جامعة الكويت

“صباح السالم الجامعية”.. ترجمة حرص الكويت على التعليم العالي


يترجم مشروع مدينة صباح السالم الجامعية (الشدادية) أحد أكبر المشاريع الإنشائية في الشرق الأوسط وأهمها حرص الحكومة الكويتية على الارتقاء بالتعليم الجامعي في البلاد باعتباره محورا أساسيا للتنمية البشرية.

ويندرج هذا الصرح التعليمي ضمن خطة المشروعات التنموية التي تتبناها الحكومة بهدف تطوير منظومة التعليم في البلاد وإعداد الكوادر الوطنية المؤهلة والقادرة على تلبية احتياجات سوق العمل بما يساهم في بناء الوطن بسواعد أبنائه.
وتم إعداد المخطط الهيكلي الذي عني بتقسيم المشروع إلى حرمين (الرئيسي والطبي) الأول يحتوي جميع الكليات والأنشطة الطلابية والإدارية عدا الكليات الطبية التي يستوعبها الحرم الطبي كما تم تحديث ذلك المخطط والتعاقد مع كبار بيوتات الخبرة والمستشارين العالميين في إدارة المشاريع والتصميم والإشراف.
وأكد وزير التربية ووزير التعليم العالي الدكتور بدر العيسى أن هذا المشروع أحد المشروعات التعليمية الرائدة في الكويت والمنطقة ومن أبرز المشاريع التنموية الضخمة التي تراهن عليها الحكومة ومن المزمع أن تستوعب هذه الجامعة 40 ألف طالب وطالبة مما يساهم في حل أزمة القبول الجامعي مستقبلا.
وقال الوزير العيسى لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) اليوم الجمعة إن الكويت هي الدولة الوحيدة في المنطقة إن لم يكن في العالم التي لديها جامعة حكومية واحدة فقط مشددا على ضرورة إيجاد جامعة أخرى إلى جانب جامعة الكويت.
وأوضح أن وزارة التعليم العالي في انتظار مناقشة مشروع قانون الجامعات الحكومية في مجلس الأمة والبت به لاسيما المادة رقم 44 التي تنص على إنشاء جامعة حكومية ذات شخصية اعتبارية وميزانية مستقلة تسمى جامعة صباح السالم في الموقع المخصص للمدينة الجامعية الجديدة المنشأة بالقانون رقم 30 لسنة 2004.
وتوقع إنجاز الحرم الرئيسي للمدينة بكل المباني والكليات عام 2019 باستثناء الحرم الطبي لافتا إلى أن المشروع يمر في مراحل متقدمة من الإنجاز حيث تم الانتهاء من مشروع انفاق الخدمات في الجانبين الشرقي والغربي والمعني بتغذية المدينة بكل الإمدادات الخاصة بالمياه والكهرباء والاتصالات.
وتأتي المدينة الجامعية في الشدادية التي تحمل اسم الأمير الراحل الشيخ صباح السالم الصباح طيب الله ثراه تخليدا لذكراه كخطوة استباقية لاستيعاب الأعداد المزايدة من الخريجين خلال السنوات المقبلة حيث يتوقع أن يزيد العدد الإجمالي للطلبة المسجلين بجامعة الكويت عن 40 ألف طالب وطالبة بحلول عام 2025.
وتقام المدينة على مساحة 6 ملايين متر مربع وبذلك تعد الجامعة الأكبر على مستوى منطقة الشرق الأوسط وتمثل طفرة في قطاع التعليم الجامعي على مستوى دولة الكويت والمنطقة بما سوف تزخر به من منشآت ومبان ذات تصاميم هندسية متنوعة غير مسبوقة تجعلها مشروعا وطنيا متميزا وصرحا أكاديميا واعدا يساهم في توفير بيئة تعليمية مثالية.
وترتكز فكرة تصميم المخطط الهيكلي على إنشاء مدينة أكاديمية متكاملة على ضفتي واحة عريضة من أشجار النخيل والحدائق الخضراء حيث المكان المناسب للفكر والإبداع الأكاديمي.
ولم تغفل إدارة جامعة الكويت أهمية انسجام مكونات ومحتويات الكليات مع احتياجات وتطلعات الاكاديميين حيث منحت أقسامها العلمية الحرية في تضمين المباني شتى التجهيزات من الفصول الدراسية والمختبرات وقاعات الحاسوب وغرف الاجتماعات والمكتبات وغيرها.
وتضم المدينة 13 كلية و 3 مواقع لكليات مستقبلية تم تصميمها وفقا لأعلى المواصفات ومعايير الجودة حيث أعدت التصاميم عقب دراسات عالمية ومقارنات لأعرق وأحدث المباني في العالم لتكون مزيجا فريدا من الأصالة والحداثة.
وتم تجميع الكليات ذات الصلة في ثلاثة قطاعات هي قطاع الكليات الإنسانية (كلية الآداب وكلية التربية وكلية الحقوق وكلية الشريعة والدراسات الإسلامية وكلية العلوم الاجتماعية) وقطاع الكليات العلمية (كلية الهندسة والبترول وكلية العلوم وكلية العمارة وكلية العلوم الإدارية وكلية البنات) وقطاع الكليات الطبية (كلية الطب وكلية الصيدلة وكلية طب الأسنان وكلية الطب المساعد وكلية الطب الوقائي الكويت كما تم توفير ثلاثة مواقع لكليات مستقبلية بواقع موقع لكل قطاع وتعبر كل كلية عن التزام الجامعة باستحداث بيئة تعليمية للطلبة عن طريق تصميم مساحات مشتركة للحوار والنقاش بالإضافة إلى الاستراحات الدراسية كما تتضمن الكليات أنظمة إضاءة و تهوية متطورة لضمان استدامة المباني.
وتتضمن كذلك مستشفى تعليميا يحتوي على 600 سرير وتسكين إدارات الكليات والأقسام العلمية لكل كلية في حرم الطالبات الذي يضم العدد الأكبر من طلبة الكلية على أن يتم توفير مكاتب لأعضاء هيئة التدريس في الحرم الآخر بما يعادل 30 في المئة من العدد الإجمالي.
ووفق المخططات والتصاميم الخاصة بالمشروع نجد أن لكل مبنى هوية مميزة وفريدة وبالتالي يستحيل أن تختلط أشكالها في ذهن روادها ويمكن تمييز مباني الإدارة من خلال البرج الذي يبلغ ارتفاعه 70 مترا.
وتنتشر إدارة الجامعة في ستة مباني تضم المكتبة ومسرحا ضخما لحفلات التخرج والمناسبات الأخرى وقاعة لزوار الجامعة كما تم تنظيم كل حرم جامعي على جانبي مسار للمشاة (رواق وغاليري) وهو عبارة عن طريق مشاة مسقوف ومكيف للحماية من العوامل الجوية.
ولهذا الصرح طابع حضاري تحيط به الأنشطة الطلابية مما يحقق الترابط الوظيفي لكل حرم جامعي ويعطي الإحساس المتميز بالمكان الذي سوف يتذكره كل طالب وزائر وسوف تشكل مجموعات الكليات داخل المدينة الجامعية عدة ضواح متخصصة تضيف البعد الإنساني والمكاني لكل جزء من أجزاء المدينة الجامعية.
كما أن التخطيط المعماري للجامعة راعى عدة أهداف في مقدمتها اعتبار الطالب ان الجامعة بمثابة منزل آخر له إضافة إلى تشجيع التميز في التعليم ووسائله وتشجيع البرامج المشتركة بين الأقسام العلمية وتشجيع المشاريع المشتركة مع القطاعين العام والخاص وتوفير الخدمة الصحية المتقدمة فضلا عن توفير مواقف سيارات مظللة وقريبة من الكليات ومراكز العمل.
وسعت الجامعة على أن تشمل أنشطة للخريجين ومعارض وطنية للكتب التخصصية ومستشفى جامعي للانفتاح على المجتمع الكويتي إضافة إلى المرافق الرياضية النموذجية وحاضنة المشاريع وكذلك مراكز ثقافية ومتاحف تخصصية ومراكز استشارات وتطوير مهني.
وتعد الأنشطة الاجتماعية والرياضية والترفيهية والمطاعم والمحلات التجارية عناصر أساسية للحياة الطلابية وهي متمركزة في الحرم الجامعي بحيث تشكل قلبا للجامعة يتصل بالمداخل الرئيسية وتمت مراعاة حركة الاتصال في كل من حرمي الطلاب والطالبات.
كما يتضمن المشروع تنسيق الموقع والحدائق وتطوير المناطق المفتوحة بناء على معايير الاستدامة ومراعاة البيئة والمناخ وتقنيات أعمال الزراعة الحديثة وتطوير المناطق الطبيعية حول الموقع.
ويتركز الاهتمام في تطوير وتصميم الواحة التي تحتوي على عناصر مائية (أنهار وبحيرات) وكثافة عالية من التشجير والنخيل لخلق بيئة تماثل البيئة الطبيعية كما يوفر التصميم أنواعا مختلفة من عناصر تنسيق الموقع اللازمة لتحديد الشوارع الداخلية والمناطق المفتوحة والممرات العامة وممرات المشاة وإعادة استخدام مصادر المياه والطاقة.
إضافة إلى ذلك فإن التصميم يهتم بتوفير الممرات المظللة والأفنية المفتوحة ومرشات الرذاذ البارد ومجموعات التشجير والعناصر الأخرى التي تعمل على تلطيف المناخ مما يزيد الإحساس بالراحة خلال التواجد خارج المباني خاصة خلال أشهر الصيف.
كما تم تقييم شبكة الطرق السريعة المحيطة بالموقع لتحديد أكفأ استراتيجيات تحديد المداخل وتنظيم الحركة المرورية حول موقع المدينة الجامعية من ناحية طرق الدائري السادس والسابع وطريق 602 والرابطة السريعة لنهاية شارع الغزالي.
وعلاوة على ذلك تم تقدير نسب الزيادة المستقبلية لحركة المرور وتطبيقها على البيئة المحيطة عن طريق تشجيع الوسائل البديلة للانتقال ووسائل النقل الجماعي بدلا من الاعتماد على السيارة الشخصية مما يحقق بيئة مستدامة بيئيا وإنسانية.
وتعتمد استراتيجية حركة المرور الداخلية على طريق دائري تمت تسميته (الطريق الدائري الجامعي) يحيط بالمدينة الجامعية لاستيعاب حركة المرور حول الحرم الجامعي
وتشمل المباني الأكاديمية للجامعة نادي موظفي الجامعة وسكن الطلبة والمدرسة النموذجية والروضة وسكن أعضاء هيئة التدريس وسكن الضيافة ونادي أعضاء هيئة التدريس ومرفق إدارة النفايات العامة والخطيرة ومرفق التأثيث والإسكان ومخازن عامة والمطبعة ومستودعات الخدمة ومجمع الخدمات وخدمة السيارات.
وتتضمن المدينة مباني أنشطة طلابية ترفيهية ورياضية تستوعب حمامات للسباحة ذات الحجم الأولمبي وملاعب لكرة القدم وقاعات للألعاب المختلفة وقاعات رياضية متعددة للتدريب والمنافسات.
كما تضم ثلاث محطات خدمات مركزية تحتوي كل منها على معدات التبريد اللازمة لتبريد مباني الحرم الجامعي كما تضم المدينة الجامعية 29 ملجأ ضد مختلف أنواع الأخطار ويستوعب كل ملجأ حوالي 300 شخص وهي من المتطلبات التي ألحقت أخيرا بالمشروع وأدت إلى تمديد فترة تصميم واعتماد المخطط الهيكلي لمدينة صباح السالم الجامعية.

(كونا)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock