج نطاق المجموعة الشمسية.

 

المصدر: ساسة بوست

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock