#سؤال _ بسيط..ما سبب رائحة المطر
السؤال :ما سر رائحة الأرض الترابية بعد هطول المطر:
الجواب: هنالك العديد من المسبّبات للرائحة، التي تنتشر بعد هطول المطر: أحدها يعرف بالفطريات الشرطية، أو «الأكتينومايست»، وتنتج عندما يهطل المطر، بعد موجة جفاف طويلة، حيث تقوم بإطلاق مادة تسمى «الجيوسمين«، وتعني حرفياً »رائحة الأرض »، تنمو في التربة الدافئة والرطبة، وهي مركب عضوي ذو رائحة ترابية قوية، وعندما تسقط الأمطار يتحرر هذا المركّب من التربة، وينتشر في الهواء، ويتميز هذا المركب بحساسية عالية، لدرجة أن أنف الإنسان يستطيع شم «الجيوسمين»، عندما يكون تركيزه في الهواء المحيط بنا خمسة أجزاء لكل تريليون جزء.
وهناك أيضاً نوع آخر من الرائحة، ينتج بسبب غاز الأوزون، الذي يتكون من ثلاث ذرات أكسجين، وله رائحة حادة تشبه رائحة الكلور، وفي بعض الأحيان يتسبب البرق في تمزيق جزيئات غاز الأكسجين وتَكّون غاز الأوزون، وتقوم الريح في ما بعد بدفع غاز الأوزون إلى مستوى الأرض، كما ترجع الرائحة إلى المواد الكيميائية الموجودة في الغلاف الجوي، حيث تميل مياه الأمطار إلى أن تكون حمضية نوعاً ما، خصوصاً في المدن الكبيرة، حيث تتصل قطرات المطر مع الفضلات العضوية، أو المواد الكيميائية على الأرض، فتشكل بعض الروائح العِطريّة، مثل انتشار رائحة «الغاسولين»، الذي يمتاز بنفاذ رائحته.
وهناك رائحة أخرى تأتي بعد المطر من بعض الزيوت الطيارة، التي تطلقها النباتات والأشجار، حيث تتجمع الزيوت على الأسطح، مثل أسطح الصخور، ويتفاعل معها المطر، ويحملها على أنها غاز في الهواء، وتمتاز برائحتها الجميلة، وقد تمت صفقات تجارية لتعبئتها في زجاجات عطرية، وبيعها بأسعار عالية! ويعتقد بعض الباحثين أن هذه الزيوت تُفرز لمنع النبات من طرح بذوره في أوقات الجفاف.
وليست للمطر رائحة واحدة فقط في جميع مناطق العالم، فالمناطق الصناعية والمناطق الاستوائية تسود فيها رائحة بشعة ومؤذية مصاحبة للأمطار، بسبب ارتفاع نسبة حموضة الجو فيها، فبمُجرّد هطول الأمطار، تتفاعل قطرات المطر مع المركبات الكيميائية والعضوية على سطح الأرض، فتنتج هذه الرائحة الحمضية القوية.
رائحة مطر الصيف
وحول سبب نشوء هذه الرائحة المميزة بشكل أقوى فقط مع مطر الصيف، قال الباحثان كولين بويه، ويونغ سو جونغ، من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في الولايات المتحدة، إن «ذلك يعود إلى ثلاثة عوامل، هي: المسامية في الأرض، والرطوبة، وقوة الهطول».
وتابع الباحثان أنه كلما كانت الأرض أكثر جفافاً، كلما زادت قوة الرائحة الصادرة منها، والسبب بسيط فالأرض الجافة تخرج منها جسيمات أكثر، كما تلعب المسامية – أي كثرة التشققات واتساعها في الأرض – دوراً مهماً، فكلما زادت هذه التشققات واتسعت، كلما زادت فقاعات الهواء الخارجة من الأرض.
وأيضاً قوة الهطول لها تأثير، فإذا كان المطر خفيفاً، وهو ما يحدث مع مطر الخريف في البدايات، تخرج الرائحة وتنتشر بشكل أكبر، أما الهطول القوي والغزير فيؤدي إلى تشبع الأرض بالمطر بسرعة، ما يؤدي إلى كتم الماء تلك الرائحة ومنع انتشارها، حسب الباحثين.
المطر.. عند العرب
شكّل المطر ورائحته العطرة مصدر وحي وإلهام للشعراء العرب، ولا يمكن أن تجد في أي أدب آخر ما تجده في الأدب العربي من وصف السحاب والبرق والرعد والأمطار، لأن العرب يعشقون المطر، ويستبشرون به خيراً، ويرون فيه تشبيهاً لمعشوقتهم، ومن حبهم للمطر دأب العرب على تسمية أبنائهم بأسمائه المختلفة، فمثلاً كانوا يسمون (مطر، ومزنة، وهتان)، كما سموا (المنذر بن ماء السماء، وغيثاً، وغياثاً)، فيدل ذلك على ولع العربي بالغيث، ومشتقات اسمه، وكذلك سحائب خيره.
#المصدر:
الامارات اليوم