منقذ المعلمات السعودي: هكذا تغيرت حياتي
مزمز – لم يعلم منقذ المعلمات السعودي، عبدالعزيز الحربي، أن يوم إقدامه على إنقاذ المعلمات سيغير حياته إلى الأبد، مشيراً إلى أنه لم يكن ينتظر أن يحتفى به من المجتمع بهذه الطريقة، خصوصاً أن ما فعله واجب ديني وإنساني تحتمه الأخلاق تجاه النفس البشرية، على حد قوله.
الحربي روى لـ”العربية.نت” تفاصيل الأيام التي تبعت عملية إنقاذه للمعلمات، قائلاً إنه باشر عمله بشكل اعتيادي في ذات اليوم الذي حصلت فيه الحادثة، لكن بعد يوم تفاجأ الحربي بزخم من الاتصالات التي انهالت على جواله مباركة له بما قام به: “طلابي في المدرسة كان لهم احتفاء خاص بي، حينها أدركت أن العمل البطولي يشد المجتمع والناس”.
ونوه الحربي بأن تفاعل المسؤولين مع ما قام به كان كبيراً، حتى إنه تلقى اتصالات من بعض سفارات المملكة في الخارج، كما تحدث الحربي عن احتفاء المدرسة التي يعمل بها.
ويستعيد الحربي القصة التي غيرت حياته، عندما كان عائداً من مدرسته بمركز الفوارة متجهاً لسكنه في محافظة عقلة الصقور: “رأيت حافلة صغيرة مقلوبة والنيران تشتعل فيها، عندها سمعت صراخ المعلمات داخلها، فما كان لي إلا إنقاذهن مهما كلفني الأمر”.
الحربي كسر الزجاج الخلفي للحافلة، وبدأ بإنقاذ المعلمات، حتى آخر معلمة كانت عالقة في الحافلة واستحلفته بألا يتركها.
فقال لها الحربي: “والله لن أتركك حتى لو احترقت معك”، وأضاف: “بحمد الله تم إنقاذهن جميعاً، وساعدني أحد المتجمهرين بإنقاذ معلمة”.
وأكد الحربي أن منحه وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى هو فخر سيحمله على صدره حتى مماته، موضحاً أنه سيروي قصة هذا التكريم لأبنائه وطلابه: “هو ما يجب أن نغرسه في النشء تجاه الوطن والمواطنين”.
وقال الحربي إن ما فعله ليس بطولة ولا يستحق التكريم، لأنه واجب ديني وإنساني تحتمه الأخلاق تجاه النفس البشرية، مضيفاً أن الحادثة حصلت قبل نحو أربعة أشهر عندما شـاهد المعلم الحربي سيارة محترقة بداخلها خمس من المعلمات، فما كان من الحربي إلا الاستجابة لصرخات المعلمات وإنقاذهن من موت محقق.
وتابع الحربي: “الدولة تحفز على أفعال البطولة وتفتخر بمواطنيها ممن يقدمون خدمات بطولية”، منوهاً بأنه لن يكون الأخير كما أنه لم يكن الأول في نشر الفزعة، وتقديم يد العون لكل مواطن في المملكة”.
وكان ذكر وزير التعليم الدكتور أحمد العيسى في حسابه على “تويتر” أن تكريم خادم الحرمين الشريفين للمعلم وسام شرف لجميع منسوبي التعليم.
وجاء هذا التكريم مكافأة للمعلم على ما قام به من إنقاذ معلمات بعد احتجازهن داخل السيارة بعد احتراقها. وغرّد مواطنون على “تويتر” وسماً يحمل اسم المعلم وما قام به من عمل وصفوه بالبطولي.