قسم السلايدشو

طلق الهيم : الدروس الخصوصية «مافيا»..وبعض من يعطيها يمتهن «السباكة»

رأى أن المشكلة تشير إلى وجود خلل في المدرسة أو في البيت أو فيهما معا
  
اكاديميا| الوطن

قال إن المدارس يجب أن تقدم الدروس الخصوصية لكل طلبتها بإشراف مباشر من وزارة التربية

اعتبر أن المراكز التعليمية لا تؤدي دورها بكفاءة يمكن معها الاستغناء عن الدروس الخصوصية

أوضح أن المعلم الوافد لا يعتمد على وزارة التربية إلا في أمر واحد فقط هو «الإقامة»

قلق وترقب سنوي يزور بيوت الأهالي مواطنين ومقيمين بسبب الامتحانات التي تدور عجلتها الآن ولا شك ان كل طالب يقف من خلفه والداه يدفعانه ويسهلان له كل متطلباته في سبيل أن يحقق نجاحا لافتا يعبر به للمرحلة التعليمية التالية ومن الأمور التي باتت طبيعية أن تكون سوق الدروس الخصوصية رائجة خلال هذه الفترة وعنها تحدثت «الوطن» مع مدير عام منطقة مبارك الكبير السابق طلق الهيم الذي قال إن الدروس الخصوصية ظاهرة لكنها ليست قاصرة على الكويت فقط بل هي منتشرة في كل البلاد العربية مؤكدا في الوقت نفسه أنها قضية بالغة الخطورة ولعل هذا ما دفع وزراء التربية بدول مجلس التعاون الخليجي إلى تخصيص بند للدروس الخصوصية في أجندة أعمال أحد اجتماعاتهم.
واعتبر الهيم أن مشكلة الدروس الخصوصية تشير إلى وجود خلل إما في المدرسة أو في البيت أو فيهما معا مشيرا إلى أن الطالب الذي يلجأ إلى الدروس الخصوصية بسبب ضعفه في التحصيل المدرسي يعني أن المشكلة في المدرسة وأن التقصير يأتي من جانبها أما إذا كان الطالب يلجأ للدروس الخصوصية بسبب عدم قدرته على الاستذكار ورفع مستواه التحصيلي فإن هذا الأمر يشير إلى أن هناك مشكلة كبيرة في المتابعة من قبل الأهل وأن التقصير حاصل منهم.
وعن البديل للدروس الخصوصية قال الهيم إن المدارس يجب أن تقدم الدروس الخصوصية لكل طلبتها باشراف مباشر من وزارة التربية مقابل أسعار رمزية مشيرا إلى أن المراكز التعليمية لا تؤدي دورها بكفاءة يمكن معها الاستغناء عن الدروس الخصوصية بشكل كامل لأن كل مركز منها يخدم منطقة بكاملها وهو ما يعني أنها ستكون بعيدة جدا عن بعض الطلبة كما أن المراكز يختلط بها الطالب بطلاب ومعلمين آخرين غيرأولئك الذين يختلط بهم في مدرسته كل يوم مبينا ان هاتين المشكلتين تؤثران قطعا على نجاعة المراكز التعليمية ما يجعلها ليست بديلا للدروس الخصوصية أمام أولياء الامور بينما تتجاوز الدروس التي قد تقدمها المدارس لطلبتها هذا العيوب إذ إن الطلبة والمعلمين والبيئة التعليمية لن تختلف كما أن المدرسة ستكون أقرب لطلبتها من المراكز التعليمية وهو ما يعني أن الإقبال عليها سيكون كبيرا وهو ما يعتبر بديلا مناسبا أمام أولياء الأمور.
وأوضح الهيم أن الدروس الخصوصية مرتبطة ارتباطا مباشراً بالمعلم الوافد حيث قال إن المعلم الوافد بات لا يعتمد على وزارة التربية إلا في أمر واحد فقط هو “الإقامة” مؤكدا أن هذا هو كل ما تعنيه له الوزارة الآن لأنه يعتمد على الدروس الخصوصية التي وفرت له مدخولا ماديا أكبر من مدخوله من الوزارة كما أنه لا يؤدي في الفصل _وهو عمله الأساسي_ بكفاءة لأنه منهك جسديا وعقليا بسبب الدروس الخصوصية التي يعمل بها طيلة اليوم ولأنه يريد أن يبقى الطلبة في حالة احتياج له لكن بشكل مختلف وخارج المدرسة أي أن يلجأوا إليه في الشرح الخاص الذي ينال منهم مقابلا ماديا عليه بطبيعة الحال.
الهيم لفت إلى أن الدروس الخصوصية التي يتجاوز الانفاق عليها المليار ونصف المليار دينار سنويا لا تقتصر على الجانب التعليمي فقط بل لها تأثير اجتماعي كذلك وذلك من خلال دخول المدرسين الوافدين إلى بيوت المواطنين وتعاملهم المباشر مع ابنائهم دون رقابة أو متابعة من الأهل وهو ما يعني على أقل تقدير أن المعلم قد ينقل إلى التلميذ سلوكيات وأخلاقيات قد لا تكون مناسبة لبيئته ومجتمعه مبينا أن بعض من يعطون الدروس الخصوصية لا يمتهنون مهنة التعليم بل يمتهنون مهنا أخرى فبعضهم يعمل ” سبّاكا ” أو “حارس أمن” مؤكدا أن وزارتي الداخلية والتربية لديهم علم بهذا الأمر حسب قوله.
وقال الهيم إن الدروس الخصوصية اصبحت بالفعل ” مافيا” داخل الكويت وبعلم الجميع وأنها لم تعد قاصرة على المدارس ومراحل التعليم المبكرة بل انتقلت أيضا إلى المرحلة الجامعية مبينا أن عددا كبيرا من أساتذة الجامعة يقدمون دروسا خصوصية لطلبتهم واصفا هذا الأمر بالمؤسف مؤكدا ان علاج القضية لا يمكن الحديث فيه بدون توفير بديل مناسب يعتبر حلا حقيقا وجذريا وليس مجرد حل ترقيعي مؤقت.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock