كيف تُربي أطفالك على الطريقة الألمانية
شعرتُ بالذعر حين ذهبتُ إلى أحد المتنزهات لأول مرة في برلين؛ فقد تجمَّع كل الآباء للدردشة وشرب القهوة ولم يلتفتوا لأبنائهم الذين كانوا يلهون عند تنين مصنوع من الخشب يرتفع حوالي 20 قدمًا عن سطح الأرض. وقد حاولت لفت انتباههم ولكن من دون جدوى.
على عكس ما كان يشاع عنهم من صرامة، فإن معظم الآباء الألمان يقدرون بشدة الاستقلالية وتحمل المسئولية. فهؤلاء الآباء لم يكونوا يتجاهلون أطفالهم، وإنما وضعوا ثقتهم بهم.
إليكم بعض الأساليب التي يتبعها الآباء الألمان مع أطفالهم:
1- لا تجبرهم على القراءة
لا تشدد مرحلة الحضانة في برلين على القراءة. في الواقع، تقول الكاتبة إن الآباء والمعلمين في برلين وجهوها بعدم تشجيع أطفالها على القراءة، فهي عادة يتعلمها الأطفال عندما يبدؤون التعاون معًا في المدرسة. فمرحلة الحضانة هي للهو والتعارف الاجتماعي. ولكن لا تظنوا أن هذا النهج المتراخي يعني ضعف التعليم: فوفقًا لتقرير صدر عام 2012 عن منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، فإن مردود الطلاب الألمان الذين يبلغون الـ15 من عمرهم يزيد على المتوسط العالمي فيما يتعلق بالقراءة والرياضيات والعلوم.
2- شجع الأطفال على اللعب بالنار
كانت ابنتي تعمل على مشروع في الصف الثاني يشمل استخدام الشموع وأعواد الثقاب، وقد ترددت بادئ الأمر في السماح لابنتي بذلك. لكنهما عملتا سويًا على إشعال الشموع وحرق الأشياء بأمان.
3- دع أطفالك يذهبون إلى كل الأماكن بمفردهم
معظم طلاب المدارس في ألمانيا يذهبون إلى المدرسة مشيًا على الأقدام دون آبائهم، وبعضهم يستقل قطار الأنفاق بمفرده حتى. وبالطبع يهتم الآباء الألمان بسلامة أبنائهم، لكن أكثر ما يقلقهم هو المرور وليس الاختطاف.
4- أقم احتفالًا ابتهاجًا بدخوله المدرسة
أخبرني أحد أصدقائي في برلين أن أكبر ثلاثة أحداث في حياة الإنسان هي عندما يلتحق الطفل بالصف الأول في المدرسة، وعندما يصبح مراهقًا يافعًا، وعندما يتزوج.
في برلين، يقام احتفال ضخم في المدرسة ابتهاجًا بالتحاق أطفال جدد بها، يشمل إحضار دمية ضخمة على شكل طفل مملوءة بكل شيء بدءًا من الأقلام الرصاص وصولًا إلى الساعات والحلوى. ثم تقام حفلة أخرى بحضور الأهل والأصدقاء. أما مرحلة المراهقة، فتحين عندما يبلغ الطفل سن الـ14، ويقام لها احتفال مشابه يشمل الكثير من الهدايا.
5- خُذ الأطفال في نزهة كل يوم
هناك مثل ألماني يقول “لا وجود للطقس السيء، وإنما الملابس ليست مناسبة”. يجري الترويج لقيمة التنزه في المدارس الألمانية. وبصرف النظر عن حالة الطقس، فإن الآباء الألمان يحملون أبناءهم ويخرجون للتنزه، أو يتركونهم يتنزهون بمفردهم.
المصدر: ساسة بوست