العيسى: اللغة الفرنسية سوف تدرس في المستقبل كمادة إلزامية وليست اختيارية للطلبة
ناصر المحمد: افتتاح فرع لجامعة السوربون في الكويت هو حدث ثقافي أكاديمي له أهميته
بدر العيسى: اللغة الفرنسية سوف تدرس في المستقبل كمادة إلزامية وليست اختيارية للطلبة
السفير الفرنسي: الكويت بلد صديق للفرانكوفونية منذ زمن بعيد
(كونا) أكد سمو الشيخ ناصر المحمد الأحمد الصباح، مساء الأحد، أن مسيرة التعاون الثقافي العربي مع الفرانكفونية ماضية بثبات في هذه المنطقة، معربا عن سعادته لقرب افتتاح فرع لجامعة السوربون في دولة الكويت.
وقال سمو الشيخ ناصر المحمد في كلمة ألقاها باللغة الفرنسية، خلال رعايته مساء اليوم احتفالية «اليوم الدولي للفرانكفونية» في منزل سفير الجمهورية الفرنسية لدى البلاد كريستيان نخلة، إن افتتاح فرع لجامعة السوربون في الكويت، هو حدث ثقافي أكاديمي له أهميته في تعزيز التقارب الثقافي وإثراء المجال الأكاديمي وتطوير العلاقات الكويتية الفرنسية.
وأضاف سموه أن العالم الفرانكوفوني يبدأ في كل عام مثل هذا الوقت استعداداته الاحتفال بيومه السنوي اليوم العالمي للفرانكوفونية، وتشهد الكويت سنويا هذا الاحتفال الثقافي الجميل «الذي سعدت بمشاركتكم فيه طوال السنوات الماضية، ويسعدني هذا العام أن أشارككم مرة أخرى تعبيرا عن تقديري وإعجابي بالفرانكوفونية، وما تقوم به خدمة للحوار وللتنوع بين الثقافات في عالم يتجه نحو العولمة».
وذكر أن اللغة ضرورة اجتماعية «فالكلمة هي أهم وسائل التعبير وأيسرها وأساس تشكيل الأفكار، ودليل على النشاط الفكري للفرد، وهي الأداة التي يستخدمها الإنسان في تبادل الأفكار والآراء والمشاعر ولذلك يقول التشيك إنك تعيش حياة جديدة مع كل لغة جديدة تتعلمها، أما إذا كنت تتكلم بلغة واحدة فإنك تعيش الحياة مرة واحدة».
وأوضح أنه كلما زادت مفردات اللغة كلما منحت لناطقيها ثروة في التعبير ودقة في الصياغة، والفرنسية هي ثالث لغات العالم وفرة بالمفردات، وإحدى اللغات الأكثر نطقا في العالم حيث يقدر عدد الناطقين بها في جميع أنحاء العالم بحوالي 274 مليون نسمة، وإحدى أكثر اللغات استخداما على شبكة الإنترنت، غير أنها فوق كل ذلك هي لغة الرومانسية.
وقال سموه إن الأديب الشهير ألبير كامو قال عن اللغة الفرنسية، إنه لديه وطن واحد وهو اللغة الفرنسية، وكان الرئيس الأديب ليوبولد سنغور يقول عن هذه اللغة إنها لغة الكفاح والتحرر، وأنها تحمل أحيانا عذوبة النسمات وأحيانا قوة الرعد.
وبين سمو الشيخ ناصر المحمد أن الاحتفال بالفرانكوفونية ليس مجرد احتفال بلغة عالمية، إنما هو احتفال بالثقافة التي صنعتها تلك اللغة «ثقافة الحرية والمساواة والإخاء واستحضار قيم التسامح، والتعاون بين الثقافات المتعددة».
ولفت سموه إلى أن هذه الثقافة «لا تختلف عن ثقافتنا التي نشأنا عليها في الكويت منذ سنوات طوال، والتي جعلت مجتمعنا منفتحا على الثقافات الأخرى، فثقافة الأجداد التي صنعتها التجارة مع الشعوب الأخرى والسفر عبر البحار إلى الموانئ المتناثرة على المحيط الهندي، واجتياز الصحارى القاحلة الممتدة والتعامل مع ثقافات الآخرين ولغاتهم وأفكارهم، كل ذلك أورثنا التسامح وتقبل الآخر والاعتراف به».
وبين سموه أن ذلك يؤهل الكويت لأن تكون مركزا ثقافيا حيويا ونشطا في المنطقة «وما زلت أؤكد على جميع الدول الصديقة وأخص بالذكر الدول الفرانكوفونية، أن تجعل استثمارها الثقافي في المنطقة يبدأ من الكويت، فالمؤهلات التي تمتلكها الكويت وشعبها كفيلة لنجاح أي استثمار ثقافي يقوم على تبادل الأفكار والقيم البناءة والنتاج الفكري والثقافي».
واستذكر سموه خلال الاحتفال بيوم الفرانكوفونية العام الماضي، إشارته في كلمته آنذاك إلى آخر حدث ثقافي في الكويت يتعلق بالثقافة الفرنكوفونية، وهو الاحتفال بإنشاء قسم اللغة الفرنسية وثقافتها بكلية الآداب بجامعة الكويت بالتعاون مع جامعة السوربون الفرنسية، «حيث قد قلت حينها إننا لنأمل أن يكون لنا في كل عام نحتفل به في هذا اليوم حدث ثقافي جديد، يدعم التعاون الكويتي والعربي مع الفرانكوفونية».
وأضاف سموه «يبدو أن مسيرة التعاون الثقافي العربي مع الفرانكفونية ماضية بثبات في هذه المنطقة، حيث جاءتنا الأخبار هذا العام بنبأ عن قرب افتتاح فرع لجامعة السوربون في دولة الكويت وهو حدث ثقافي أكاديمي له أهميته في تعزيز التقارب الثقافي وإثراء المجال الأكاديمي وتطوير العلاقات الكويتية الفرانكوفونية، ولا بد لي هنا من أن أعبر عن سعادتي بتلك الأخبار لما في ذلك من دور في تعزيز التقارب الثقافي وإثراء المجال الأكاديمي وتطوير العلاقات الكويتية-الفرنسية».
وأعرب سموه عن الشكر والتقدير لسفراء السنغال وكندا وفرنسا وسويسرا وبلجيكا على تنظيم هذا الاحتفال بهذا اليوم العالمي، ضمن هذه الأمسية التي تضم حضورا كريما، مهنئا الجميع بهذا الاحتفال.
وحضر الاحتفال عدد من الشيوخ والسفراء وعدد من كبار المسؤولين بالدولة.
في سياق متصل، وعلى هامش الاحتفالية، قال وزير التربية ووزير التعليم العالي بدر العيسى لوكالة الأنباء الكويتية، إن تجربة إدراج اللغة الفرنسية في مناهج الصف السابع في الكويت لاقت نجاحا، لافتا وسوف تدرس أيضا في المستوى الثامن.
وأضاف الوزير العيسى أن هذه التجربة سوف تساعد طلبة البعثات مستقبلا في اتقان اللغة وتجاوز هذا العائق، لاسيما أن عدد طلبة البعثات إلى فرنسا يقدر بحوالي 130 طالبا كويتيا.
وأوضح أن اللغة الفرنسية سوف تدرس في المستقبل كمادة إلزامية وليست اختيارية للطلبة، لافتا إلى أن هذه التجربة أتت بفضل العلاقات الوطيدة بين البلدين الصديقين الكويت وفرنسا.
من جهته، قال السفير الفرنسي لدى البلاد كريستيان نخلة «إن اللغة الفرنسية هي لغة السلام ولغة المحبة والتعارف بالآخر»، مضيفا أن دولة الكويت هي بلد صديق للفرانكوفونية منذ زمن بعيد.
وأوضح السفير نخلة أن مبادرة تعلم اللغة الفرنسية بدأت منذ سبتمبر 2015 في المدارس الحكومية الكويتية كمادة اختيارية ولاقت نجاحا لافتا.
وكان المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، بالتعاون مع السفارة الفرنسية لدى البلاد أطلق في العاشر من مارس الجاري الأيام الفرانكوفونية في الكويت، وذلك في دار الآثار الإسلامية بالتزامن مع احتفالات الفرانكفونية حول العالم.
وتحتفي هذه التظاهرة الثقافية باللغة الفرنسية والتطور الإيجابي الذي انعكس على حجم انتشارها أكثر في البلاد، وتتسم فعالياتها بالتنوع الثقافي الفرنسي وحضور اللغة الفرنسية في المشهد التعليمي والفكري في الكويت.
ويقصد بالفرنكوفونية الأشخاص الذين تعتبر اللغة الفرنسية لغتهم الأم أو الدول التي جعلت اللغة الفرنسية لغتها الرئيسية والمعتمدة.