3500 كويتي أمّي يعملون في قطاعات الدولة
173 ألف وافد في سوق العمل لا يعرفون القراءة والكتابة
3429 مواطناً و173662 وافداً أميين يعملون في مختلف قطاعات الدولة، بينهم 1578 ذكور و1851 إناث للكويتيين، و99198 ذكور و74464 إناث للوافدين، بما جملته 177091 موظفاً يؤدون أعمالهم وهم لا يتقنون القراءة ولا الكتابة، بما يعادل نحو 12 في المئة من إجمالي قوة العمل.
وكشفت الإدارة العامة للإحصاء في العدد الخمسين للمجموعة الإحصائية السنوية لعام 2013 التي أصدرتها أخيرا ان عدد الأميين من الوافدين انخفض في 2011 مقارنة باحصائيات 2005 فيما انخفضت نسبة الأميين بين الكويتيين من 4.7 في المئة الى 3.45 في المئة أي من واقع 30 ألف أمي في 2005 الى نحو 28 ألف في 2011، اي ان نحو 2000 كويتي تخلوا عن الأمية وأصبحوا يقرأون ويكتبون.
الا انه رغم محاربة الأمية التي نجحت الكويت في التقليص منها الا ان هناك نحو 3500 كويتي وكويتية من الأميين يعملون في قطاعات مختلفة، حيث ان أميتهم لم تعقهم ليعملوا ويمارسوا حياتهم. وان كان هؤلاء الكويتيين الأميين استطاعوا ان يندمجوا ضمن سوق العمل يبقى السؤال مطروحا حول تزايد العمالة الوافدة الأمية. فقد بينت الاحصائيات ان عدد الأميين العاملين في الكويت بلغ نحو 174 ألفا بين اناث وذكور أي نحو 11 في المئة تقريبا من اجمالي عدد الوافدين العاملين في الكويت. وتشير هذه الأرقام الى استمرار جلب العمالة غير المتعلمة خصوصا من العمالة المنزلية كالخدم لكن قد يكون لعدم تعلم هذه الفئة انعكاسات سلبية على قدرة اندماج هذا النوع من الوافدين في مجتمع يعيش الانفتاح على العالم وتداول لغات كثيرة لعل اهمها العربية والانكليزية.
وبينت أن الموظفين الكويتيين العزاب أكثر عددا من الموظفات غير المتزوجات، حيث بلغ عددهم وفق إحصاء 2011، 65244 مواطنا مقابل 46877 مواطنة عازبة، بينما بلع عدد الكويتيين المتزوجين 128975 مقابل 91304 مواطنات متزوجات في سوق العمل.
من جانب آخر، فقد أظهرت المجموعة الإحصائية ان العنصر النسائي يسيطر على الوظائف في الكويت، حيث قفز عدد الكويتيات العاملات في القطاعات الحكومية والخاصة الى نحو الضعفين خلال خمس سنوات فقط، حيث زادت نسبة الموظفات الجديدات على الموظفين الجدد في حجم قوة العمل الكويتية، لتقلص بذلك الكويتيات الفارق مع الرجال في حجم قوة العمل إلى 50 ألفا لمصلحة الرجال، بعد أن كان نحو 65 ألف موظفا في 2005.
وترافقت زيادة اقبال الكويتيات والكويتيين على العمل في المقابل مع زيادة ظاهرة بطالة المقيمين حيث ارتفع عدد العاطلين غير الكويتيين الى اكثر من النصف.
وحسب أرقام آخر احصائية رسمية من ادارة الاحصاء، فإن الكويتيات الملتحقات بسوق العمل بلغ عددهن في 2011 نحو أكثر من 150 ألف موظفة كويتية مقارنة بنحو 74 ألفا في عام 2005. وبلغت نسبة الزيادة اكثر من الضعفين. فيما ارتفع عدد الموظفين الكويتيين الرجال من 142 ألفاً في عام 2005 الى نحو 200 ألف في عام 2011 أي بواقع زيادة قدرت بنحو 58 ألفا اي الثلث تقريبا. وتشير الإحصائية الى أن زيادة اعداد النساء اكثر من الرجال في السوق العمل قلصت الفارق التاريخي بين الجنسين في مجال التوظيف لمصلحة النساء، فيما بقيت نسبة الرجال الكويتيين العاملين اكثر من النساء.
لكن هذه المعادلة، حسب الإحصائية، قد تتغير في السنوات المقبلة مع توقع اقتراب عدد العاملات الكويتيات النساء من عدد الرجال وهذا يعود لسببين: أولهما أن نسبة الاناث أصبحت أكثر من الذكور في المؤسسات الجامعية، وبالتالي فإن عدد الخريجات الاناث بدأ يفوق عدد الخريجين الذكور سنويا، مع الاشارة الى التزام الفتاة أكثر من الشباب بالمراحل المتقدمة في التعليم الى حين التخرج.، مع ملاحظة أن زيادة عدد الخريجات من مراحل التعليم كافة تدعم زيادة اقبال المرأة على سوق العمل. أما السبب الثاني فهو مرتبط بتحولات ديموغرافية أظهرت زيادة عدد الاناث عن الذكور في تركيبة السكان حيث إن فارق زيادة عدد الكويتيات عن عدد الكويتيين ناهز نحو 8 آلاف لمصلحة الاناث.
ومن شأن تطور التركيبة السكانية وزيادة الاناث على حساب الذكور أن يكون عاملا منطقيا في المستقبل المتوسط لزيادة أكبر للنساء في سوق العمل أكثر من الرجال، حيث استطاعت المرأة الكويتية في السنوات الأخيرة أن تكتسح ميادين كثيرة كانت حكرا في السابق على الرجال مثل الأعمال الشرطية والأمنية والسياسية وغيرها. وأصبحت المرأة الكويتية حسب تقارير مختلفة تراهن بفضل مهارتها المكتسبة على تأكيد تفوقها وجدراتها بمنافسة الرجل في العمل.
وفي مقابل زيادة اقبال الكويتيات والكويتيين على العمل في مختلف المجالات، فإن نسبة البطالة في السنوات الأخيرة بين الكويتيين زادت نوعا ما بسبب زيادة نسبة طالبي العمل سنويا، ما أدى الى تضخم قطاع العمل الحكومي الذي يستوعب النسبة الأكبر من الكويتيين والكويتيات. ونظرا لزيادة الطلب على العمل تباطأت وتيرة استيعاب موظفين جدد، ما دفع بعدد العاطلين عن العمل الى الارتفاع وناهز عددهم أكثر من 24 ألفا، نحو نصفهم من النساء حسب آخر احصائيات الادراة المركزية للاحصاء في عددها الخمسين لعام 2013.
ومقارنة بإحصاء عام 2005، فقد قفز عدد النساء اللواتي يعانين من البطالة بنحو أكثر من أربع مرات اليوم. وفي المقابل ارتفع عدد العاطلين الرجال عن العمل بنحو 30 في المئة تقريبا. ومثلت زيادة النساء أكبر دليل على زيادة عدد الاناث الخريجات والمقبلات على سوق العمل وذلك بسبب تفوق عدد الاناث عن الذكور في الجامعات. اذ يزيد عدد الكويتيات الجامعيات عن عدد الذكور بنحو 7 آلاف جامعية حيث ان عدد الجامعيات ناهز أكثر من نحو 80 ألفا فيما بلغ عدد الجامعيين نحو 73 ألفا حسب احصائيات 2011.
الى ذلك فان زيادة بقاء فتيات ونساء عاطلات عن العمل يعود الى احتمال اختيار بعض الاناث البقاء في البيت لظروف عائلية كاختيار المرأة أن تكون ربة أسرة في البيت دون الخروج للعمل. لكن زيادة عدد العاطلات لم تمنع زيادة عدد المقبلات على العمل واللاتي فاقت نسبتهن نسبة الرجال.
لكن المثير للاهتمام في دراسة تركيبة سكان الكويت هو استقرار ملحوظ منذ 2005 الى اليوم في فارق نسبة الاناث مع الذكور من الكويتيين حيث بقيت غلبة عدد الاناث الكويتيات على الذكور الكويتيين بفارق غير متغير بين 8 الى 10 الاف لمصلحة الاناث ولم يتغير هذا الفارق على الرغم من زيادة نوعية للنمو الديموغرافي للكويتيين حيث قفز معدل النمو الديموغرافي من 2.7 في المئة في 2005 الى 4 في المئة في عام 2011. ورغم تزايد معدل الولادات بقيت نسبة الولادات الاناث قريبة من نسبة الولادات الذكور في اشارة الى توزان تركيبة السكان بين الاناث والذكور. لكن ما هو مقلق قد يكون ظاهرة تأخر الزواج او العزوف عن الزواج ما قد يؤثر في المستقبل اذا تفاقمت الظاهرة على ميزان الولادات والنمو الديموغرافي.
400 ألف وافد عازب في الكويت
اظهرت الارقام في احصاء عام 2011 ان نحو اكثر من ربع مليون وافد عازب غير متزوج ونحو 160 الف فتاة غير متزوجة اي نحو اكثر من 400 الف من الوافدين العاملين في الكويت غير متزوجين اي ما يقارب نحو اكثر من 21 في المئة من الوافدين من دون زواج. فيما بلغ عدد الوافدين العاملين المتزوجين نحو اكثر من مليون وافد اي نحو نصف الوافدين متزوجين.
40 ألف مقيم… بلا عمل
لم يقتصر وضع البطالة على الكويتيين، بل تفاقمت الظاهرة بين المقيمين حسب الإحصائيات الأخيرة التي ذكر أن أكثر من 40 ألف وافد في السن القانونية لقوة العمل يعيش البطالة في الكويت. وقد ارتفع عدد العاطلين من الوافدين بنحو أكثر من 3 أضعاف مقارنة مع إحصاء 2005 بعد أن كان عددهم آنذاك فقط نحو 12 ألفا. ويعتبر هذا العدد الضخم إحصاءً رسميا قد لا يعكس ربما حقيقة العاطلين المختفين أو الهاربين أو المسجلين على إقامات وهم لا يعملون في الحقيقة أو ما يعرف بالعمالة الوهمية.
ويعكس تزايد أرقام البطالة بين الكويتيين والوافدين تراجعا للنشاط الاقتصادي في القطاع الخاص الذي يبدو أنه لم يستوعب بشكل كاف الطلبات الجديدة على العمل، وهو تراجع فسره الكثير من التقارير بتأخر تطبيق خطة التنمية الفعلية التي قد يكون لها أثر مباشر على تحفيز دورة العمل وخلق الوظائف.