يوم المرأة العالمي مأساوي لنساء غزة مابين الفقد والألم والحزن
وفي اليوم العالمي للمرأة تتجه الأنظار للأوضاع الماساوية للمرأة الفلسطينية في غزة، والتي تتحمل بمفردها، وطأة ويلات الحرب وتداعياتها، من تهجير ونزوح في ظروف كارثية تنعدم فيها أدنى مقومات الحياة، بعد حرب إسرائيلية غير مسبوقة دخلت شهرها السادس.
وقبل أيام، أعرب صندوق الأمم المتحدة للسكان عن شعوره «بالفزع» إزاء تقارير تفيد بـ«تعرض نساء وفتيات فلسطينيات بغزة للضرب أو الاعتقال أو الإهانة أو الاغتصاب أو الإعدام على يد ضباط إسرائيليين»، مشددا على أن «النساء والفتيات لسن أهدافًا».
استشهاد 9 آلاف امرأة
وتقول هيئة الأمم المتحدة للمرأة إن أكثر من 9 آلاف امرأة وفتاة استشهدن حتى الآن منذ بدء الحرب على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي غزة.
فيما أعلن الجهاز المركزي الفلسطيني للإحصاء أن 75% من إجمالي عدد الجرحى من الإناث، وأن النساء والأطفال شكلوا ما نسبته 70% من المفقودين في غزة
60 ألف امرأة حامل يعانين من سوء التغذية
وبحسب وزارة الصحة في قطاع غزة فهناك نحو 60 ألف امرأة فلسطينية حامل في القطاع يعانين من سوء التغذية والجفاف جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع.
5 آلاف امرأة تلدن شهريا
وفي يوم المرأة العالمي- قالت الصحة الفلسطينية، إن النساء يشكلن 49 بالمئة من سكان القطاع ومعظمهن في سن الإنجاب، وإن نحو 5 آلاف سيدة تلدن شهريا في ظروف قاسية وغير آمنة ولا صحية نتيجة القصف والتشريد.
وفي 19 فبراير، حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) من أن الارتفاع الحاد لسوء التغذية بين الأطفال والنساء الحوامل والمرضعات في قطاع غزة يشكل تهديدا خطيراعلى صحتهم، خاصة مع استمرار الحرب المدمرة
استشهاد 37 أُمّا يومياً
وبلغة الأرقام، خلال هذه الحرب على غزة، تُستشهد 63 امرأة بينهن 37 أُمّا يوميا، كما تستشهد 2 من الأمهات كل ساعة وفق أرقام أممية.
نزوح نحو مليون امرأة
ومنذ 7 أكتوبر الماضي نزح 1.9 مليون نسمة بينهن نحو مليون امرأة وفتاة، وهناك ما لا يقل عن 3 آلاف امرأة أصبحن أرامل ويحاولن إعالة أسرهن، في ظل عدم توفر أماكن آمنة للناجيات بالقدر الكافي.
وتتفاقم صعوبات النساء في ظل النقص في الغذاء وفقدان نساء أزواجهن ومعيلي أسرهن، ورغم ذلك يواصلن رحلة البحث عن الطعام وإعالة الأسر وحماية الأبناء.
مأساة الحوامل
أما الحوامل منهن فيقاسين ظروفا تهدد حياتهن وهن يواجهن احتمال الولادة بعمليات قيصرية دون مسكنات أو تخدير أو تدخل جراحي أو حتى احتياطات صحية
ولا تتوقف معاناة النساء في غزة عند هذا الحد فحسب؛ بل تتعرض الحوامل والمرضعات إلى مخاطر صحية وسوء تغذية، بينما لا تستطيع النساء الأكبر سنا الوصول لأماكن توزيع الغذاء بسبب وضعهن.
وتتنوع مأساة الفلسطينيات الحوامل أثناء الحرب الحالية في غزة وسط أوضاع مأساوية ومشاعر من الألم والخوف على رضعهن وأطفالهن مما هو آت، وفي ظل ضغوط نفسية بسبب الآثار الكارثية للحرب بدءا من ترك منازلهن، مرورا بفقدان مقومات الحياة، وصولا لفقدان أفراد من عائلاتهن وأطفالهن
180 امرأة تلد يومياً
وطبقا لتقارير صندوق الأمم المتحدة للسكان في الأراضي الفلسطينية فقد باتت عمليات الولادة في غزة محفوفة بالمخاطر، فهناك نحو 180 امرأة في غزة تخضعن يوميا لعمليات ولادة، بينهن أعداد يلدن قبل الأوان بسبب الظروف العصيبة التي يكابدنها يوميا. وفي ظل الحصار الاسرائيلي انهارت بشكل تام الرعاية الصحية التي تتلقاها الأم الفلسطينية وطفلها في مستشفى الحلو- المشفى الرئيسي للولادة في مدينة غزة.
وبحسب صندوق الأمم المتحدة للسكان، من المتوقع أن تلد أكثر من 5500 امرأة هذا الشهر بينهن 840 امرأة من المحتمل أن يتعرضن لمضاعفات صحية، في ظل تعطل الخدمات في المستشفيات ونفاد الوقود وانقطاع الكهرباء.