الرجال لا يعترفون بالاكتئاب.. كيف تدعمين زوجك لتخطيه؟
وهدفت دراسة للطبيبة النفسية ليزا مارتن المنشورة بموقع “جاما سيكايتري”، لقياس أعراض الاكتئاب عند الرجال مقارنة بالنساء، ووجدت التحليلات باستخدام المقياس الذي شمل أعراض الاكتئاب التقليدية أن الرجال والنساء حققوا معايير الاكتئاب بنسب متساوية تقريبا: 30.6% للرجال و33.3% للنساء.
ولكن باستخدام المقياس الذي تضمن أعراضا بديلة للاكتئاب، وجدت التحليلات أن نسبة الرجال ممن يعانون الاكتئاب أعلى (26.3%) من النساء (21.9%).
وتخلص الدراسة إلى أن الرجال يتعرضون للاكتئاب بشكل مختلف عن النساء، إذ تنتابهم أعراض مثل الغضب والتهيج واضطرابات النوم وتعاطي المخدرات. كما أنهم أكثر عرضة لوصف أعراض الاكتئاب بأنها “الإجهاد” بدلا من مشاعر الحزن.
التنشئة الاجتماعية للرجال
ويعتقد الباحثون أن التنشئة الاجتماعية للرجال وتربيتهم على ضرورة التحلي بالصلابة وتجنب أي شيء ينظر إليه على أنه يشير للأنوثة، بما في ذلك مظاهر الانفعال، قد تتسبب في ظهور الاكتئاب بشكل مختلف لدى الذكور.
كما أن ثقافة المجتمع لا تتقبل عادة اكتئاب الرجال، كما لا يتم تقديم التوعية بخصوصه مثلما يتم مع اكتئاب النساء، وبالتالي قد ينتهي بهم المطاف للاكتئاب الشديد قبل اكتشافه.
تقول جيل جولدشتاين، مديرة الأبحاث في مركز كونورز لصحة المرأة وبيولوجيا النوع الاجتماعي في بريغهام ومستشفى النساء في بوسطن، لموقع لايف ساينس “تميل المرأة إلى أن تكون أكثر ضبطا في عواطفها وقادرة على وصفها عند الاكتئاب، لكن الرجال قد لا يتعرفون على أعراض الاكتئاب، وربما ينكرون أو يخفون تعاستهم، لذلك قد يتم إهمال المرض لدى الرجال حتى يصبح أكثر حدة”.
وفقا لجولدشتاين، فإن أعراض الاكتئاب لدى الرجال قد تستغرق وقتا طويلا دون تشخيصها أو علاجها، مما قد يؤدي إلى تطور الحالة إلى مشكلة صحية عقلية أكثر تدميرا. والرجال الذين يعانون من الاكتئاب هم أكثر عرضة للانتحار من النساء.
مساعدة الزوج ضرورة
وفي مقال بعنوان “6 طرق للمساعدة في التعامل مع شريك الاكتئاب”، تقول المدربة الاجتماعية كاتي هيرلي على موقع “سايكوم. نت”: إذا كان زوجك يعاني من الاكتئاب، فقد تشعرين بالعجز، حيث إن الاكتئاب مرض العزلة، ويمكن أن يؤثر سلبا على العلاقات الزوجية مخلفا أسرة تشعر بالعجز والخوف.
تقول هيرلي إن الخطوة الأولى المهمة في مساعدة شريكك هي فهم المرض الذي تتمثل أعراضه في مشاعر الحزن أو اليأس، والتغيرات في الشهية واضطراب النوم، وفقدان الاهتمام أو المتعة في الأنشطة العادية والتعب، والقلق أو الانفعال، وتفجر الغضب، ومشاعر العدم أو الذنب، ومشاكل في التفكير أو التركيز أو اتخاذ القرارات، والأفكار المتكررة عن الموت، بما في ذلك الأفكار الانتحارية.
وتقدم هيرلي للزوجة بعض الطرق الإيجابية لمساعدة زوجها المكتئب، أهمها:
كوني موجودة دائماً
أفضل شيء يمكنك القيام به هو ببساطة وجودك بجانب زوجك، أنت لا تعرفين الكثير وليس لديك كل الإجابات، هذا لا يهم، ولكن الأهم هو أنه يمكنك الجلوس والاستماع إليه، يمكنك أن تمسكي يديه وأن تعانقيه وأن تكوني حاضرة. يمكنك قول بعض الكلمات اللطيفة مثل “أخبرني ماذا يمكنني أن أفعل للمساعدة” و”أنت مهم بالنسبة لي” و”أنا هنا من أجلك” و”سنتجاوز هذا معا”.
تشجيع العلاج
بالنسبة للعديد من الأشخاص المصابين بالاكتئاب، تكون الأعراض شديدة بما يكفي لإحداث مشاكل ملحوظة في الأنشطة اليومية، ومع ذلك، قد لا يدرك المقربون لهم أنهم مصابون بالاكتئاب. قد لا يفهمون أعراض الاكتئاب ويعتقدون أن مشاعرهم هي مجرد شيء يتعين عليهم تحمله. وفي كثير من الأحيان، يشعر الناس أنه يتعين عليهم فقط تحسين إرادتهم، لكن نادرا ما يتحسن الاكتئاب دون علاج.
في هذه الحالة، يمكنك مساعدة زوجك من خلال تشجيع العلاج، ساعديه في التفكير في الحصول على العلاج من خلال التعبير عن قلقك ورغبتك في المساعدة، ناقشي معه ما تعرفيه عن الاكتئاب، تحدثي عن خيارات العلاج، بما في ذلك العلاج النفسي وتغيير نمط الحياة.
بيئة منزلية داعمة
يمكن أن تحدث تغييرات في نمط الحياة فرقا كبيرا أثناء عملية العلاج، لأن الاكتئاب يمكن أن يمتص طاقة الشخص ويؤثر على النوم والشهية، لذا يكون من الصعب على الأشخاص المصابين بالاكتئاب اتخاذ خيارات صحية. ويمكنك المساعدة من خلال:
-
التركيز على الطعام الصحي. اجعلي زوجك يشارك في تخطيط وجبات الطعام الصحية وطهيها معا لتشجيع خيارات طعام أفضل.
-
خططي للقيام بأمور مسلية تحبّانها معا كالسير على الأقدام أو ركوب الدراجة أو القراءة أو مشاهدة الأفلام.
-
توفير بيئة ضغط منخفض، يمكن للروتين أن يساعد المصابين بالاكتئاب على الشعور بتحكم أكبر في حياتهم اليومية. وإنشاء جدول يومي للتعامل مع المهام يساعد في تحقيق الإنجازات الصغيرة.
-
إعطاء تعزيز إيجابي، عندما يشعر الناس باليأس يميلون إلى الحكم على أنفسهم بقسوة، لذا تأكدي من الإشارة إلى نقاط قوة زوجك أمامه وأمام الآخرين.
التركيز على الأهداف الصغيرة
عندما يكون الشخص مصابًا بالاكتئاب الشديد، فإن فعل هجر سرير قد يبدو وكأنه مهمة ضخمة. يمكنك مساعدة زوجك من خلال تحديد الأهداف الصغيرة والإنجازات اليومية. يمكن أن يؤدي تقسيم المهام الكبرى إلى مهام صغرى إلى مساعدة زوجك في اتخاذ خطوات صغيرة نحو العودة إلى الأنشطة اليومية العادية.