كرفان آيلا.. مغامرة شاب سوري في شوارع وغابات تركيا
التخييم بالكرفانات.. تركيا وجهة مفضلة للسياح الأوروبيين
سياحة الكرفانات معروفة في تركيا وتلقى رواجا بين السائحين، والشاب السوري عبدالله درويش يسعى لنقل هذه التجربة للمقيمين والسائحين العرب
منذ 6 أشهر فقط، كان كل شيء حلماً كبيراً وخططاً على الورق، لكن إيمان الشاب السوري عبدالله درويش بقدراته واختلاف مشروعه عما هو متعارف عليه بين أبناء مجتمعه العربي في تركيا، كان السر وراء النجاح السريع لفكرة تصميم كرفان -سيارة كمنزل متنقل- سياحي أطلق عليه اسم “آيلا”، يوفر لزائريه متعة السفر والمغامرة والاستمتاع بالطبيعة والتخييم فيها.
وبينما يعتبر البعض إنفاق النقود على مشروع جديد ولاسيما سياحي، في هذه الأوقات دربا من الجنون، ، فإن درويش وجد في هذه الظروف فرصة لانطلاق كرفان آيلا ولا سيما بعد أن ترك عمله في مجال المبيعات
وقال درويش أعشق السفر والتخييم وأيضا درست الطبخ بشكل احترافي، ووجدت تأسيس كرفان سياحي في ظروف الإغلاق العام المرافق لجائحة كورونا فرصة لينطلق الناس إلى الطبيعة ويستمتعوا بنظافتها وجمالها بعيدا عن التلوث والازدحام”.
وأضاف “بداية مثل هذه المشروعات في تركيا سهل جدا، فهي متعارف عليها بين الأتراك والأجانب عامة، ونجد شهرة كبيرة لسياحة الكرفانات في بلدانهم، سواء في المدينة الواحدة أو بين المدن وبعضها، لذا أحاول من خلال مشروعي أن أخلق مفهوما جديدا للسياحة في تركيا بين المقيمين والسائحين العرب”.
درويش، الشاب الذي لا يتعدى عمره 27 عاما، تمكن في غضون أسابيع من تأسيس قاعدة من الزائرين للكرفان بفضل خدماته المتعددة والشكل المميز لسيارته واختلافها عما هو دارج على جدول زيارات السائحين القادمين إلى تركيا.
الشاب الذي درس الطبخ بشكل احترافي في إحدى جامعات مدينة إسطنبول، يقدم رحلات يومية باستخدام الكرفان، تنطلق إلى مناطق متنوعة داخل المدن التركية على أن تشمل كل رحلة وجبات غداء أو إفطار كما يمكن أن تكون هذه الرحلات فرصة لإقامة بعض المناسبات كأعياد الميلاد.
وأوضح درويش “كل شيء في الكرفان من أفكاري أنا وزوجتي بدءا من تصميمه الخارجي وصولاً إلى الديكورات الداخلية والأدوات التي نستخدمها في الرحلات أو المناسبات التي نقيمها للزبائن”.
كما أشار إلى أنّ الكرفان لم ينجح فقط في تحدي فيروس كورونا وآثاره السلبية التي طالت على سبيل المثال المطاعم وأجبرتها على الإغلاق لشهور متتالية، بل أثبت أيضاً له ولزوجته أن بإمكانهما التطلع إلى مزيد من النجاح والتفكير في أحلام أكبر.
وتابع درويش “عندما قررت إطلاق مشروع الكرفان مع بداية جائحة كورونا، قلت إن التجربة وحدها هي المعيار، وبالفعل نجحنا لأن الناس وجدت في السيارة النظافة التي تتمناها والفرصة للذهاب إلى أي مكان في الطبيعة يصعب عليهم الوصول إليه أو التخييم فيه دون الكثير من المعدات الاحترافية”.
ويوفر درويش خدماته للمجموعات التي لا يزيد عددها على 10 أشخاص في الرحلة الواحدة، مشيرا أنه يستقبل جميع الفئات العمرية.
وأردف “كنت أفكر في شراء سيارة خاصة ومع طول فترة الإغلاق العام في بداية عام 2020 فكرت في أن تكون سيارتنا هي نفسها مصدر الرزق، فأسسنا الكرفان وأطلقنا عليه اسم آيلا، ابنتنا المستقبلية، وبهذا أصبح جزءا من عائلتنا وحياتنا”.
كما يحلم درويش أن تشهد فصول الصيف نشاطا أوسع للكرفان، فينطلق في رحلات طويلة بين المدن التركية، مع مغامرين وسائحين يريدون استكشاف الطبيعة وتجربة التخييم والنوم بعيداً عن غرف الفنادق الفاخرة.