عادل الإبراهيم يكتب: التعليم: واقع وطموح

منذ أمد بعيد والقضية التعليمية محل نقاش ومؤتمرات واستراتيجيات والخروج بتوصيات ولكن دون تنفيذ الى ان وصل بنا الحال أن يصف احد الوزراء السابقين التعليم بالهرم المقلوب، ومنذ ذلك الحين ما زال مقلوبا ولم يتم تعديل وضعه على الرغم من تواتر العديد من الوزراء على وزارة التربية ولم يختلف الطرح عن أي منهم تجاه العملية التعليمية والتي للأسف اسقاطاتها السلبية على ابنائنا وهو ما تشير اليه الإحصائيات الدولية التي تصدر بين فترة وأخرى والتي يتبوأ فيها ابناؤنا المستويات المتدنية ان لم يكونوا في ذيل القائمة.
ولنا الحق في ان نتساءل الى متى سيظل هذا الوضع المتدني للتعليم؟ ألا يعرف الوزير وقيادات التربية الأسباب المؤدية الى ذلك؟ والجواب بكل بساطة ما لم تكن هناك نية جادة للإصلاح من قبل الوزير والمعنيين في التربية فإن الانحدار التعليمي في ديرتنا العزيزة من انحدار الى انحدار، ولعل آخر مسمار دق في هذا المجال هو تخفيض علاوة السكن للمدرسين الوافدين، أيعقل هذا؟ كيف يصدر هذا القرار ضد أهم وظيفة في المجتمع وهي التدريس ولمن؟ لجيل المستقبل. هذه الفئة الوظيفية يجب أن تكون مميزة فعلا لا قولا أو مجرد تكريم معنوي لا يفي بمقتضيات الحياة.
إن مشكلة التعليم في الكويت تتركز في البيئة التعليمية واختيار المدرسين والمقررات الدراسية، ولعلاج ذلك فإن اختيار المدرسين يتطلب ألا تقل شهادة المدرس عن ماجستير في مجال التخصص وخبرات تدريسية كما هو معمول به في الدول المتقدمة علميا وهي فنلندا الذي يعتبر نظامها التعليمي من افضل النظم التعليمية في العالم، وأن يتقاضوا رواتب مميزة تضاهي التخصصات المهنية كالأطباء والمهندسين والحقوقيين ان لم يكن اكثر منهم.
وهنا تحضرني مقولة في الواتساب تقول: «اذا كان الأطباء يستطيعون إجراء عملية قلب لإنقاذ طفل، فإن المعلمين يصلون الى داخل عقل الطفل ويحييه بالمعرفة والعلم».
نعم هذا ما نريده لأبنائنا بيئة تعليمية مميزة تقوم على الإبداع والابتكار والاستقلالية عمادها هيئة تعليمية متمكنة ذات مؤهلات عالية وخبرات متميزة ومقررات حديثة تحاكي العصر وتشجع الطفل على التفكير والمنطق.
فهل يعي مسؤولونا عن التعليم ذلك؟ أقول نعم من كم التوصيات لتطوير التعليم، ولكن عدم وجود إرادة إدارية للتطوير هو ما أوصلنا إلى هذا المستوى المتدني للتعليم والقرارات الارتجالية وآخرها تخفيض علاوة السكن.
عادل الإبراهيم