مختصون بالمسرح: مسرح الطفل بالكويت يواجه صعوبات تحد من تطوره
أكد مختصون في مجال المسرح اليوم الاحد أن مسرح الطفل في الكويت يواجه منذ نشأته عددا من الصعوبات والتحديات التي تحد بشكل كبير من تطوره وازدهاره وانتشاره.
وقال المختصون في ندوة فكرية يقيمها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بعنوان (مسرح الطفل في الكويت) ضمن فعاليات مهرجان الكويت المسرحي السابع عشر الذي يقام من 12 حتى 21 ديسمبر الحالي ان الصعوبات التي يواجهها مسرح الطفل الكويتي تتنوع بين نقص كوادر فنية وبشرية ومعدات مستخدمة على خشبة المسرح.
من جهته اوضح الفنان عبدالرحمن العقل في مشاركته حول الصعوبات التي واجهها خلال مسيرته ان اول تجربة له بمسرح الطفل كانت مع مسرحية (السندباد البحري) وهي اول مسرحية للطفل على مستوى دول الخليج.
واضاف ان المسرحية فتحت قلوب الناس له واستطاع من خلالها الوصول لقلب الطفل وجذبه سواء عن طريق الحركة أو الكلمة مؤكدا انه يحمل رسالة سامية للطفل من خلال المسرح كونه يعمل كمعلم بوزارة التربية ولأنه يعلم أن أي شيء يقدمه سيكون له تأثير كبير على الطفل.
وبين أن تجربته بالانتاج لمسرح الطفل واجهتها صعوبات عديدة مثل الاخراج والتمثيل والرقابة على الأعمال التي تحد من ابداع الممثل مشددا على أن الفنان المسؤول لا يحتاج لرقابة لأنه يراقب ذاته أولا وما يقدمه للطفل.
واضاف ان هناك صعوبات كثيرة يواجهها العاملون بمسرح الطفل من أدوات فنية ومهارات مثل الاضاءة والصوت والألوان التي تناسب الطفل واحتياجاته وكذلك الاخراج غير المختص بمسرح الطفل وقلة الممثلين ذوي الخبرة الذين يستطيعون ايصال رسالتهم للطفل من خلال الكلمة والصوت والايماءات.
من جانبه قال استاذ الدراما ورئيس قسم التلفزيون بالمعهد العالي للفنون المسرحية الدكتور فيصل القحطاني في مشاركته بعنوان (الواقع ورهانات المستقبل) ان من الضروري بين فترة وأخرى الوقوف عند ما قدم من اعمال مسرحية للطفل وتقويمه مشددا على ان مسرح الطفل يعد الركيزة الأولى في تعزيز الفعل المسرحي في مجتمعاتنا.
واضاف الدكتور القحطاني ان مسرح الطفل في الكويت شهد نشاطا كبيرا في الفترة الأخيرة وازداد عدد الاعمال المقدمة للطفل وهو ما يدعو الى الوقوف على ذلك ورصد الأسباب ومعرفة قيمة ما يقدم فيها وتسجيل الملاحظات حولها والبحث في تعديلها.
واوضح ان هناك قصورا كبيرا لدى العاملين في مجال مسرح الطفل في دولة الكويت فيما يتعلق بمفهوم وماهية مسرح الطفل بسبب صعوبة ايجاد المتخصص في هذا المجال لعدم وجود معهد متخصص لفنون الطفل ومنها المسرح.
وذكر ان النص المسرحي للطفل لابد أن يكون خاضعا لمتطلبات المرحلة العمرية التي كتب لها وهذا ما يفتقده مسرح الطفل في الكويت حيث لا يوجد تصنيف عمري واضح في المسرحيات التي تقدم مشيرا الى أهمية تحديد الفئات العمرية لمعرفة رغبات وقدرات كل فئة على حدة بما يساعد في الكتابة بشكل مباشر للفئة المعنية.
وافاد بان هناك مستويات مطلوب توافرها في النصوص المكتوبة للأطفال كمستوى لغوي يراعي قدرة وتحصيل الطفل اللغوي ومستوى نفسي لما قد يخلفه النص من تأثير نفسي على الطفل وكذلك مستوى فكري يوافق مراحل تطور الطفل ومستوى قيمي من خلال مضامين وحركة شخصيات النص المسرحي ومستوى جمالي عام ينمي الذوق الجمالي للطفل.(كونا)