معلمتي زهرة…
اكاديميا| نورة السبيعي في يوم المعلم وددت أن أكتب عن هذا الحدث المُبجل ولكن توقف عقلي عن التفكُر ليومين في كل مرة أهم فيها بالكتابة تزدحم حروف الحب لمعلمتي زهرة ، زهرة فقط دون استثناء !قبل معرفتي بهذه المعلمة كان لا يربطني بهذا اليوم شيء عدا جملة المعلمين المشهورة التي تكاد أن تُعلق في كل حائط بالمدرسة بل ربما تكون استفتاحية لكل صباح مدرسي بدلاً من تحية العلم ( الخير يخص والشر يعم) !مثلاً حين تعبث بعض الطالبات بممتلكات المدرسة وتتم معاقبة فصل بأكمله تهم إحداهن بالقول : وما الذنب الذي اقترفته كي اعاقب ؟ يأتيها الرد المعتاد (الخير يخص والشر يعم) فلا حيلة اذاً سوا عمل الشر مع الاشرار بكلا الحالتين سنعاقب ، نعاقب بفعل أفضل من لا فعل . نعود اذاً إلى مُعلمتي زهرة ، وددت لو كان جميع المُعلمات كمعلمتي زهرة معلمة تحمل أخلاق المعلمة في هيبتها وتعليمها وضميرها وذكائها بجعل جميع الطالبات في أشد الإنتباه لها إلى حين انتهاء وقتها دون كلل ولا ملل ، جعلت من طريقة تدريسها نوع رائع للإبحار خلف كل معلومة التقطها من فاهها انذاك ، مُعلمة رائعة بل أكاد أجزم أنها خليفة فلاسفة اليونان في عدم اكتفائها بالتفكُر وذكاء اطروحاتها ، واسألتها التي تجعل العقل يتقد بأكمله للبحث عن جواب ، حين قيل للإسكندر: إنك تساوي بين معلمك وأبيك ! قال: كلاهما فضله عظيم ، فأبي سبب حياتي الفانية ، ومعلمي سبب حياتي الباقية ، ومعلمتي زهرة سبب اندفاعي للحياة الباقية بنقشها المُتقن على خارطة عقلي بسمو أخلاقها ، أتذكر جيداً ذلك اليوم الذي وضعت فيه ملف مليء بكتاباتي على مكتبها دون علمها لتقرأه وتبدي رأيها دون معرفة الكاتب ، لأتفاجئ أنها أتت إلي حاملة أوراقي لتقول : لديك القدرة على التعبير بالكتابة ، بينما أنا لدي القدرة على التعبير بالكلام ولا أملك موهبة الكتابة كما تفعلين ، ولأن قدرتي على التعبير بالكتابة أفضل من الكلام فضلت أن أجعل هذا المقال في تلك المعلمة الرائعة لعلها تقرأ ،معلمتي زهرة الشمري ممُتنة لك بحجم امتناني لبزوغ الشمس كل يوم دون كلل وبحجم عشق الرومي للتبريزي ممتنة لك ولأشباهك على هذا الكون.
