دراسة جامعية: الوفرة المالية والترف يؤخران الزواج لدى الشباب الكويتي!
كشفت دراسة، أجراها رئيس قسم علم النفس التربوي في كلية التربية بجامعة الكويت د. عيسى البلهان، أن العوامل الاجتماعية والنفسية والشخصية من أهم أسباب تأخر سن الزواج لدى فئة الشباب في المجتمع الكويتي، وتعتبر الإناث هن الأكثر تأثراً بالعوامل المسببة لتأخر الزواج مقارنة بالذكور، كما يتأثر الأفراد من ذوي الدخل المرتفع بشكل أكبر من ذوي الدخل المتوسط والمنخفض.
وبينت الدراسة، التي شملت عينة قوامها 150 طالباً وطالبةً، للمقارنة بينهم وبين طلبة جامعة وسط فلوريدا بالولايات المتحدة الأميركية، أن الأسباب الاقتصادية لتأخر سن الزواج تزداد بفروق جوهرية لدى العينة الأميركية مقارنة بالكويتية، بينما تزداد أسباب تأخر سن الزواج عامة لدى العينة الكويتية عن الأميركية، كما يزداد تأثير الأسباب الاقتصادية لدى طلبة الدراسات العليا الأميركيين، مقارنة بنظائرهم الكويتيين.
لماذا العزوف؟
وأضافت الدراسة أن الوفرة الاقتصادية لدى بعض الأسر الكويتية قد تكون سبباً في تأجيل الزواج، حيث يعيش الشاب أو الفتاة حياة مرفهة من دون مشكلات تذكر، ويخشون الارتباط حتى لا تُقيّد حياتهم بالقوانين والالتزامات، كما أن الأسباب الاجتماعية المفسرة لتأخر سن الزواج تزداد لدى العينة الكويتية، بسبب موقف بعض الأسر الكويتية التي تشترط مستوى طبقياً أو اقتصادياً معيناً، مما يؤخر فرصة الزواج، كما أن اصرار بعض الكويتيين على زواج الابن من فتاة صغيرة في السن، لاعتقادهم بأنها أكثر طاعةً لزوجها، يضيّع فرصة الزواج على الفتيات الأكبر سناً.
وأوضحت أن تأخر سن الزواج قد يكون بسبب النهضة العلمية والتكنولوجيا التي تشهدها المجتمعات، حيث يظن الأفراد في سن الزواج أن تأخير الزواج يجعلهم يحققون طموحاتهم في تعليم أفضل وفرص عمل مجزية، كما أن دخول المرأة لسوق العمل بشكل فعّال، وتولي مناصب مؤثرة، جعلها أقل اهتماماً بالزواج في الوقت الحاضر، وبينت الدراسة أن نسبة العزوبية عند الذكور الكويتيين تزيد على نسبة العنوسة لدى الاناث.
برامج منهجية
وأوصت الدراسة بضرورة وجود برامج منهجية للتربية الزواجية، وعدم المبالغة في المهور واشتراط مبالغ مالية فوق طاقة الشاب، حيث إن هذا يؤدي إلى «العزوف الإرادي عن الزواج»، كما أشارت الى أهمية عمل برامج عمل مكثفة، يندمج فيها الوالدان ومؤسسات الدولة والمجتمع، في سبيل غرس قيمة الزواج كقيمة مضافة للفرد والمجتمع، مع ترسيخ روح المسؤولية تجاه الزواج لدى الشباب من الجنسين.
(القبس)