لماذا يُنصح بتناول الحساء قبل الوجبة الرئيسية؟ وأي الأنواع تتجنّب؟
مَن منّا لا يخطئ أحيانا ويتناول كميات كبيرة من الطعام بعد جوعٍ شديد، ثم ما يلبث أن يشعر بالتخمة والثقل؟ كلنا نندم على تجاوز حاجتنا من الأكل، ونعد أنفسنا ألا نعاود الكرة!
يمكن للجوع أحيانا صرف تركيز المخ عن كمية الطعام التي يتناولها الإنسان، خاصة إذا لم يكن الشخص يأكل وجبته بوعي وانتباه، أو يتعرض للمشتتات أثناء الأكل.
لكن الخبر السار هو أن بإمكان الإنسان السيطرة على الوضع من خلال اتباع عادة صحية بسيطة، وهي تناول طبق من الحساء (الشوربة) قبل الشروع في الوجبة الرئيسية.
الشوربة قبل الأكل
يعد الاستماع إلى إشارات الجوع في جسمك من العلامات الأساسية للتأكد من أنك تشعر بالشبع، وبالتالي منعك من الإفراط في تناول الطعام، وتوضح أخصائية التغذية الأميركية كيلي كريغلي “أن فائدة تناول الحساء في بداية وجبتك، يكمن في أنه يساعدك على ملء معدتك، مما يترك مساحة أقل لمزيد من المواد الغذائية ذات السعرات الحرارية العالية”.
وتضيف أن “المرق” هو الحل، أي “الحساء الخفيف المكون بشكل أساسي من السوائل هو الذي يجب اعتماده هنا، وذلك لأن الحساء الكريمي المخلوط بمكونات مختلفة قد يحوي سعرات حرارية مرتفعة، ويساهم في زيادة الوزن، حتى وإن تسبب في تقليل الكمية التي تأكلها من الوجبة الرئيسية”.
المرق خيار أفضل
وفي دراسة علمية أُجريت في ولاية بنسلفانيا الأميركية، اتضح أنه عندما تناولت مجموعة من المشاركين طبقا من الحساء قبل الوجبة الرئيسية، فإنهم تناولوا سعرات حرارية أقل بنسبة 20% إجماليا، وذلك مقارنة بمجموعة لم تتناول الحساء مسبقا.
وقالت المشرفة على الدراسة باربرا رولز إن قوام الحساء وما يتم مزجه مع مكوناته يؤثر أيضا على الرغبة في تناول الطعام والشعور العام بالشبع.
وبينما يعتقد الباحثون أن زيادة فترة المضغ المطلوبة ربما تجعل أشكالا معينة من الحساء أكثر إشباعا، إذ أظهرت نتائج الدراسة أن الحساء منخفض السعرات الحرارية والمصنوع من المرق السائل يُشعر الشخص بالشبع أيضا بغض النظر عن شكله، الأمر الذي يحقق في النهاية تقليلا للسعرات الحرارية التي يتم استهلاكها عند الأكل.
وخلص البحث إلى أنه يمكن أن يساعد تناول الوجبة الأولى من الحساء منخفض السعرات الحرارية، بأشكال مختلفة، في إدارة الوزن، والتخسيس دون الحاجة لاتباع أنظمة رياضية وغذائية قاسية.
حماية المعدة
كما أثبتت العديد من الدراسات البحثية أن الحساء يقلل تناول الوجبة الرئيسية أكثر من أي عنصر آخر، كالعصير مثلا.
ومن الناحية العلمية، فإن الحساء بالإضافة إلى كونه فاتحا للشهية، يساعد على إفراز العصارات الهاضمة داخل المعدة، مما يساهم في هضم الوجبة الرئيسية بشكل سليم بعد ذلك.
وباختيار المكونات الصحية في تحضير الشوربة، يمكن لطبق الحساء أن يوفر للجسم العناصر الغذائية الدقيقة اللازمة للحفاظ على الصحة والتخلّص من السموم في الجسم.
ترطيب الجسم
وبالإضافة إلى ملء المعدة بمكونات صحية قليلة السعرات، فإن الحساء المحتوي على المرق الصافي يعد وجبة مرطبة للجسم بامتياز، مما يمكن أن يروي عطش الجسم.
وأضافت الطبيبة واختصاصية التغذية هالي هيوز أن بعض الحساء المحتوي على المرق يُعد كذلك مصدرا ممتازا للبروتين والفيتامينات والمعادن، لكن من الضروري الانتباه لنوع الحساء الذي تعتمد على تناوله قبل الأكل لتحقيق الشعور بالشبع دون تخمة أو ثقل، وتقليل السعرات الحرارية اليومية في الوقت نفسه، فهناك بعض أنواع الشوربات التي قد تكون بمثابة قنابل من السعرات الحرارية، وهي التي تستخدم الزبدة أو الكريمة أو البطاطس في تحضير قوامها.
في المقابل، يُنصح بتناول حساء يحتوي على مرق صافٍ مليء بقطع الخضراوات المطهوة ببطء، والتي لن تشعرك بالشبع فحسب، بل ستحسن عمل الجهاز الهضمي خلال اليوم بسبب غناها بالألياف.
أخيرا، يمكن أن يكون طبق لذيذ من الحساء الساخن المليء بالبروتين والخضراوات إضافة صحية لأي نظام غذائي ترغب في اتباعه، لكن لا يُنصح عموما باتباع نظام غذائي يعتمد على الحساء بشكل أوحد، إلا باستشارة خبير التغذية لضمان الحصول على كل ما يحتاجه الجسم.
وإذا كنت تستمتع بتناول الحساء وترغب في الاستفادة من مزايا دمجه في نظامك الغذائي، جرب إعداد وصفاتك الخاصة في المنزل إلى جانب الوجبات المغذية الأخرى، مع العلم أن النظام الغذائي المتوازن مع النشاط البدني المنتظم يمكن أن يساعدك في الوصول إلى وزن مناسب بصحة جيدة، دون الشعور أبداً باضطرابات ما بعد الأكل الشائعة، مثل الثقل والتخمة والتعب.