الظفيري يتهم الإعلام بالتخلي عن رؤيته النقدية والتحول إلى الترفيه
أشار خلال ندوة النادي السياسي في جامعة الكويت إلى أن ذلك يعد مؤشراً خطيراً
كثير من القنوات لا توجد بها استقلالية كونها تحصل على دعم حكومي أو تخضع لمجموعات تجارية
ندعو وسائل الإعلام والصحافيين والإعلاميين للانحياز إلى عموم الناس والوقوف مع احتياجاتهم بوعي وانضباط
اكاديميا| الأنباء
أكد الإعلامي في قناة الجزيرة علي الظفيري أن العمل الإعلامي الصحافي تم تشويهه عن مساره الصحيح، مشيرا إلى انه تم اختطاف العمل الإعلامي الصحافي منذ اللحظة الأولى حيث نجح في إحداث التشويه المطلوب فيه وتفريغه من أهدافه ومحتواه.
وأضاف الظفيري خلال الندوة التي نظمها النادي السياسي التابع للاتحاد الوطني لطلبة الكويت فرع الجامعة امس بكلية العلوم الاجتماعية في جامعة الكويت بعنوان «الإعلام بين مطرقة المال وسندان السياسة»، أن هناك مثلثا مكونا من الإعلام والمال والسياسة هو ما يؤثر في حياتنا بشكل مباشر.
وأشار إلى أن المجتمعات العربية تعيش حالة من الإحباط الشديد بعد الثورات العربية بسبب أو بآخر، مشيرا إلى انه رغم ذلك الإحباط إلا أن هناك أملا بوجود نخبة تقود العمل الصحافي إلى مساره الصحيح الذي ينشده الجميع.
ولفت إلى أنه يجب علينا أن نكرر تعريف ما هو الإعلام الصحافي لإيماننا بأن العمل الصحافي لابد أن يتضح للعامة، لافتا إلى أن الإعلام هو الإخبار بأن أمرا قد حدث ويشترط له أن يكون مهما في حياة الناس، موضحا ان الأهمية تختلف من أناس إلى آخرين كما تختلف بحسب الزمان والمكان، فما هو مهم قديما ليس مهما الآن، وما هو مهم في مكان ليس بالضرورة أن يكون مهما في مكان آخر، حيث يستطيع الإعلام أن يغير من أولويات الناس بتوجيههم بجعل المهم غير مهم، أو العكس، وهكذا.
وأكد أنه حينما لا تقوم الدولة بمهامها يتم تسليط الضوء على هذا الأمر وانتقادها لعدم القيام بما هو مطلوب منها، مشيرا إلى أن الخبر لا يعد مهما متى قامت الدولة بالمهام الموكلة إليها، بل يصبح مهما متى سلط الضوء على عدم قيام الدولة بهذا الأمر.
وأشار الظفيري إلى أن الإعلام حاليا تخلى عن رؤيته النقدية وأصبح دوره مبررا ومجملا ومؤيدا، لافتا إلى أن ذلك يعد مؤشرا خطيرا.
وأضاف أنه يجب على تلك المؤسسات الإعلامية والعاملين فيها أن تكون لديهم استقلالية تامة وليست تبعا للسلطة بحيث تستطيع انتقاد أداء عملها دون الشعور بالتبعية او ممارسة الضغوط عليها.
وذكر أن عصر الانفتاح لوسائل الإعلام بدأ في مصر بعد أن قام عدد من رجال الأعمال باستملاك وسائل إعلام مرئية ومقروءة كانت لخدمة أهدافهم سواء السياسية أو الربحية، لافتا إلى انه تم توجيه تلك الوسائل الإعلامية التوجيه المباشر لخدمة أهداف رجال الأعمال بكل الطرق والوسائل المتاحة لهم.
ولفت الظفيري إلى أن كثيرا من الدول العربية أصبح الإعلام فيها مشوشا بحيث أصبح ترفيها فيه جزء من الإعلام مع أن المفترض ان يكون إعلاما به جزء من الترفيه حيث طغى الترفيه على الإعلام، مؤكدا أن الناس على دراية وهي واعية بحقيقة ما يكتب كونها تبحث عن الأشياء الجادة والحقيقية فهم ليسوا أسرى الترفيه المحض ومحاولات خداع الناس بطرق ممنهجة ومنظمة واضحة.
وأشار إلى أن الكثير من القنوات لا توجد بها استقلالية كون تحصل على دعم حكومي أو عبر مجموعات تجارية مما يصعب الأمر بالاستقلالية، لافتا إلى أن العديد من وسائل الإعلام العربية هي بدعم حكومي، داعيا وسائل الإعلام والصحافيين والإعلاميين الانحياز إلى عموم الناس والوقوف معهم ومع احتياجاتهم بوعي وانضباط.