جامعة الكويت

الجامعة تعيش صدمة خفض ميزانية الأبحاث


سرور العتيبي: الخطوة لها أثر سلبي على الجامعة والبلد المتطلع إلى تفعيل خطة التنمية

بلا أبحاث لن تكون هناك رؤية واضحة للمشاريع المزمع إنشاؤها

نتطلع لشراكة أكبر مع القطاع الخاص بحثياً وعملياً بإنشاء حاضنات صناعية لفتح مجال العمل للشباب

الكلية تقبل وفق الخطة ما بين 600 إلى 700 طالب سنوياً في كافة الاقسام

90 في المئة من خريجينا يتوظفون في السنة الأولى بعد التخرج وأغلبهم في القطاع النفطي

ضعف المستوى التعليمي أهم مشكلة أكاديمية لمعظم الطلبة في مختلف التخصصات

نتمنى على الطلبة الانخراط بالقطاع الخاص وأن ينشئوا مشاريعهم الخاصة

 

أكد رئيس قسم الهندسة الميكانيكية في كلية الهندسة والبترول بجامعة الكويت الدكتور سرور العتيبي أن أعضاء هيئة التدريس في الكلية أصابهم الاحباط بعد الخفض الكبير الذي طال ميزانية الأبحاث في الجامعة، لافتاً إلى أن هذه الخطوة لها أثر سلبي على الجامعة والبلد المتطلع إلى تفعيل خطة التنمية التي تحتاج بشكل كبير إلى قطاع الأبحاث لتكون هناك رؤية واضحة للمشاريع المفترض إنشاؤها.

وأوضح العتيبي، في لقاء مع «الراي» أن قراراً مثل هذا كان يجب أن يتم توضيحه أمام المختصين في مؤتمر صحافي ليبلغنا المسؤولون بالأسس التي بسببها اتخذ هذا القرار، فالأبحاث هي نقطة ارتكاز مهمة لخطة التنمية وتحتاج لدعم واهتمام كبيرين.

وبين العتيبي أنه على مر التاريخ كان تخصص الهندسة الميكانيكية من التخصصات المهمة والأساسية الذي لا يمكن أن تستغني عنه البشرية، فهو أساس الهندسة، وكل مؤسسة بحاجة إلى المهندس الميكانيكي كونه يتميز بقدرته على العمل حتى في الأعمال القريبة منه لاسيما في التخصصات الهندسية الأخرى، ذلك أن خريج هذا القسم يتميز بإلمامه بأساسيات الكثير من الهندسات، وبالتالي نجد أن مستقبل هذا التخصص مشرق لاسيما في ظل وجود مشاريع مستقبلية قادمة وسيتزايد الطلب عليه.اتمنى على الطلبة أن ينخرطوا في القطاع الخاص وأن ينشئوا مشاريعهم الخاصة، ويكونوا قادرين على حل المشاكل والعمل على التصميم ومساعدة الشركات الكبيرة في ذلك، مع الابتعاد قليلاً عن القطاع الحكومي والقطاع النفطي الذي تشبع كثيراً، فالتحدي هو أن نقدم خريجا قادرا على أن يعتمد على نفسه.

وقال «نتطلع لأن تكون هناك شراكة وتعاون أكبر مع القطاع الخاص سواء على صعيد الابحاث أو إنشاء حاضنات صناعية وبحثية لفتح مجال العمل للشباب في التخصصات الهندسية، كما نتطلع لأن يكون طلبتنا على وعي هندسي على مستوى القضايا العالمية، فلا نريد أن يهتم طلبتنا بالمشاكل المحلية فقط، بل أن يهتموا أيضاً بالتحديات التي يتعرض لها العالم بشكل عام، لأننا اليوم نشترك مع العالم في الكثير من المشاكل لاسيما وأننا أصبحنا نعيش كقرية صغيرة في ظل وجود الانترنت، فالتحديات العالمية المشتركة كثيرة ومن أهمها الطاقة والبيئة والتي يجب على خريجينا الانتباه لها ولأهميتها». وإلى مزيد من التفاصيل:

• حدثنا عن أهم الإنجازات التي حققها قسم الهندسة الميكانيكية؟

يعتبر قسم الهندسة الميكانيكية من الأقسام الأساسية في الجامعة التي انطلقت مع بداية تأسيس كلية الهندسة والبترول في السبيعينيات، وهو قسم متميز بتاريخه الحافل بالإنجازات والانشطة والخريجين ذي الجودة العالية، ومما يلفت النظر أن القسم خرج العديد من المسؤولين في الدولة منهم العمداء ونواب مدير الجامعة بالإضافة إلى أمين الجامعة السابق ووزير التربية والتعليم العالي الحالي الدكتور محمد الفارس، بالإضافة إلى وزيري الكهرباء والماء السابقين الدكتور بدر الشريعان والدكتور عادل الصبيح. وتميز القسم والكلية بشكل عام في أنها كانت قد حظيت بأول نشاط في الاعتماد الأكاديمي والذي انطلقت بدايته في عام 1983 وبذلك يعتبر القسم من أوائل الأقسام في الشرق الأوسط في هذا المجال، ويحظى القسم حالياً وجميع الأقسام في الكلية بالاعتماد العالمي من منظمة الاعتماد الأميركية لبرامج الهندسة والتكنولوجيا الـ ABET وهو اعتماد يمنح الكلية وسام الثقة بالتزامها في المعايير الدولية العالمية في برامجها التي لا تختلف جودتها عن أي جامعة مرموقة في العالم.

• ماذا عن تطلعات القسم المستقبلية؟

نتطلع لأن تكون هناك شراكة وتعاون أكبر مع القطاع الخاص سواء على صعيد الابحاث أو إنشاء حاضنات صناعية وبحثية لفتح مجال العمل للشباب في التخصصات الهندسية، كما نتطلع لأن يكون طلبتنا على وعي هندسي على مستوى القضايا العالمية، فلا نريد أن يهتم طلبتنا بالمشاكل المحلية فقط بل نريد أيضاً أن يهتموا بالمشاكل التي يتعرض لها العالم بشكل عام، لأننا اليوم نشترك مع العالم في الكثير من التحديات لاسيما وأننا أصبحنا نعيش كقرية صغيرة في ظل وجود الانترنت، حتى أن العالم أصبح يشترك في تحديات عالمية لاسيما في مجالي الطاقة والبيئة، وهو الأمر الذي يدعونا إلى الانتباه نحو التحديات المستقبلية التي ستواجهنا في هذه المجالات، ولذا نحن نريد أن نخرج طلبة يحملون هم هذه القضايا ويحاولون أن يجدوا لها حلولاً ليساهموا في خلق الوعي المحلي والعالمي حول هذه القضايا، ولابد من تعزيز الوعي بقضايا العالم في هذا الاتجاه. كما يتطلع القسم لتطوير برامج الدراسات العليا وطرح برنامج للدكتوراه بالقسم خلال الأعوام القليلة المقبلة.

• هل هناك صعوبات تواجهكم حالياً؟

صدمنا مؤخراً بتقليل ميزانية الأبحاث على مستوى الجامعة ككل، وهذه الخطوة بلا شك لها أثر سلبي على الجامعة والبلد وتسببت بإحباط كبير لدى أعضاء هيئة التدريس، فلو ننظر إلى أي جامعة في العالم نجد أن بحثاً واحداً فيها يعادل ميزانية الابحاث الحالية في الجامعة كلها، وحقيقة نستغرب كيف يمكن التعامل مع هذه الميزانية في الوقت الذي يوجد فيه ما يقارب 80 قسما علميا، يضم عددا كبيرا من الباحثين، إنه شيء يبعث على الحيرة فلا أعلم هل اتخذ هذا القرار بناء على دراسات أخذت بعين الاعتبار مصلحة البلد وتطلعه لخطة التنمية. إن قراراً مهماً مثل هذا كان يجب أن يتم توضيحه في مؤتمر صحافي ليبلغنا المسؤولون على أي أساس اتخذ، فالأبحاث هي نقطة ارتكاز مهمة لخطة التنمية وتحتاج لدعم كبير. ومن بين أهم الصعوبات التي تواجه القسم والجامعة ككل هي الدورات المستندية المالية الطويلة التي نرجو أن تقلص من خلال تعاون وزارة المالية والجهات الحكومية ذات الصلة مع الجامعة.

• ماذا عن أعداد الطلبة في القسم وخطة القبول للفصل المقبل؟

نحن ملتزمون بخطة قبول الكلية والتي تقبل في كل عام ما بين 600 إلى 700 شخص في جميع الاقسام، أما النسبة المتاحة لنا فتبلغ نحو 24 في المئة، لكن في الواقع دائماً ما نتحصل على أقل من هذه النسبة،حيث إنه حالياً يبلغ عدد الطلبة في القسم ما يقارب 780 طالبا وطالبة تمثل نسبتهم 18.6 في المئة من مجموع الطلبة في الكلية.

• ماذا عن سوق العمل بالنسبة لخريجي القسم؟

سوق العمل فيه تكدس من خريجي الهندسة الميكانيكية وهناك شهادات عليها علامات استفهام، ولكن نجد أن المؤسسات تختار ذوي الجودة منهم، وبالنسبة لخريجينا فإن 90 في المئة منهم يتوظفون في السنة الأولى ما بعد التخرج وأغلبهم في القطاع النفطي، وهو دليل على جودة مخرجاتنا واهتمام السوق بهم، وفي الواقع خريجونا أفضل من مستوى خريجي الجامعات والكليات الخاصة.

• ماذا عن متابعة الخرجين؟

في الكلية يوجد مكتب للخريجين يتابع الطلبة ويتواصل معهم، ونتمنى أن يزداد هذا الترابط ما بين الجامعة والطلبة حتى بعد التخرج ليعكس الطلبة حبهم واهتمامهم بجامعتهم ليفيدوها ويستفيدوا منها.

• وماذا عن وقف الابتعاث في القسم؟

وقف الابتعاث في القسم كان قبل عشر سنوات، لكن حالياً الابتعاث مفتوح وفي كل عام نقوم بإرسال مبتعثين بحسب ما يحتاجه القسم وبحسب الخطة في التوسع بعدد أعضاء هيئة التدريس والتخصصات المطلوبة.

• هل يحظى طلبة القسم بمكافأة التخصص النادر؟

هذه المكافأة كانت تقدم لطلبة القسم في السابق، لكن في الوقت الحالي ولأن تخصص الهندسة الميكانيكية لا يعتبر من التخصصات النادرة تم إلغاء هذه المكافأة، فالتخصص النادر مرتبط بشقين، الشق الأول هو أن يكون التخصص مطلوبا في السوق المحلي وهناك حاجة كبيرة جداً له والشق الثاني أن يكون أعداد الطلبة في القسم قليلة، والحقيقة عندما أصبح تخصص الهندسة الميكانيكية من التخصصات النادرة زادت الأعداد لدينا في القسم، وبعد مراجعة الشروط وجد المسؤولون أن هناك خريجين كثيرين في التخصص والقسم فيه أعداد كثيرة وبالتالي لم يصبح تخصصاً نادراً.

• ما المشاكل الأكاديمية التي تواجهونها من قبل طلبة القسم؟

المشكلة الأكاديمية التي يشترك فيها معظم الطلبة في مختلف التخصصات هو ضعف المستوى التعليمي الذي يبدأ بالظهور مع بداية انخراطهم في التعليم الجامعي، فغالباً ما نجد أن الطلبة يواجهون صعوبة في تجاوز امتحان القدرات وتدني مستواهم في الانجليزي والرياضيات والكيمياء، وهي مواد أساسية يحتاجها الطلبة للتخصص لاسيما في المسارات العلمية، وهذا التدني في المستوى يؤخر الطالب في الجامعة ويسبب ضغطاً علينا، فنحن في القسم نتبع معايير عالمية لا يمكن التنازل عنها فإذا كان الطالب على مستوى ضعيف لا يمكننا النزول إلى مستواه العلمي المتواضع، بل يكون علينا جهد أكبر لرفع مستواه العلمي وهذا يسبب ضغطا كبيرا على الطلبة. الهندسة الميكيانية ليست من التخصصات الصعبة ولكن تحتاج إلى اهتمام ومتابعة والتزام بالدراسة، فالطالب الذي يتهاون عن فعل ذلك بلا شك سيواجه صعوبات أكاديمية.

• ماذا عن مستقبل تخصص الهندسة الميكانيكية على مستوى الكويت؟

على مر التاريخ كان تخصص الهندسة الميكانيكية من التخصصات المهمة والأساسية الذي لا يمكن أن تستغني عنه البشرية، فهو أساس الهندسة، وكل مؤسسة بحاجة إلى المهندس الميكانيكي كونه يتميز بقدرته على العمل حتى في الأعمال القريبة منه لاسيما في التخصصات الهندسية الأخرى، ذلك أن خريج هذا القسم يتميز بأنه ملم بأساسيات الكثير من الهندسات، وبالتالي نجد أن مستقبل هذا التخصص مشرق لاسيما في ظل وجود مشاريع مستقبلية قادمة وسيتزايد الطلب عليه. وحقيقة، نتمنى أن يهتم الطلبة بالانخراط في القطاع الخاص وأن ينشئوا مشاريعهم الخاصة، ويكونون قادرين على حل المشاكل والتصميم ومساعدة الشركات الكبيرة في ذلك، مع الابتعاد قليلاً عن القطاع الحكومي والقطاع النفطي الذي تشبع كثيراً، فالتحدي هو أن نقدم خريجا قادرا على أن يعتمد على نفسه. ومن هذا المنبر نتمنى على المسؤولين في البلد الاهتمام بالتعليم ووضع رؤية صحيحة تنتشلنا من هذا الوضع، فالاهتمام ليس فقط مقتصراً على الجانب المالي، فميزانية الدولة الموجهة للتعليم كبيرة جداً ولا تفسر ما نحن عليه من تأخر في ترتيب جودة التعليم حيث أشارت آخر الأرقام حصول الكويت على المركز 106 من بين 148 دولة شملها التقرير، وبالتالي يجب أن يكون هناك تخطيط حقيقي ذو نظرة بعيدة حتى نتمكن من تطوير تعليمنا.

 

المصدر : الراي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock