متعب الفضلي أول مذيع كفيف: فقدت بصري ولم أفقد بصيرتي
القبس – «أبصرت الحياة بإرادتي وبصيرتي، ولم تكن اعاقتي البصرية عائقا امام مزاولتي لأعمالي»، هكذا لخص متعب الفضلي وهو أصغر أسير كويتي كفيف فقد بصره إبان الغزو بعد أن أخذه العراقيون من الحضانات، مما أدى إلى نقص الأكسجين وأصيب بالاعاقة البصرية.
وأقر الفضلي أن اعاقته غيرت المجرى وتحولت إلى قوة دافعة نحو تحقيق النجاح، حيث واصل مسيرته الدراسية والجامعية، ومن ثم عمل كمعد ومقدم برامج في تلفزيون وإذاعة الكويت ليصبح اول كفيف يعمل في التقديم التلفزيوني، إلى جانب عمله كاستشاري نفسي ومعالج ومدرب بالتنويم الإيحائي معتمد من قبل البورد الأميركي ومحلل للشخصية عن طريق الصوت.
وتحدث الفضلي عن الانجازات التي حققها في مجال الإذاعة والتلفزيون منذ ولادته إعلاميا عام 2008، حيث كانت البداية مع قناة العطاء لذوي الاحتياجات الخاصة، وبعد إغلاقها، اطلق قناته الخاصة عبر اليوتيوب، ومن ثم توجه للعمل في احدى القنوات الخاصة حيث قدم خلالها برنامجا مباشرا على الهواء لمدة ساعتين، وأخيرا عمل في إذاعة وتلفزيون الكويت وفي وزارة الاعلام كمعد ومقدم برامج، مضيفا بالقول «طرقت أبواب قنوات كثيرة، منها ما رفضني بسبب اعاقتي، ولكن تحديت الاعاقة وواجهت المجتمع بقوة الارادة إلى أن حققت حلمي وحولته إلى واقع».
وعن آلية تواصله مع بيئة العمل، أشار الفضلي إلى انه يستعين بحاسب آلي مزود ببرنامج ناطق بلغة برايل ليتمكن من اعداد البرامج، وعند محاوراته للضيوف، يقوم بقراءة النص المكتوب في الجهاز المحمول عن طريق لمس الكلمات المكتوبة بلغة برايل.
واستعرض الفضلي رصيده الإعلامي، حيث قدم «برنامج تحدي الاعاقة» في تلفزيون القناة الاولى، لانه يتناول اهم قضايا وشؤون ذوي الاعاقة بمختلف فئاتهم، وهناك برنامج سابق «رأيكم يهمنا» والذي قام بإعداده وتقديمه في إذاعة «أو إف أم» حيث تقوم فكرة البرنامج على استفتاء الجمهور على قضية او طرح معين بحضور الضيف المختص في المجال، كاشفا عن برنامج إذاعي قادم من إعداده وتقديمه.
ولم تقف مواهب الفضلي عند هذا الحد، بل أبدع في تحليل الشخصيات عن طريق الصوت، حيث يعمل حاليا إلى جانب عمله الإعلامي مستشارا نفسيا في احدى العيادات الخاصة ويساعدهم على حل مشاكل الحالات التي تراجعه، ويستخدم الجهاز المحمول بطريقة برايل لتدوين بيانات الحالة، لافتا الى تخوفه في بادىء الامر من كيفية استقبال العملاء وتشخيص حالاتهم، الا ان احدى العيادات النفسية احتضنته وقامت بدعمه، كما أصاب في تحليل شخصيات اجتماعية بارزة وفنانين ومسؤولين.