مركز دراسات وأبحاث المرأة بالعلوم الاجتماعية افتتح الملتقى السنوي الخامس تحت شعار: ” دور منظمات المجتمع المدني في تمكين المرأة “
كتبت : أفراح الخشتي
تصوير : بنسيمون جوزيف
تحت رعاية وحضور وزير التربية ووزير التعليم العالي الرئيس الأعلى للجامعة د. بدر حمد العيسى، والقائم بأعمال مدير جامعة الكويت أ.د. حياة ناصر الحجي، وعميد كلية العلوم الاجتماعية أ.د. عبد الرضا أسيري، ورئيس مركز دراسات وأبحاث المرأة د. لبنى القاضي، افتتح مركز دراسات وأبحاث المرأة بالكلية الملتقى السنوي الخامس تحت شعار: ” دور منظمات المجتمع المدني في تمكين المرأة ” والمقام خلال الفترة من 28-30 إبريل 2015.
بداية أكد وزير التربية ووزير التعليم العالي د. بدر حمد العيسى على أن مفهوم هذا التمكين ومحاوره تنطلق من الدور الذي استطاعت فيه المرأة أن تشارك به ثم تبدع فيه سواء كان على المستوى السياسي أو المستوى الاقتصادي أو الاجتماعي بل والتعليمي” ، مشيرا أنه لا نجافي الحقيقة حين نقول إن بداية المرأة كان في شق طريقها في المجال التعليمي والتربوي في نهاية الأربعينيات والخمسينيات بعزيمة منها ومساندة ودعم من أولياء الأمور حيث انطلقت تنهل من العلم والثقافة سواء في الكويت حيث بدايتها أو من الدول العربية حين حطت رحالها بها, أو من الدول الأجنبية بعد ذلك”.
وبين د. العيسى أن دور المرأة التي تبوأت مناصب قيادية في وزارة التربية بنهاية الستينات والسبعيناتمن القرن الماضي أمر لا يمكن نسيانه وليس المجال هنا استعراض أسماء الشخصيات البارزة في وزارة التربية التي ساهمت في تطوير أداء تلك المؤسسة التربوية, وإن المرأة ومن خلال فتح المجال لها بالمشاركة في منظمات المجتمع المدني قد حققت – بمساندة من تلك المنظمات – نتائج بارزة في العمل الاجتماعي والعمل التطوعي الإنساني.
و أضاف أنه بعد ذلك انطلقتتحقق نتائج ملموسة على المستوى الاقتصادي, وتنافس إخوانها الرجال في قطاع العمل التجاري الخاص , وكان آخر ما تحقق لها حصولها على الحقوق السياسية الكاملة من خلال الترشيح والانتخاب للمجالس النيابية والبلدية بدعم من حضرة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه, ثم تبوأها أعلى المراكز السياسة وذلك بحصولها على ثقة القيادة السياسة الكويتية الحكيمة بتوزيرها بناءً على النجاح الذي حققته على عدة أصعدة.
ومن جانبه ذكر عميد كلية العلوم الاجتماعية أ.د. عبد الرضا أسيري أن هذا الملتقى الذي يعقد في رحاب جامعة الكويت يأتي انطلاقاً من رؤية ورسالة كلية العلوم الاجتماعية ودورها في طرح القضايا المجتمعية والتنموية، ومن منطلق القيام بواجباتها في خدمة المجتمع والمساهمة في تنميته، ومن منطلق حرصها على تعزيز دورها الحيوي الذي تضطلع به في خدمة الجامعة والمجتمع، من خلال إقامة المؤتمرات والملتقيات الهادفة التي تناقش القضايا المجتمعية مساهمة منها في إيجاد الحلول العملية لتلك القضايا، بمشاركة نخبة عالمية، وإقليمية، ومحلية مميزة من المهتمين والمتخصصين في مجال دراسات المرأة، لطرح الأفكار واكتساب الخبرات، وتبادل الآراء، واقتراح الحلول بأسلوب علمي وموضوعي”.
وأعرب عن سعادته بجميع الضيوف الحضور والمشاركين الكرام في فعاليات هذا التجمع الأكاديمي العلمي الذي يتناول موضوعاً ذو أهمية كبيرة، مشيرا إلى أنه قد تم اختيار موضوع دور منظمات المجتمع المدني في تمكين المرأة لتوضيح دورها البارز في تقدم أي مجتمع، من خلال المحاور التي سوف تُسلط الضوء على الدور المهم لمنظمات المجتمع المدني في التنمية “الاجتماعية، الاقتصادية، السياسية” من حيث تمكين المرأة، وكذلك نشر ومساندة حقوقها كمواطنة وكإنسانة، وبكل موضوعية للاستفادة من قدرات المرأة في تقدم المجتمع، مع الاستفادة من دور بعض المنظمات الدولية التي ساهمت بهذا الجانب في منطقة الخليج العربي والمنطقة العربية، وهذه المنظمات لها تأثير قوي وبارز، في توعية المواطن بقضايا مهمة، ومن الممكن تبادل هذه الخبرات والتجارب والاستفادة منها في هذا الملتقى.
وأشار أ.د. أسيري إلى أن المجتمع المدني يتمثل في المؤسسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي تعمل في ميادينها المختلفة في استقلال نسبي عن سلطة الدولة، فهي مؤسسات مدنية تطوعية لا تمارس السلطة بالمفهوم السياسي ولا تستهدف أرباحاً اقتصادية، وهدفها تقديم خدمات للمواطنين أوتحقيق مصالحهم أو ممارسة أنشطة إنسانية مختلفة.
وتابع ا.د. أسيري حديثه قائلا : ” أن بناء دولة المؤسسات والمجتمع المدني من أهم أبرز الخطوات الأساسية التي يحب اتخاذها في رفع مستوى وعي المجتمع بالحقوق والرقي بها، لأنها هي التي يتم من خلالها دفع الإنسان تجاه تحمل المسؤولية، والوعي بأمور الحياة، واتجاه تطوير قدراته العقلية ومواهبه الذاتية وخصاله الإنسانية، وتحثه على التفكير والإبداع والنقاش والاهتمام بمواضيع الكرامة والعدالة والحرية والمساواة في إطار القانون، والضمان لهذه الحقوق هي الطريق السليم لإعمال هذه الحقوق. والهدف الأساسي والرؤية المستقبلية هي بناء مجتمع حضاري متقدم، ينعم أفراده بالحرية والكرامة والرفاهية الاجتماعية، ويؤمن أجياله بحقوق الإنسان”.
ولقد كان لمنظمات المجتمع المدني دور كبير في تعزيز وتحقيق المساواة بين الجنسين وإشراك المرأة في جميع جوانب الحياة، كما أن لمؤسسات المجتمع المدني دورهام في تشجيع مشاركة المرأة في الأنشطة والمشاريع الاقتصادية والتجارية المختلفة، وأيضاً السعي إلى تعزيز تدابير المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة في جميع المجالات وإزالة الحواجز التي تعيق مشاركتها بصورة كاملة في صنع القرار والإدارة على جميع المستويات.
وأكد أ.د. أسيري أن دولة الكويت تؤمن بدور المرأة اجتماعياً وسياسيا واقتصاديا وتوفير الحماية لها. كما أن الدولة لم تكتف بتسهيل الحصول على الوظيفة للمرأة فقط وإنما سهلت لها أيضا إقامة المشاريع المتوسطة والصغيرة، وكان لمؤسسات المجتمع المدني الدور الفعال في اذكاء الوعي بأهمية التمكين الاقتصادي للمرأة، ونحن في كلية العلوم الاجتماعية ومن خلال وحدة دراسات وأبحاث المرأة نضطلع بهذا الدور الاجتماعي والإنساني لتسليط الضوء على قضايا المرأة.
وبدورها تقدمت رئيس مركز دراسات وأبحاث المرأة رئيس الملتقى د. لبنى القاضي بالشكر والتقدير لمعالي الدكتور بدر حمد العيسى وزير التربية ووزير التعليم العالي على رعايته الكريمة لهذا الملتقى، كما رحبتبالأستاذة الدكتورة حياة ناصر الحجي مديرة الجامعة بالنيابة .
وأوضحت أنهتم اختيار هذا الموضوع لأن منظمات المجتمع المدني أصبحوا مهمين جدا بعد مؤتمر BEIJANJ، وهذه المنظمات تمثل الشعب وأنشئت لتدافع عن قضية مهمة في المجتمع وعملهم يؤثر على الرأي العام وتغطية الإعلام لهذه القضايا أيضا تؤدي إلى ضغط على صناع القرار .
وقالت د. القاضي أن دور منظمات المجتمع المدني ليس جديد في الوطن العربي بل يمتد لأكثر من خمس عقود وعملت هذه المنظمات في مجالات مختلفة سواء للدفاع عن المرأة ضد التمييز بالقانون أو تشريعات الدولة أو لمساعدة المرأة أن تكون مستقلة ماديا عن طريق التمكين الاقتصادي سواء عن طريق التدريب أو القروض وأيضا في المجال السياسي المتمثل في المطالبة بحق المرأة في المجال السياسي ، لتمثيلها في البرلمان أو مساعدة النساء في التدريب لشغل مراكز سياسية، وليس فقط المنظمات في المجتمع المدني على المستوى المحلي لكن هناك منظمات دولية لهم دور بارز في تمكين المرأة في جميع أنحاء العالم.
وأشارت إلى أنهسيشارك في فعاليات هذا الملتقى نخبة متميزة من المنظمات الدولية، حيث يُشارك في فعاليات هذا الملتقى نُخبة من الأساتذة الأكاديميين والمتخصصين من داخل الكويت ومن خارجها ، وكذلك بعض الجمعيات منها على سبيل المثال جمعية المحاميين ، والجمعية الثقافية الاجتماعية النسائية ، وUNESCWA , UNESCO، و UNDP ، و UNWOMEN ومركز المرأة العربية لتدريب والبحوث “كوثر” بتونس ، بالإضافة إلى ورش العمل المقدمة على هامش الملتقى ، وأيضا منظمات المجتمع المدني من مصر والسودان ، وتونس ، والأردن ، والسعودية ، والبحرين ، وجمعيات ناشطة من دولة الكويت ، ويقام على هامش الملتقى ورشة عمل بعنوان “الإعلام ونشر المساواة بين الجنسين” التي يقدمها مركز المرأة العربية للتدريب والبحوث “كوثر” بتونس ، وهناك ورشتي عمل من ” ورقتي” التابعة للجمعية الثقافية الاجتماعية النسائية بالكويت ، بالإضافة إلى المعرض المقام عن المرأة الكويتية والتي يساهم فيه مكتب الإنماء الاجتماعي ، السدو، من كسب يدي.
فيما ألقت استشاري التنمية والعلاقات الدولية – البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة UNDP جمهورية مصر العربية د. حنان حسن الجندي كلمة قالت فيها : ” سعدت باختياري وبتواجدي في هذا الملتقى الأكثر من رائع والذي يتم عقده للسنة الخامسة على التوالي، مؤكدة على ضرورة تبادل الخبرات المختلفة من كافة الدول، ويتميز هذا الملتقى بأن دور مؤسسات المجتمع المدني في تمكين المرأة أنه الوسيط بين المجتمع وكافة الجهات التي تعمل مع المجتمع سواء من دول الخليج أو الدول العربية، متمنية أن يخرج الملتقى بتوصيات قابلة للتطبيق على أرض الواقع
وعلى هامش الملتقى تم تكريم المشاركين والرعاة لهذا الملتقى.