وزير الصحة افتتح مؤتمر «الذكاء الاصطناعي» نيابة عن سمو الأمير
العوضي: الذكاء الاصطناعي أصبح ركيزة أساسية لتطوير النظم الصحية والتعامل مع التحديات الطبية المعاصرة
الجارالله: التطور الهائل في تطبيقات الذكاء الاصطناعي بالقطاع الطبي
داوود: فوائد عدة للذكاء الاصطناعي.. ونضع كافة التخوفات بعين الاعتبار
الذي تنظمه المنظمة الإسلامية للعلوم الطبية
#أكاديميا | #التعليم – متابعة
افتتح وزير الصحة د.أحمد العوضي المؤتمر الدولي ال16 بعنوان «الذكاء الاصطناعي» تعزيز الصحة .. وتحقيق لمقاصد الشريعة الإسلامية نيابة عن سمو الامير ، والذي تنظمه المنظمة الاسلامية للعلوم الطبية .
وقال وزير الصحة الدكتور أحمد العوضي ان الصحة الرقمية وعلى رأسها الذكاء الاصطناعي أصبحت ركيزة أساسية لتطوير النظم الصحية والتعامل مع التحديات الطبية المعاصرة، مؤكدا على أهمية الوقاية والعلاج بكفاءة عالية وتكلفة مقبولة.
وذكر في كلمة له ان التطور الهائل في تطبيقات الذكاء الاصطناعي خاصة في القطاع الطبي يعد تحولا جذريا يحمل في طياته إمكانات لا محدودة لتحسين جودة الحياة.
وأوضح أن المؤتمر ليس فقط منصة للحوار العلمي والتقني وإنما فرصة للتأمل في كيفية توجيه هذه التقنيات نحو خدمة الانسانية وتحقيق مقاصد الشريعة الاسلامية الغراء لافتا الى أن الذكاء الاصطناعي بإمكانياته الهائلة يحمل الوعد بتعزيز الصحة العامة وحفظ النفس والنسل والمال والعقل والدين.
وأشار الى انه لا يمكننا تجاهل التحديات والمخاطر المصاحبة للذكاء الاصطناعي من استخدامات غير أخلاقية ومخاطر تهدد الأمن والسلام الانساني حذرت منها الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية وخبراء الذكاء الاصطناعي أنفسهم مما يحتم على المنظمة السعي لوضع ضوابط شرعية وصحية لضمان استخدام هذه التقنية دون أضرار.
وبين ان المنظمة تصدت منذ نشأتها لإصدار الفتاوى المؤسسية الشاملة والمنضبطة في كل المسائل الفقهية وناقشت عددا من القضايا المهمة وحازت ثقة المجتمع الدولي وأصبح صوتها مسموعا ومقدرا لدى المؤسسات الدولية مما جعلها تتصدر المصادر الرئيسية للفتوى لدى المحافل الدينية.
وأشار إلى أن المؤتمر الذي يأتي في هذا المنعطف العلمي الكبير في تاريخ البشرية يؤقت لفجر جديد حيث الذكاء الاصطناعي يعيد رسم ملامح مستقبلنا مشكلا حدود الإنسانية الجديدة والحضارة القديمة.
من جانبه، قال رئيس المنظمة الاسلامية للعلوم الطبية الدكتور محمد الجار الله انه طبقا لمنظمة الصحة العالمية إن الصحة الرقمية وفى القلب منها الذكاء الصناعي تمثل أهمية قصوى لتقديم الخدمات الطبية وتطويرها بجناحيها الوقائي والاكلينيكي وتعتبر من أهم التدخلات الطبية فعالية مقارنة بتكلفتها المادية.
وأشار إلى أنه طبقا لمنظمة الصحة العالمية فإن الصحة الرقمية ركيزة تطوير النظم الصحية وخاصة في الحوكمة والإدارة والشفافية المالية وتطوير القوى العاملة وتعزيز الصحة العامة والتعامل مع الوبائيات المستحدثة.
وقال إن أهمية المؤتمر تكمن في الحوار الهادف الذي يجمع كبار الاستشاريين من الأطباء وخبراء التقنية الحديثة مع أهل الفقه والشريعة السمحاء لتطوير وتوجيه الذكاء الصناعي والصحة الرقمية لخدمة البشرية لتتفق الصحة الرقمية مع مقاصد الشريعة الإسلامية التي تمثل الغايات التي تراعيها الشريعة في أحكامها لتحقيق مصالح الناس.
وأوضح أن المؤتمر يأتي ليشدد على أهمية التمسك بأحدث ما وصل إليه الطب الحديث من تقنيات مفيدة للبشرية بطريقة تعزز منافعها وتتجنب مفاسدها التي حذر منها مئات الخبرات حتى ممن اكتشفوا برامج الذكاء الصناعي نفسه.
وقال الجار الله إن تحذير الأمين العام للأمم المتحدة من مخاطرها ووصفه بعض كبار العلماء بأن مخاطر الذكاء الصناعي أخطر من القنابل النووية هو بيت القصيد من هذا المؤتمر لنضع وثيقة اسلامية لعلها الأولى في العالم لتحدد الضوابط الشرعية والصحية اللازمة لإطلاق عنان التقنية دون الإضرار بمصالح العباد.
بدوره أشار رئيس جامعة الأزهر الدكتور سلامة داود الى ظهور العديد من الفوائد للذكاء الاصطناعي في مجال الطب، لافتا الى ان هناك تخوفات لازلنا نضعها في الاعتبار ومعظمها يتعلق بأخلاقيات التعامل وتحقيق المساواة بين الشعوب.
واوضح ان انتشار الذكاء الاصطناعي في الطب والاستخدام غير المنظم له يمكن أن يؤدي الى إخضاع حقوق ومصالح المرضى للمصالح التجارية للشركات التكنولوجية خاصة في المناطق النائية والفقيرة أو لمصالح الحكومات القوية.
ولفت الى أن هذا الامر يستوجب تضافر الجهود لإصدار وثيقة اخلاقية للذكاء الاصطناعي تستمد أصولها من التعاليم الاسلامية التي تسعى دائما لحفظ مصالح البشرية وتحقق أهداف التنمية.