قسم السلايدشو

المعهد الفرنسي نظم «العربية بين الكلاسيكية والعالمية»

كالفيت: اللغة العربية تتعرض لهجمة شرسة بسبب اللهجات العامية

اكاديميا| الأنباء

استضاف المعهد الفرنسي المحاضر الدولي وأستاذ اللغويات بجامعة أيكس بروفانس بفرنسا لويس جان كالفيت، صاحب الانتاج الغزير والمؤلفات الهامة في مجال اللغويات ومنها الاستعمار واللغة عام 1974، حرب اللغات عام 1987، لبيئة لغات العالم عام 1999 وكان يا ما كان 7000 لغة عام 2011- لإلقاء محاضرة بعنوان «اللغة العربية بين الكلاسيكية والعامية» والتساؤلات المتعلقة بهذا التفرد وذلك مساء أمس الأول في مقر المعهد بمنطقة الجابرية، فإلى التفاصيل: أكد كالفيت على أهمية علم اللغويات كعلم يدرس اللغات الإنسانية بمختلف خصائصها وتراكيبها ودرجات التشابه والتباين فيما بينها لافتا إلى تأثر اللغات الإنسانية بالعولمة والتي تعني اصطلاحا إزالة الحواجز والمسافات بين الشعوب والأوطان والثقافات وكان له الأثر الكبير على ما اصطلح على تسميته بالعولمة اللغوية والتي تتخذ أشكالا مختلفة منها ثنائية اللغة وتداخل اللغة الأجنبية مع اللغة الأم في الاستخدام اليومي، فضلا عن ظهور وسيلة تواصل لغوية جديدة خاصة بالإنترنت حيث تكتب اللغة الأم بحروف انجليزية مثلا، بالإضافة إلى الهجمة الشرسة للهجة العامية على اللغة الفصحى، مشددا على أن العولمة اللغوية تهدد كيان الأمة بالانقسام.
وأشار كالفيت في تصريحات خاصة لـ «الأنباء» على هامش المحاضرة إلى أن اللغة العربية تتعرض لهجمة شرسة بسبب اللهجات العامية التي تسيطر على التعاملات اليومية في حياة الشعوب العربية، لافتا إلى أن اللهجة العامية المصرية هي الأشهر في العالم العربي حيث يفهمها الجميع بسبب التأثير الكبير للجانب الفني من أفلام ومسلسلات، بينما لا يفهم المصريون والخليجيون وباقي الجنسيات العربية اللهجة العامية في دول الشمال الأفريقي والعكس صحيح باستثناء اللهجة المصرية.
وشدد على أهمية اللغة العربية الفصحى كأحد العناصر الأساسية المشتركة بين الدول العربية، لافتا إلى أن مفهوم الأمة في العالم العربي يبنى في البداية وبشكل رئيسي على تحديد الهوية سواء إسلامية أو عربية، فالهوية الإسلامية تنضوي تحت مظلتها العديد من اللغات الأجنبية، أما الهوية العربية فتعتمد بشكل رئيسي على اللغة العربية كعنصر يجمع تلك الدول، مبينا أن واقع اللغة العربية في الدول الناطقة بها صعب جدا لأنها لا تحظى بالمكانة المتوقعة لها حيث تتعرض لهجوم مشترك من اللهجة العامية وتداخل اللغات الأجنبية الأخرى معها، لافتا إلى أن حرب اللغات حرب بالمعنى المجازي حينا، وحرب بالمعنى الحقيقي في أغلب الأحيان، وهي حرب في الشق الداخلي من اللغة، في نظامها الداخلي وبنيتها وتطورها، وحرب في الشق الخارجي منها في علاقتها بغيرها وفي علاقتها بمجتمعها، بيد أن هذين الشقين الداخلي والخارجي لا يشكلان عالمين مختلفين، يستقل احدهما عن الآخر، فبينهما علاقة لا يمكن نكرانها، وأنه لا غنى للأول منهما عن الثاني، ذلك أن التغير اللغوي ليس تغيرا لغويا بحتا، وإنما هو تعبير لغوي عن حركات اجتماعية أكثر عمقا، فاللغة ليست مقصودة لذاتها، وإنما هي باب من الأبواب للولوج إلى العلاقات الاجتماعية، ولكل ظاهرة لغوية أثر اجتماعي، ولاسيما الشق المتعلق بالسياسة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock