أخبار منوعة

كيف عزَّز الذكاء الاصطناعي الرعاية الصحية؟

تميَّز الذكاء الاصطناعي في مجال الرعاية الصحية، بالقدرة على رفع دقّة التشخيص، ورسم خطط علاجية تُناسِب كل إنسانٍ على حدة، إضافةً إلى توفير وقت الأطباء في التركيز على تقديم رعايةٍ صحية ذات جودة عالية، بدلًا من هدره في مراجعة السجلات الطبية، فهل تكفي هذه المزايا لدمج الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية؟

كيف عزَّز الذكاء الاصطناعي الرعاية الصحية؟

ساهم الذكاء الاصطناعي في تعزيز الرعاية الصحية من أربعة محاور رئيسة:

1- تحسُّن التشخيص

تُساعِد تقنية الذكاء الاصطناعي الأطباء ومُقدِّمي الرعاية الصحية في تحليل الأعراض، واقتراح العلاج المُناسِب لكل شخصٍ على حدة، والتنبؤ بمخاطر المرض، وكل ذلك يُحسِّن دقة التشخيص والعلاج على حدٍ سواء.

كذلك تُستخدَم مُدقِّقات الأعراض الذكية من قبل الأطباء، التي تعمل عبر سؤال المريض بضعة أسئلة حول الأعراض التي يُعانِيها، واستنادًا إلى إجاباتهم، يتحدّد التشخيص، وسبل العلاج المناسبة.

وتُقدِّم «Buoy Health» مُساعِدًا صحيًا يعمل بالذكاء الاصطناعي على الويب، وتستخدمه مُؤسسات الرعاية الصحية لفرز المُصابين بكوفيد -19؛ إذ تُوفِّر توصيات وتعليمات مُحدّثة طبقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها «CDC».

يسع تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي أيضًا أن ترفع من دقَّة الطب بإنشاء المعلومات، واستخلاص الاستنتاجات؛ لتوجيه العلاج بصورة أكثر دقة، تُناسِب كل مريضٍ حسب حالته.

وتتمتَّع نماذج التعلُّم العميق بالقدرة على تحليل كميات هائلة من البيانات، بما في ذلك جينات المريض، والتحليل الجزيئي/الخلوي، ونمط المعيشة، والعثور على الأبحاث المرتبطة، التي قد تساعد الأطباء على اختيار العلاج.

2- تقدُّم العلاج

صار الذكاء الاصطناعي الطبي أداةً قيِّمة؛ لعلاج المرضى؛ إذ تُساعِد المرضى المُصابِين ببعض الاضطرابات، في استعادة قدرتهم على النطق أو الحركة، كما تُعزِّز جودة الحياة لمرضى السكتات الدماغية، أو إصابات الحبل الشوكي.

وثمّة إمكانية لخوارزميات التعلم الآلي لتعزيز استخدام العلاج المناعي، الذي لا يستجيب له حاليًّا إلَّا 20% من المرضى فقط، وهو إحدى طرق علاج السرطان.

قد تساعد كذلك التكنولوجيا الجديدة المدعومة بالذكاء الاصطناعي في إنشاء خيارات علاجية جديدة، تستهدف التركيب الجيني.

أيضًا، تُساعِد أنظمة دعم القرار السريري «CDSSs» خبراء الرعاية الصحية في اتخاذ قرارات طبية أفضل فيما يتعلَّق بعلاج المرضى، وذلك من خلال تحليل بيانات المرضى السابقة، الحالية، والجديدة.

ويُمكِن للذكاء الاصطناعي أيضًا أن يُسرِّع تطوير الأدوية، وخفض الوقت المطلوب للإنتاج وكذلك التكلفة، ما يُساهِم في تحسين العلاج ولا شك.

3- تعزيز مشاركة المريض

الأجهزة الصحية القابلة للارتداء والأجهزة الطبية الشخصية، مثل الساعات الذكية، تُساعِد المرضى، وكذلك الأطباء في متابعة صحة المريض، كما قد تُسهِم أيضًا في إجراء أبحاث خاصة بعوامل الصحة للناس، عبر تجميع وتحليل بيانات الأفراد.

تُساعِد الأجهزة المرضى أيضًا في الالتزام بالعلاج والتوصيات الطبية، ومِنْ ثَمّ تحسين فرص التماثل إلى الشفاء، فعندما لا يلتزم المريض بالخطة العلاجية الموضوعة من قبل الطبيب، قد يفشل في التعافي من المرض؛ ولأنّ الذكاء الاصطناعي يرسم خطة العلاج بما يُلائم كل مريضٍ على حدة، فإنّ ذلك يجعل المريض أكثر حرصًا على العلاج، ويُعزِّز مشاركته.

4- دعم سير العمل الإداري والتشغيلي

يدعم الذكاء الاصطناعي سير العمل الإداري والتشغيلي في أنظمة الرعاية الصحية من خلال أتمتة بعض العمليات؛ إذ إنّ تسجيل الملاحظات، ومراجعة السجلات الطبية يستغرق 34 – 55% من وقت الطبيب، وهو ما يُضعِف الإنتاجية بشكلٍ مهول، ويُؤثِّر على جودة الرعاية الصحية المُقدَّمة.

ولذا قد يساعد الذكاء الاصطناعي في التوثيق السريري، ومنح الأطباء مزيدًا من الوقت لتقديم رعاية صحية عالية الجودة.

ويمكن كذلك لشركات التأمين الصحي الاستفادة من الذكاء الاصطناعي؛ إذ يستغرق تقييم المُطالَبات وقتًا طويلًا، فنحو 80% من هذه المُطالَبات، أُبلغ عنها من قبل شركات التأمين الصحي على أنّها احتيالية أو غير صحيحة.

وتساعد أدوات معالجة اللغة الطبيعية شركات التأمين في اكتشاف المشكلات في ثوانٍ، بدلًا من استغراق أيام أو شهور في رصدها.

أليس للذكاء الاصطناعي مساوئ فيما يتعلّق بالرعاية الصحية؟

بالطبع لا يخلو الذكاء الاصطناعي من بعض العيوب، وإن عزَّز كثيرًا جودة الرعاية الصحية المُقدَّمة، ومن أهم سلبيات الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية ما يلي:

1- الرقابة البشرية

يحتاج عمل الذكاء الاصطناعي إلى رقابة بشرية، فمثلاً التكنولوجيا الروبوتية المُستخدَمة في بعض العمليات الجراحية لا تحمل أي عواطف، وستعمل فقط وفق برنامجها.

كما أنّ المعلومات المُوفَّرة من قبل الذكاء الاصطناعي، لا تزال بحاجةٍ إلى تأكيد الطبيب؛ إذ هو من يتخذ القرار النهائي إمَّا باتِّباع ما صاغه الذكاء الاصطناعي، أو رفضه، وذلك حسب حالة المريض.

2- استبدال البشر

قد تقل الحاجة إلى بعض الموظفين في المستشفيات مع تقدُّم الذكاء الاصطناعي؛ إذ يُمكِنه القيام بمعظم الأعمال البشرية المملة في مجال الرعاية الصحية.

3- تحيُّزات اجتماعية

يعتمد الذكاء الاصطناعي في عمله على الخوارزميات، التي تلائم أغلب الناس (كأن يُرشِّح أقرب عيادة أو مستشفى)، لكنه لا يلقي بالًا بالخلفية الاجتماعية والاقتصادية للمريض، وما إذا كان سيشعر بالراحة عند زيارة المُنشأة الصحية التي رشَّحها له الذكاء الاصطناعي أم لا.

4- مخاطر أمنية

أبرز نقاط ضعف الذكاء الاصطناعي أنَّه قد يتسبَّب في خرقٍ أمني، مُضيّعًا خصوصية البيانات المُسجَّلة عليه، ولأنَّ عمله قائم بالضرورة على تجميع البيانات، فإنَّها قد تقع في أيدٍ خاطئة، ومِنْ ثَمّ ينبغي للمستشفيات التي تستخدم الذكاء الاصطناعي، ضخِّ مزيدٍ من الاستثمار في تعزيز حماية البيانات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock