أخبار منوعة

تقرير: ما التغيرات الدرامية التي تحدث على خارطة الابتعاث الدولي؟

  

رصد موقع “Monitor.icef” بعض التغيرات التي طرأت على حركة تنقلات الطلاب الدوليين على مستوى العالم، فقد تسببت التغيرات الاقتصادية والديموغرافية العالمية في اختلافات عديدة في التوزيع الجغرافي للجهات المصدرة والمستقبلة للطلاب الأجانب على مستوى العالم.
  

زيادة في حركة الدراسة في الخارج
أشار التقرير إلى أن نحو خمسة ملايين طالب قاموا بالدراسة خارج أوطانهم الأم في عام 2014 أي أنه أكثر من ضعف عددهم في 2000 (2.1 مليون طالب) وثلاثة أضعاف عددهم في 1990، وتأتي الزيادة في ظل زيادة نشاط العولمة وتعزيز حرية التدفق التجاري والمالي بين الدول وما ترتب عليه من حرية تدفق المعرفة والمهارات.
وفي الماضي كان التعليم العالي يقتصر على الشرائح الاجتماعية الأعلى لكنه الآن أصبح متاحاً لكافة الطبقات الاجتماعية في معظم الدول، وشهد التعليم الجامعي إقبالا هائلاً خلال العقود الأخيرة خاصة مع تنامي حجم الطبقة الوسطى على مستوى العالم، لكن قطاع التعليم العالي لبعض الاقتصادات الصاعدة لم ينضج بالشكل الكافي لاستيعاب هذه الزيادة الهائلة في الطلب.
وتنفق هذه الاقتصادات استثمارات طائلة لتطوير وتوسيع قاعدة أنظمتها المحلية للتعليم العالي، وتشمل تلك الاستثمارات إيفاد طلابها لتلقي تعليمهم بالخارج ثم يعودون إلى بلادهم الأم محملين بالعلم والمعرفة اللازمين لتنميتها.
آسيا محور أساسي في حركة الابتعاث الدولية
وأصبحت حركة الابتعاث الدولي ترتبط ارتباطا وثيقا بنمو الاقتصادات الصاعدة الراغبة في تطوير المستوى التعليمي والمهني لمواطنيها، وتعد دول آسيا الأكثر تأثيراً في هذا الصدد.
وتعتبر الصين والهند من بين أقوى عشرة اقتصادات في العالم بينما تحل كوريا الجنوبية في المرتبة الـ 15، وتعد الدول الثلاثة أكبر مصدري الطلاب الدوليين، فهي تصدر أكثر من ربع الطلاب المبتعثين في العالم، وتحظى الصين بنصيب الأسد في هذا الشأن، فواحداً من كل ستة طلاب يأتي من الصين، أما دول آسيا مجتمعة فتصدر 53% من إجمالي المبتعثين في العالم.
آسيا تتحول من مصدر إلى مستقبل للمبتعثين
ومن التغيرات الدرامية على خارطة الابتعاث الدولي هو تحول العديد من الدول المصدرة للطلاب إلى دول جاذبة للمبتعثين، فعلى الرغم من استمرار تصدر الدول الرائدة في هذا الشأن كالولايات المتحدة والمملكة المتحدة للجهات الجاذبة فإن هناك منافسين جددا ظهروا بقوة على الساحة.
الصين
وأصبحت آسيا إحدى أكبر الجهات الجاذبة للطلاب الأجانب خاصة على المستوى الإقليمي، فعلى سبيل المثال اجتذبت الصين أعداداً متنامية من الطلاب الإندونيسيين والكوريين خلال السنوات الأخيرة، وارتفعت أعداد الطلاب الاندونيسيين الوافدين إلى الصين بـ 10% سنوياً منذ عام 2010 لتصل إلى 14 ألف طالب حالياً بينما تضاعف عدد الطلاب الكوريين الدارسين بالصين بين عامي 2003 و2012، وبلغ إجمالي عدد الطلاب الدوليين بالصين حتى عام 2012 نحو 330 ألف طالب فيما تطمح لزيادتهم إلى 500 ألف طالب بحلول عام 2020.
اليابان
في عام 2014 سجلت اليابان زيادة بـ 9.5% في أعداد الطلاب الأجانب فيما يعد أكبر ارتفاع لها منذ زلزال 2011، وبلغ عددهم نحو 184.2 ألف طالب حتى مايو/أيار 2014، وتخطط الدولة لجذب 300 ألف طالب أجنبي بحلول عام 2020.
ماليزيا
وتطمح ماليزيا لاجتذاب 250 ألف طالب أجنبي وتطوير جامعاتها لتضمن لها مكانة متميزة على القائمة الدولية لأفضل الجامعات بحلول عام 2025، وتجدر الإشارة إلى الجامعات الآسيوية التي حصدت 24 مركزاً على قائمة أفضل الجامعات لعام 2014/2015 فيما يمثل ثمن إجمالي القائمة المؤلفة من 200 جامعة.
جهات تصدير جديدة
خلال السنوات الأخيرة مثلت الصين والهند المصدر الأكبر للطلاب الدوليين على الجهات الجاذبة الكبرى (الولايات المتحدة وكندا والمملكة المتحدة وأستراليا ونيوزلندا)، لكن هذه الجهات بدأت تسعى حاليا لتوسيع وتنويع قاعدة الجهات المصدرة، وهي تستهدف عددا من الجهات الواعدة في إفريقيا وأمريكا اللاتينية.
وتشهد إفريقيا أحد أعلى معدلات النمو السكاني في العالم، ويمثل الشباب الفئة الأكبر من سكانها، ودولها تسابق الزمن لزيادة عدد وجودة مؤسساتها التعليمية لمواجهة تلك الزيادة، وهي تلجأ حالياً إلى إيفاد طلابها للخارج حتى تنتهي من تطوير المؤسسات المحلية.
وفي نيجيريا درس أكثر من 52 ألف طالب بالخارج في عام 2013، ومن المتوقع أن تصبح نيجيريا إحدى أكبر دول العالم من حيث عدد السكان خلال العقود القليلة الماضية، لذلك يتوقع المجلس الثقافي البريطاني أن تصبح الدولة الإفريقية أحد أكبر مصدري المبتعثين في العالم بحلول 2024.
وفي نفس السياق، تشهد دول أمريكا اللاتينية أكبر زيادة في نسبة الشباب في تاريخها مما يزيد الطلب على التعليم العالي ويجعلها سوقاً مغرياً لتصدير الطلاب.
الدراسات العليا
وشهدت السنوات الأخيرة إقبالاً متزايداً على الدراسات العليا (ما بعد المرحلة الجامعية)، وقامت الحكومات بتقديم برامج ضخمة للمنح الدراسية لطلابها ولعل أبرزها برامج “الملك عبد الله للابتعاث الخارجي” في السعودية و”علوم بلا حدود” في البرازيل.
 ويتوقع المجلس الثقافي البريطاني أن تسهم الصين والهند بأكبر عدد من المبعثين في مجال الدراسات العليا بحلول عام 2024، كما ستمثل كل من نيجيريا والسعودية وباكستان واندونيسيا زيادة قوية في معدل إيفاد طلاب هذا النوع الأعلى من الدراسات بحلول 2024 أيضاً.
أما عن الجهات المستقبلة لهذه الفئة من الطلاب فما زالت الولايات المتحدة تتربع على العرش لكن حصتها السوقية في هذا المجال تتراجع باستمرار نتيجة المنافسة القوية من بقية الدول الناطقة بالإنجليزية مثل المملكة المتحدة وأستراليا وكندا.
وفي عام 2011 استحوذت خمس دول فقط (الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأستراليا وألمانيا وفرنسا على الترتيب) على نحو نصف اجمالي الطلاب الأجانب، لكن الكثير من التغيرات طرأت منذ ذلك الحين، فعلى سبيل المثال شهدت استراليا تضاعفاً في أعداد الطلاب في عام 2014 بينما شهدت المملكة المتحدة تراجعاً في الأعداد خلال عامي 2012 و2013.
وحتى الآن ما زال معظم المبتعثين يفضلون الدراسة في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (الأوسيد)، لكن المنافسة الشرسة بين الجناحين الغربي والآسيوي في هذا المجال يؤشر لتغيرات واسعة في توزيعات هؤلاء الطلاب خال العشر سنوات المقبلة، فالجامعات الأمريكية والبريطانية ما زالت الوجهة المفضلة للطلاب الأكثر طموحاً وثراءاً، لكن الجامعات الآسيوية تنافس بقوة على قائمة الجامعات الأفضل في العالم، وقد حققت نجاحاً ملموساً في ذلك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock