أخبار منوعة

5 تجارب نفسية غيّرت رؤيتنا لأنفسنا وللعالم

 

غيّرت تجارب نفسية عديدة أفكارنا عن أنفسنا وتصرفاتنا عند الشعور بالتهديد، أو القوة، أو الخوف من الانتقاد وتحدي الأغلبية. هل يوجد حقًا أناسٌ أشرار بالفطرة وآخرون أخيار؟ هل يمكن أن يتغير إدراكنا حسب عدد المتفقين معنا في آرائنا؟ ما الذي يجعل حياتنا سعيدة؟

نرصد لك 5 تجارب نفسية شهيرة مازالت نتائجها وآثارها تُدرس حتى الآن، وتثير الجدل.

1. سجن ستانفورد: ماذا تفعل بنا السلطة؟

ربما تكون أشهر التجارب النفسية المثيرة للجدل؛ فقد أجرى الدكتور «فيليب زيمباردو» بجامعة «ستانفورد» الأمريكية عام 1971 محاكاة لظروف السجن على 24 طالبًا وزعهم عشوائيًا على أدوار السجناء والسجانين. استمرت التجربة 6 أيام فقط بعد أن أخذت شكلًا خطيرًا فاق توقعات «زيمباردو».

تقمّص السجّانون دورهم وبدأوا في التسلّط على زملائهم المسجونين، حتى وصل الأمر إلى التعذيب النفسي والإهانة؛ مما أدى إلى طلب اثنين من المسجونين الخروج من التجربة، وإيقاف التجربة بالكامل قبل إتمام مدتها.

ولم تقتصر نتائج الدراسة غير المتوقعة على سلوك السجانين، فقد خضع بعض المساجين إلى الإجراءات القاسية واعتبروها حقًا للسجانين، حتى إنهم نفذوا بعض الأوامر التي وُجهت لهم بإهانة ومضايقة زملائهم المسجونين.

أعيدت تجارب مستلهمة من «سجن ستانفورد» بعد ذلك عدة مرات، كانت أهمها تجربة أشرفت «بي بي سي» على إعدادها، ووصلت إلى نتائج مهمة بخصوص إدراك البشر للأدوار الاجتماعية، ومفهوم القهر.

 

2. الحق مع الأغلبية.. ليس دائمًا

تجربة مهمة كانت سببًا في تطوير نظرية المقارنة الاجتماعية فيما بعد، فقد أجرى الدكتور «سولومون آش» في خمسينيات القرن الماضي عدة تجارب استهدفت دراسة تأثير آراء الآخرين على آرائنا وتعبيرنا عنها من خلال إعطاء بطاقة مرسوم عليها خط واحد لثمانية أشخاص (سبعة منهم متعاونون مع الدكتور «آش» وواحد فقط هو المستهدف من التجربة)، ثم إعطائهم بطاقة أخرى عليها ثلاثة خطوط بأطوال مختلفة، وسؤالهم عن الخط الأقرب إلى طول الخط في البطاقة السابقة.

في ظروف طبيعية تمامًا، كان هامش الخطأ في الإجابة عن السؤال 1% فقط، لكن هذه النسبة وصلت إلى 75% مع إضافة ضغط الأغلبية باتفاقها على إجابة خاطئة، يزيد شك الإنسان في إدراكه الشخصي، أو قدرته على مواجهة الأغلبية به إذا وجد أن معظم الناس لا يتفقون معه، حتى لو كان الأمر واضحًا مثل طول الخطوط المستخدمة في التجربة.

3. هل توجد حدود لطاعة الأوامر؟

ماذا تفعل إذا طلب منك أحد ما تعذيب شخص أو إيلامه؟ لا تتعجل في الإجابة؛ فتجربة «ملغرام» حاولت الإجابة عن سؤال انصياع البشر لمصدر السُلطة، حتى إذا أمرهم بما يخالف معتقداتهم أو أخلاقهم.

فقد أخضع الدكتور «ستانلي ملغرام» في عام 1961 العديد من الأشخاص لتجربة يكونون مسؤولين فيها عن توجيه «صدمات كهربية» متزايدة لأفراد يجلسون في غرفة أخرى بأمر من المسؤول عن التجربة حين يجيبون عن أسئلة معينة بطريقة خاطئة.

النتيجة؟ معظمهم وصلوا إلى أقصى صدمة كهربائية بقوة 450 فولت، رغم أنهم جميعًا أظهروا علامات توتر وعدم رضا وتساءلوا عن قانونية التجربة، لكنهم استجابوا لأمر «المسؤول» في نهاية الأمر. بالطبع كانت الصدمات الكهربية – وهو ما لم يكن يعرفه من خضعوا للتجربة – صدمات مزيفة ولم تسبب ضررًا لأحد، لكن ماذا لو لم تكن؟

4. من يستحق المساعدة؟

ربما قد تكون شاهدت هذا الفيديو الذي يوضح الاختلاف بين رغبة الناس في مساعدة الآخرين حسب مظهرهم وما يرتدونه من ملابس، لكن هل تعلم أن هذه تجربة نفسية شهيرة وظاهرة تُدعى «تأثير المتفرج».

قد تعتقد أنه كلما زاد عدد الناس بالقرب من شخص يحتاج إلى المساعدة زادت فرصته في الحصول على من يمد له يد العون، لكن التجربة أثبتت وجود علاقة عكسية بين الأمرين، فمعظم البشر يميلون إلى المساعدة حين يكون عدد المحيطين بهم قليلًا، ويترددون في تقديم العون إذا زاد عددهم بسبب مفهوم يُطلق عليه في الدراسات النفسية «تشوّش المسؤولية»؛ أي عدم شعورنا بالمسؤولية حين تكون موزعة على كثيرين غيرنا؛ ليؤدي الأمر في النهاية إلى عدم قيام أي منا بالواجب في النهاية.

وبالتأكيد توجد عدة عوامل تزيد وتقلل «تأثير المتفرج»، منها مثلًا رؤيتنا للشخص الذي يحتاج إلى مساعدة ومكانته الاجتماعية، مثلما أوضح الفيديو.

5. بعد 75 عامًا.. كل ما نحتاجه هو الحب

في واحدة من أطول الدراسات النفسية، وبعد 75 عامًا كاملًا تابعت فيها فرقٌ من جامعة «هارفارد» الأمريكية حياة 268 خريجًا من دفعة 1933، خرجت نتائج الدراسة التي بحثت احتياجاتنا كبشر، ووسائل تطورنا في الحياة، والقيم التي نرتبط بها، بخيط واحد يجمعها: الحب.

ورصدت الدراسة عدم اعتماد الـ 268 شخصًا – كلهم من الرجال – في سعادتهم على المال أو المنصب أو الممتلكات بقدر اعتمادها على وجود علاقات اجتماعية مستقرة وداعمة، خاصةً بينهم وبين زوجاتهم.

كما قال الدكتور «جورج فاليانت» الذي أدار المشروع لأكثر من 30 عامًا إن النتائج جاءت متطابقة فيما يتعلق بترتيب أولويات الإنسان وما يعطي القيمة لحياته، بالإضافة إلى أهمية الاستقرار النفسي والقدرة على مواجهة التحديات في تخطي الظروف المادية والاجتماعية الصعبة التي مر بها الرجال الذين أُجريت عليهم الدراسة.

 

 

المصدر : ساسة بوست

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock