طاهر الصحاف : «التقشف» ضرب «أبحاث جامعة الكويت»
أفاد نائب مدير جامعة الكويت للأبحاث الدكتور طاهر الصحاف بأن ميزانية العلمية الأبحاث أصابها انخفاض كبير هذا العام، ما حدا بإدارة الجامعة لطلب زيادتها، مبيناً أن «هذه السنه لدينا مشكلة في الميزانية، فميزانية الأبحاث عبر السنوات الماضية وصلت إلى خمسة ملايين دينار، ولكن هذه السنة خفضت كثيراً، ونتواصل مع وزارة المالية لطلب تعزيز، ولكن لم يحدث شيء إلى الآن».
وقال الصحاف إن انتاجية جامعة الكويت بالنسبة للأبحاث العلمية ظلت لعدة سنوات تتراوح بين 500 و540 بحثا سنويا، مبينا أن 500 بحث في السنة عدد قليل مقارنة بالانتاجية التي نراها في الجامعات الأخرى، فأعضاء هيئة التدريس حافزهم في النشر العلمي هو الترقية في التسلسل الجامعي وهذا حافز جيد، بالاضافة الى ان غير الكويتيين منهم مطالبون بان يكون لهم نشاط بحثي لتطوير مستواهم الاكاديمي.
وأضاف إن الدكتور الجديد في التعيين يتهيب الإقدام على هذه المرحلة بأن يقدم مشروع بحث علمي، وبالطبع فإن زيادة عبء التدريس تؤثر على توجه عضو هيئة التدريس إلى البحث العلمي، كما ان الضغط الوظيفي على اعضاء هيئة التدريس يؤثر سلبا على الانتاجية البحثية. وأشار إلى أن اي تطورات حصلت في اي مجال في العالم منشأها الأبحاث الجامعية، فبدون البحث العلمي في الجامعات لن نرى اي تقدم في العالم او تطور في العلوم، مضيفا «لدينا في قطاع الأبحاث أولويات بحثية، حيث نشجع الأساتذة للتقدم بمشاريع أبحاث ضمن هذه الأولويات والمحاور المطروحة، كما أن اي باحث جديد نقوم بتشجيعه ونمنحه سلفة البحث العلمي التمهيدي، بحيث يمكنه البدء في مشاريعه البحثية وهذه السلفة محددة بمبلغ مقداره ٢٠٠٠ دينار».
وبين أن من أبرز المعوقات التي تواجة الحركة البحثية أن الباحث عندما نوافق له على مشروع البحث من الصعب أن يجد العمالة المناسبة لطبيعة بحثه، وأيضا إذا طلب الباحث أجهزة او مواد فهذه تأخذ وقتا، فالدورة المستندية وعملية الشراء تأخذ وقتا طويلا» مؤكدا أن من أهم المعوقات ان السنة المالية تنتهي في 31 مارس من كل سنة وقبل ذلك بثلاثة أشهر يتم ايقاف استقبال طلبات المشتريات والصرف، وهذا يكون في منتصف السنة الدراسية وبالتالي هذا الأمر يعيق الباحث لعدم قدرته طلب الأجهزة البحثية التي يحتاجها في الوقت المناسب. وفيما يلي تفاصيل اللقاء:
• لماذا نسبة انتاج البحث العلمي في جامعة الكويت متدنية عربيا وعالميا؟ انتاجية جامعة الكويت بالنسبة للأبحاث العلمية ظلت لعدة سنوات تتراوح ما بين 500 و 540 بحث سنويا. وخلال السنوات السابقة التي تقلدت فيها هذا المنصب حاولنا تطوير هذا المرفق، حيث استطعنا في عام 2015 نشر 500 بحث، فيها أبحاث مستقلة لمنتسبي جامعة الكويت، ومنها ما هو مشترك مع أكاديميين في جامعات اخرى، وهذا أمر معهود في عملية البحث العلمي أن يتضمن البحث باحثين من عدة دول لإثراء هذا البحث.
• هل نعتبر أن 500 بحث في السنة قليل بالنسبة لانتاجية الجامعات العربية والعالمية؟ نعم هذا العدد قليل جدا مقارنة بالانتاجية التي نراها في الجامعات الاخرى، اذا ما تم تقسيمه على عدد اعضاء هيئة التدريس في الجامعة، حيث يبلغ عدد اعضاء هيئة التدريس في جامعة الكويت 1400 عضو هيئة تدريس تقريباً، فأعضاء هيئة التدريس حافزهم في النشر العلمي هو الترقيه في التسلسل الجامعي وهذا حافز جيد، بالاضافة الى ان غير الكويتيين منهم مطالبون بان يكون لهم نشاط بحثي لتطوير مستواهم الاكاديمي.
• حدثنا عن سبب عزوف الباحثين الكويتيين عن البحث العلمي؟ وهل هو بسبب ضمان الوظيفه ام بسبب البيروقراطية في جامعة الكويت في عملية الصرف على الأبحاث العلمية؟ إن البحث العلمي له متطلبات، فيحتاج الباحث الى ميزانية معينة لذلك، ومنها تقديم خطة البحث. كما انه يحتاج الى مساعدين باحثين يساعدونه في البحث العلمي ويحتاج الى مختبرات ذات سعة مكانيه فقد تكون هذه الاشياء عائقا في وجه الباحث عند بدايته في عملية البحث العلمي. ولكن الباحث عندما يؤسس نفسه في هذا المجال ويتقدم في مشاريع الأبحاث ويكون لديه مساعد علمي وتتوفر له الميزانية ستكون هناك انتاجية جيدة، وبالتالي الدكتور الجديد يتهيب من الإقدام على هذه المرحلة بان يقدم مشروع بحث، وبالطبع فإن زيادة عبء التدريس تؤثر على توجه عضو هيئة التدريس إلى البحث العلمي والضغط الوظيفي على اعضاء هيئة التدريس يؤثر سلبا على الانتاجية البحثيه، فطبيعة البحث العلمي بأنه ليس سهلا حيث انه يحتاج الى جهد مكثف و تفكير وتخطيط.
• هناك من يدّعي بأن البحث العلمي ترف أكاديمي، بحيث يختار الباحث خطة البحث والمحاور وغيرها من آليات تنفيذ البحث، فهل فعلاً هو ترف أكاديمي؟ لا يوجد جامعة يعتد فيها ولها مكانتها في التصنيف العالمي لا يكون لها مساهمة بحثية في جميع المجالات العلمية، ففي التصنيف العالمي للجامعات أحد المعايير هو البحث العلمي لاعضاء هيئة التدريس والنشر العلمي لهذه الأبحاث، واي تطورات حصلت في اي مجال في العالم منشؤها الأبحاث الجامعية فبدون البحث العلمي في الجامعات لن نرى اي تقدم في العالم أو تطور العلوم وانتاج مواد جديدة وأجهزة جديدة. فكل هذه التكنولوجيا والتقدم العلمي نتجت من رحم الأبحاث الجامعية.
• هل جامعة الكويت لديها خطة استراتيجية في خطة الأبحاث؟ نعم فلدينا في قطاع الأبحاث أولويات بحثية حيث نشجع الأساتذة للتقدم بمشاريع أبحاث ضمن هذه الأولويات والمحاور المطروحة. كما أن اي باحث جديد نقوم بتشجيعه ونمنحه سلفة البحث العلمي التمهيدي بحيث يمكنه البدء في مشاريعه البحثية. فكل سنة نقوم بعمل لقاء مع أعضاء هيئة التدريس الجدد ونشرح لهم ما هي سلفة البحث العلمي التمهيدي وايضا نطلعهم على قطاع الابحاث والفرص البحثية المتاحة لهم لتقديم مشاريع أبحاثهم على ضوئها، وهذه السلفة هي محددة بمبلغ مقداره ٢٠٠٠ دينار نخصصها لعضو هيئة التدريس تساعده في شراء بعض المواد والأجهزة البسيطة او تشغيل العمالة المؤقته بحيث إنها تساعده في البدء في مشروعه البحثي اواستكمالها إذا كان لديه مشروع بحث للدكتوره مسبق ويرغب في استكماله نقوم بمساعدته في ذلك وهذا يعطيه ايضاً حافز لتهيئة نفسه للتقدم في مشاريع جديدة في المستقبل.
• ما أبرز المعوقات التي تواجهكم في عمليات البحث العلمي؟ من أبرز المعوقات هي أن الباحثين عندما نوافق لهم على مشروع البحث يجب ان يكون جاهزا لتوظيف العمالة المطلوبة للبحث، سواء مساعد باحث اوغيره. فهذا الأمر يأخذ وقت من الباحث بأن يجد العمالة المناسبة لطبيعة بحثه. وأيضا إذا طلب الباحث أجهزة او مواد هذه تأخذ وقتا ونحن في قطاع الأبحاث نستقبل طلبات الباحثين ونرسلها إلى إدارة المشتريات فالدورة المستندية و عملية الشراء هذه تأخذ وقتا طويلا كما أن من أهم المعوقات ان السنة المالية تنتهي في ٣١ مارس من كل سنة وقبل ذلك بثلاثة أشهر يتم ايقاف استقبال طلبات المشتريات والصرف. وهذا يكون في منتصف السنه الدراسية وبالتالي هذا الامر يعيق الباحث لعدم قدرته طلب الاجهزة البحثيه التي يحتاجها في الوقت المناسب. وهذه السنة لدينا مشكلة في الميزانية، فميزانية الأبحاث عبر السنوات الماضية وصلت إلى خمسة ملايين دينار كويتي ولكن هذه السنه خفضت كثيراً وتتواصل إدارة جامعة الكويت مع وزارة المالية لطلب تعزيز الميزانية. ونحن نقدر انخفاض الميزانية العامة للدولة ككل ولكن لأهمية الأبحاث طلبنا التعزيز من وزارة المالية ولم يتم تعزيز ميزانية الأبحاث إلى الآن. فمن دون تعزيز الميزانية ستكون هناك مشكلة كبيرة في قطاع الأبحاث لإننا ملتزمون في مشاريع بحثية جارية لأن المشاريع البحثية بعضها يمتد لثلاث سنوات فبالتالي هناك أشخاص حصلوا على موافقات لتمويل أبحاثهم في السنة السابقة ولهم في هذه السنة مخصصات معينه للعمالة التي عندهم والأجهزة وتوفير المواد وغيرها ولا أخفيك أننا في مشروع الميزانيه السابق طلبنا هذه الأمور وتم وضعها ضمن مشروع الميزانية ولكن للاسف لم يتم تخصيص هذه البنود. ونحن نأمل ان يتم تعزيز الميزانية ولكن من دونها سيكون هناك مشكلة كبيرة في جامعة الكويت في الابحاث وغيرها من القطاعات الاخرى بالجامعة.
• ما أكثر كلية في مجال البحث العلمي وأقل كلية في الانتاجية البحثية؟ أكثر كلية في الانتاجية البحثية، مركز العلوم الطبية وبالأخص كلية الطب وكلية الصيدله، ويأتي بعدها العلوم ثم كلية الهندسة والبترول، وأما أقل كلية في الانتاجية البحثية فكل الكليات لديها انتاجية بحثية ولكن بطبيعة الحال تتفاوت الكليات في هذا المجال من حيث طبيعة الأبحاث وقنوات نشرها.
• هل وضعتم آلية لمراجعة الأبحاث إذا ما تقدمت شكوى على اقتباس أحد أعضاء هيئة التدريس لأبحاث أخرى؟ هذا ليس من اختصاص قطاع الأبحاث، فهو اختصاص الشؤون العلمية هي من تقوم بمتابعة مثل هذه الإشكاليات، ولكن دورنا يتمثل في البحث عن تصنيف هذه الأبحاث من حيث جودة البحث حيث إن الأبحاث العالمية تنشر في دوريات عالمية مصنفة من المجموعة الاولى والثانية والثالثة والرابعة وهنا نحن نبحث هل هذا البحث مصنف اوغير مصنف فنحن نشترط نشر البحث في دوريات مصنفة.
• ما خطة قطاع الأبحاث الجديدة؟ إن عدد الأبحاث التي تمت الموافقة عليها في ازدياد ولكن نحن هدفنا الرئيسي في قطاع الأبحاث هو زيادة الانتاجية البحثية لأعضاء هيئة التدريس ولكن البحث عندما ينتهي لابد من ان يقوم الباحث بأخذ هذه النتائج وينشرها في إحدى المجلات العلمية المعتمدة ونحن بدورنا نتابع هذه الدوريات لرفع المستوى الأكاديمي لجامعة الكويت.
• هل جامعة الكويت لديها مجلة علمية معتمدة؟ نعم، فقطاع الأبحاث يشرف على مجلس النشر العلمي وهذا المجلس لديه عشر مجلات في جميع التخصصات ومنها مجلة العلوم ومجلة الأبحاث الهندسية ومجلات في العلوم الإدارية والإنسانية والاجتماعية والحقوق والشريعة ودراسات الخليج وشبه الجزيرة العربية وحوليات الآداب والعلوم الاجتماعية والمجلة التربوية، وهذه مجلات علمية محكمة وكل هذه المجلات مصنفة علمياً وموجودة في محركات البحث العالمية.
• وما آلية الارتقاء في تصنيف هذه المجلات للوصل إلى المستوى الثاني او الأول؟ تصنيف المجلات العلمية يقوم على عدد الاقتباس من الأبحاث المنشورة فيها بأبحاث أخرى وللعلم مجلاتنا معروفة على مستوى الوطن العربي ولكن عالمياً نحتاج إلى إنتشار أوسع.
• هل طلبة الباكلوريوس لهم نصيب من المكافآت التشجيعية في قطاع الأبحاث على مشاريع التخرج المتميزة ؟ تخص جوائز الأبحاث أعضاء هيئة التدريس بجائزة أفضل باحث من الشباب، والباحث المتميز، وجائزة مشاريع طلبة الدراسات العليا، أما المكافآت البحثية مخصصة للباحثين ولا تشمل مشاريع التخرج الطلابية.
• ما الرسالة التي توجهها للمجتمع الأكاديمي؟ عضو هيئة التدريس في الجامعة من مهامه التدريس والبحث العلمي وخدمة المجتمع فلابد أن تكون له مساهمة في هذه المجالات الثلاثة فالتدريس مهم ولكن البحث العلمي مهم جداً لتطوير الشخص ذاتيا وأن يكون متخصصا ومتبحرا في تخصصه وكذلك النشر في المجلات العلمية يؤدي إلى تقدمه أكاديميا وأيضا هذا الأمر يساهم في رفع مكانة جامعة الكويت ضمن الجامعات العربية والعالمية فمن دون البحث العلمي تكون الجامعة فقط جامعة تدريسية ولا تختلف عن المدرسة، ولكن ما يميز الجامعات هو البحث العلمي وتعرف الجامعات من الباحثين من أعضاء هيئة التدريس فيها ونحن في جامعة الكويت عدد أعضاء هيئة التدريس من الكويتيين اصبح كبير جداً وتم ابتعاثهم لأحسن الجامعات في العالم وقد تزودوا بأفضل آليات العلم وهم قادرون على الإبداع ولكن يجب أن يكون فيهم حافز للبحث العلمي، فالبحث العلمي فيه تعب ولكن مردوده كبير على الشخص وعلى الجامعة كذلك.
قضيتان بحثيتان
كشف سارقي الأبحاث العلمية
تطرقت الى قضية الشهادات «المضروبة» وسرقة الأبحاث العلمية ومدى تورط أساتذة في جامعة الكويت، فقال الصحاف «إن عملية سرقة الأبحاث الانجليزية الممكن كشفها بكل سهولة، خصوصا الأبحاث المنشورة باللغة الإنكليزية، وذلك لوجود برامج ومحركات بحث متطورة تقوم بمقارنة النصوص حيث يوضح من خلالها نسبة الاقتباس».
وأضاف «ففي قطاع الأبحاث كنا سباقين لهذا الأمر فأي مشروع بحث يقدم لنا نخضعه لآليات البحث هذه لنرى هل تم أخذ هذا البحث من بحث منشور سابقا واحيانا الباحثون يستخدمون تعابير او جملا من الممكن أن تكون موجودة في السابق فحتى هذه الأمور تتبين لنا و على ضوء ذلك نحن نقوم بتقييم البحث إذا لم يكن فيه نسبة اقتباس كبيرة يتم قبوله مع التنويه للمصادر ولا أخفيك أن خدمة الكشف على النصوص العربية غير متوافرة لدينا وبذلك من الصعب اكتشاف الاقتباس في الأبحاث المقدمة باللغة العربية لعدم وجود محرك بحث يشمل كافة الأبحاث العربية وأيضا ان الأبحاث العربية ليست موجودة كلها على محركات البحث او مرفوعة على الانترنت وأما في ما يخص الشهادات المزورة فهذه من اختصاص جهات الاعتماد هي من تبحث في صحتها».
استرجاع أموال الباحثين المتعثّرين
بسؤاله عن وضع الباحث المتعثر وآلية استرجاع الأموال منه او مساعدته لتجاوز المعوقات التي ساهمت في تعثره، أجاب الصحاف «في البحث العلمي قد لا يحصل الباحث على النتائج المرجوة او انه لم يحصل على الأجهزة في الوقت المناسب، او لم يحصل على المساعد العلمي للباحث. ففعلا هناك أبحاث توقفت ونحن بدورنا نتابع البحث العلمي بحيث يكون هناك تقرير مرحلي كل سنة فإذا لم يقدمه او ينجز البحث هنا يتم ايقاف البحث ووقف تمويله».
وأكد «أن الأموال المصروفة هي للمستلزمات البحثية وليست للباحث كمكافأة فلا يمكن استرجاع الأموال المصروفة على البحث ولكن نقوم بوقف التعامل مع هذا الباحث وعدم منحه اي تمويل لأبحاث جديدة إذا تعثر، ولكن في بعض الأحيان هناك اسباب للتعثر تكون مقبولة».
المصدر: الراي