الجامعات الخاصة

كلية القانون الكويتية العالمية تحتفل باليوم العالمي للغة العربية

 

في إطار نشاطها الثقافي للفصل الجامعي الأول، أحيت كلية القانون الكويتية العالمية الاثنين الماضي اليوم العالمي للغة العربية الذي يصادف الثامن عشر من ديسمبر من كل عام، بحضور عدد كبير من أعضاء هيئة التدريس ومن الإدارة ممثلة في عميد ورئيس الكلية الأستاذ الدكتور محمد المقاطع، ورئيس مجلس الأمناء الدكتور بدر الخليفة، ونائب العميد للشؤون العلمية الأستاذ الدكتور يسري العصار، والأستاذة الدكتور سهام الفريح، كما حضرها عدد كبير من الطلبة. وفي كلمة موجهة إلى الاحتفال، قال الأستاذ الدكتور محمد المقاطع أن: “من لا يعتز بلغته لا يعتز بهويته ودينه، واعتزازا بالهوية أقر الدستور الكويتي في مادته الثانية أن اللغة العربية هي اللغة الرسمية لدولة الكويت”، مؤكدا أنه غالبا ما يطرح عليه السؤال (هل تهتمون في كلية القانون الكويتية العالمية باللغة العربية قدر اهتمامكم باللغة الإنجليزية)، وأنه كان دائما يجيب بأن من لا يهتم بلغته، فإنه يفك ارتباطه بكيانه ووجوده، مشددا في الوقت نفسه على أن كلية القانون الكويتية العالمية هي جزء أصيل من الكيان والوجود الكويتي والعربي والإسلامي والإنساني.

إثر ذلك ألقى رئيس قسم اللغة العربية د. عمر العامري كلمة شكر فيها الحضور، وقال إن الاحتفال بهذا اليوم يأتي بمناسبة إصدار الجمعية العامة للأمم المتحدة القرار عام 1973 رقم 3190 الذي أقرت بموجبه إدخال اللغة العربية ضمن اللغات المعتمدة في نقاشات جميع المنظمات التابعة للأمم المتحدة، لتصبح “العربية” اللغة السادسة المعتمدة إلى جانب الإنجليزية والفرنسية والإسبانية والروسية والصينية. وأشار إلى أن اللغة العربية تتجدد لما تمتلكه بذاتها من مزايا وخصائص تتفرد بها دون سائر اللغات، وفي مقدمتها أنها لغة القرآن الكريم.

من جهتهم، قدم طلبة كلية القانون الكويتية العالمية شهاداتهم عن تطور علاقتهم باللغة العربية باعتبارها الأداة الرئيسية للقانونيين للتعبير عن قضاياهم وفكرهم، إلى علاقة حب وتذوق للنثر والشعر باعتبارهما خزانا ورصيدا لا ينضب للغة في مختلف مجالاتها، ثم أعطيت الكلمة للأستاذة الدكتورة سهام الفريح – أستاذ اللغة العربية ومدير مكتب التطوير الأكاديمي والمجتمعي في الكلية، والتي عبرت عن سعادتها بتنظيم هذه الاحتفالية ودلالتها على مدى اهتمام إدارة الكلية باللغة العربية التي أعتبرتها “مفتاح العلوم لكل مجتمع”، مشيرة إلى أن علاقتها طويلة مع هذه اللغة سواء من خلال التدريس أو من من خلال سلسلة المؤلفات التي أصدرتها والتي بلغت (16) كتابا ساهمت من خلالها في تقريب اللغة العربية إلى الطلاب الذي لا يترددون في القول علانية أنهم يكرهون لغتهم الأم. وأشارت الفريح إلى ما أبداه عالم لاتيني مهتم باللغات من إعجاب بلغتنا التي امتدت 14 قرنا، دون أن يعتريها الضعف أو التراجع إلا في فترة الاحتلال العثماني للدول العربية، الذي أدخل إلى لغتنا ومجتمعاتنا وقيمنا مجموعة من المفاهيم الغريبة كالحرملك والسلملك، وبينت الفريح أن الأفلام والمسلسلات العربية ساهمت في تقديم صورة نمطية عن مدرس اللغة العربية، منها أن يرتدي نظارة سميكة ويرتدي الرث من الثياب، وهذا ساهم في شيوع النظرة الدونية لمن يدرس “العربية” ويدرسها، من الطلاب والمدرسين، وبناء على دراسة أجريتها في هذا الخصوص لم أجد دارسا للغة العربية في مكانه المناسب، كما أن المناهج المعتمدة في مختلف المراحل الدراسية تؤدي إلى نفور التلاميذ من “العربية” وكرهها، ولذلك علينا قبل أن نطالب الآخرين باحترام لغتنا علينا أولا أن نحترمها ونجعلها موضع اعتزاز أبنائنا الطلبة.

من جانبه قال أ.د. رجب عيسى – عضو هيئة التدريس، إن “العربية” لغة عظيمة لأنها لغة القرآن الكريم وستعيش على مدى القرون الآتية، ولكن ما نشهده نحن المدرسون في هذه الكلية وزملاؤنا في مختلف المراحل الدراسية وفي الجامعات في الكويت وكل الدول العربية، عدم اهتمام واكتراث الطلبة بلغتهم، وشكواهم من صعوبة الصرف والنحو، مع العلم لأن القواعد صعبة في كل اللغات، ولذلك يمكن الحد من عزوف الطلبة عن دراسة “العربية” من خلال تعويد الأولاد منذ الصغر على المطالعة باللغة الفصحى، وإلزام الطلبة في مختلف المراحل الدراسية وفقا لأعمارهم بحفظ شيء من القرآن الكريم والشعر العربي القديم، والإفادة من بحوث مجمعات اللغة العربية، والالتزام بالضبط الكامل لكل الكتب الدراسية حتى يتعود الطالب على القراءة السليمة.

أما د. مهند ساري فقدم شرحا وعرضا وقراءة لقصيدة الشاعر الراحل محمود درويش “قافية من أجل المعلقات” التي عبر من خلالها تألق اللغة وسموها وكونها بذاتها “معجزة” وجد فيها ابن الصحراء ضالته كي يكون شخصيته الحضارية في مقابل كل الحضارات المحيطة في بلاد الفرس والروم والهند وسواها فاستظل بها وكان الشعر وسيلته الفضلى للتعبير عن ذاته.. ثم تلا د. ساري القصيدة التي جاء في مطلعها:

“ما دلني أحد علي. أنا الدليل.. أنا الدليل

إلى بين البحر والصحراء. من لغتي ولدت

على طريق الهند بين قبيلتين صغيرتين عليهما

قمر الديانات القديمة.. والسلام المستحيل

وعليهما أن تحفظا فلك الجوار الفارسي

وهاجس الروم الكبير.. ليهبط الزمن الثقيل

عن خيمة العربي أكثر. من أنا؟ هذا

سؤال الآخرين ولا جواب له. أنا لغتي أنا..

وأنا معلقة… معلقتان… عشر.. هذه لغتي

أنا لغتي. أنا ما قالت الكلمات.

وفي الختام قدمت أ.د. سهام الفريح درعا تذكارية لتكريم الطلبة الذي شاركوا في تقديم فقرات حوارية وشهادات في الاحتفالية والأساتذة الذين شاركوا في الندوة، كما قدم أ.د. يسري العصار درعا تكريمية للفريح.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock