القوائم اعتمدت على القبائل.. ولا عزاء للفكر
غياب التيارات السياسية خلق فتوراً جامعياً
القبس – أنهت جامعة الكويت أسبوعها الدراسي الأول، بأجواء انتخابية باهتة، غاب عنها الحماس الذي اعتادته الكليات، وسجلت المهرجانات الخطابية تراجعاً، حيث خلت ساحات الجامعة من أصوات الطلبة النقابيين، وصيحاتهم وشيلاتهم وأهازيجهم إلا في ما ندر، ليعكس الأسبوع الأول أجواء انتخابية فاترة خلافاً للحماس الذي غالباً ما كانت تتميز به هذه الفترة.
ولا تلام القوائم الطلابية على هذا الفتور، بل إن الجامعة وعملها النقابي دائماً ما كانت المرآة العاكسة للمجتمع، بكل أطيافه وتياراته وتوجهاته الفكرية والسياسية، فغياب التيارات السياسية عن الساحة، وفتور عملها وغياب حماسها في القضايا العامة، انعكس بدوره على الحركة النقابية الجامعية، فغابت المنافسة الفكرية بين القوائم الطلابية التي ما عادت تحمل من توجهاتها سوى الشعارات، لتنتج انتخابات مفروزة قبلياً وطائفياً.
محط أنظار
فدائماً ما كانت تنشط الحركة الفكرية في الجامعة إذا ما كانت نشطة في المجتمع والعكس صحيح، بل إن الجامعة كانت محط أنظار التيارات السياسية في حال أرادت تحريك قضية مجتمعية أو سياسية، فكان الشباب، ونخبتهم في الجامعة، قبلة التيارات السياسية ليزرعوا فيهم الحماس لتبني القضايا لدرجة أن القوى الطلابية رغم اختلافاتها، كانت تجتمع وتشكّل قوى ضاغطة في أكثر من قضية لعل أبرزها حقوق المرأة السياسية والدوائر الخمس التي كانت حصيلة لجهود الشباب والقوائم الطلابية وصيحاتهم في الشارع.
إلا أن الجامعة التي اعتادت على كثافة في عدد المهرجانات الخطابية، وتزاحم في الخطابات، وتداخل في أصوات منسقي القوائم ومرشحيها المتحدثين في ساحاتها وممراتها، شهدت كسلاً انتخابياً اقتصر على شيلة هنا، وأهزوجة هناك، في أحسن الأحوال، بل إن بعض القوائم الانتخابية ارتأت عدم خوض أي نشاط انتخابي على أرض الواقع مكتفية بمواقع التواصل الاجتماعي.
المدقق في المشهد الجامعي، يستطيع بوضوح وسهولة أن يرى أن الفرز القبلي والطائفي أصبح «ريموت كنترول» الانتخابات الجامعية، فالقوائم الانتخابية، أو بالأحرى تلك المنافسة على المقعدين الأول والثاني في انتخابات اتحاد الطلبة، حاولت منذ الصيف الماضي أن ترتب صفوفها، وتلعب حسبتها الانتخابية عبر كسب تأييد القبائل، فكل قائمة من الإثنين ضمنت في صفوفها قبائل معينة، ففي حسبة الورق والأرقام اكتفت بها من دون أن تتكبّد عناء الإقناع الفكري للطلبة، فطالما سيصوّت الطالب لمصلحة ابن قبيلته، أو ابن طائفته، فما الحاجة إلى جهود عاملي القوائم!
عزلة
ولعل هذا ما يفسّر العزلة الانتخابية لقوائم لم تجد لها طريقاً في حسبة القبلية والطائفية، ففضلت أن تبقى مشاركة وهي تعلم مسبقاً أن حظوظها قليلة، خاصة أن صوت الفكر والتوجه والتصويت لمصلحة برنامج انتخابي أصبح خافتاً أمام الأصوات العالية لـ«الفزعة» القبلية والتصويت لابن القبيلة، فكون القبلية والطائفية أصبحت المكوّن الوحيد للانتخابات الجامعية أعطى منتهجوها القوة والشجاعة لإعلانها صراحة، فأغلب تغريدات عاملي القوائم على مواقع التواصل الاجتماعي لخصت الواقع الانتخابي، فيمكن اختصارها بـ«تعلين القبيلة تأييدها للقائمة فزعة لابنها المرشح فيها» ولا عزاء للتنافس الفكري.
أنشطة خجولة
ورغم هذا الفتور، فإن الجامعة شهدت بعض الأنشطة الانتخابية الخجولة بين حين وآخر، سعت من خلالها القوائم إلى أن تعلن أنها موجودة، اقتصرت على مجرد أهازيج وشيلات، وإعلان خوض الانتخابات، فأفاق موقع الشويخ الجامعي أمس على صيحات «هيّا هيّا مستقلة» بكلية العلوم الإدارية، في حشد لم يستغرق دقائق تعد على أصابع اليد الواحدة، أعلنت خلاله القائمة خوضها انتخابات الرابطة، وظلت القائمة المنافسة، المعتدلة، متفرجة على «تصفيق» المستقلة وجمهورها، في غياب واضح لأي حديث عن برنامج انتخابي أو توجه فكري، مكتفين بما يعلنونه عبر حساباتهم على شبكات التواصل الاجتماعي.
وعلى الطرف الآخر من الموقع، في كلية العلوم الاجتماعية، اقتصر النشاط الانتخابي على توزيع المشروبات الباردة وبعض الوجبات الخفيفة من القوائم على الطلبة، سعيا لجذبهم، دون أي مجهود يُذكر.