أهم 5 تحديات يمكن أن تواجهها في السنة الأولى من الزواج
تعد السنة الأولى من الزواج بالغة الأهمية للزوجين من أجل إنشاء علاقة ملؤها المودة والسكينة وقادرة على الاستمرار، وعادة ما تكون هذه السنة هي الأصعب، لأنها تكون مليئة بالتغييرات والتحولات حتى يتكيف الزوجان مع أدوارهما الجديدة، ومع ذلك فإن كيفية تعامل الزوجين خلال هذه الفترة أمر بالغ الأهمية لإنجاح الزواج.
وكثيرا ما ينتهي الحال بين الشريكين إلى الانفصال خلال هذه السنة الحاسمة، بسبب عدم تفهم أحدهما أو كليهما حاجات الطرف الآخر وعاداته، وعدم الانسجام أو التوافق بين رغبات الطرفين ومطالبهما.
ووجدت بعض الدراسات أن الأزواج الذين انفصلوا خلال العامين الأولين أظهروا علامات خيبة الأمل من بعضهم، وكانوا سلبيين في الشهرين الأولين من الزواج، وذلك على عكس الأزواج الذين كانوا قادرين على الشعور بمشاعر إيجابية تجاه بعضهم خلال هذه الفترة المبكرة من علاقتهم.
نقدم لكم في هذا التقرير أبرز 5 مشكلات وتحديات يواجهها الزوجان في السنة الأولى من الزواج مع مقترحات للتعامل معها، وفق عدد من المواقع والمنصات المتخصصة، مثل “فيري ويل مايند” (verywellmind)، و”ماريج” (Marriage.com)، و”سايك سنترال” (psychcentral)، وغيرها.
1- المشكلات المالية
الخلافات المالية بين الزوجين قد تكون سببا لانفصالهما، وفي عالم يعمل فيه الرجال والنساء معا لساعات طويلة خارج المنزل من الضروري تحديد مسؤولية كل طرف في هذا الموضوع.
وهنا تبرز أسئلة مهمة، مثل: هل المطلوب من الزوجة أن تعطي راتبها أو جزءا منه لزوجها؟ وعلى من تقع مسؤولية الإنفاق على متطلبات البيت والحياة اليومية؟ وهل يجب على المرأة أن تساعد زوجها أم لا؟
كل هذه الأسئلة مهمة ويجب حسمها منذ مرحلة الخطوبة، فكثيرا ما كان راتب الزوجة سببا رئيسيا للخلافات العائلية، وكم من زواج تهدّم بسببه، لذا من المهم جدا حسم هذا الموضوع بشكل كامل ونهائي في مرحلة الخطوبة قبل الزواج.
ومن المعلوم طبعا أنه في ثقافتنا الإسلامية فالإنفاق واجب الرجل، وليس للمرأة أن تنفق على أسرتها إلا بمحض اختيارها ودون إجبار، كما أن ذمتها المالية مستقلة عن زوجها، ولا يحق له التصرف في مالها إلا بإذنها.
مسألة أخرى مهمة وهي العيش ضمن حدود الإمكانيات المادية ودخل الزوجين، فبعض الأزواج -وتحديدا النساء في مجتمعاتنا- يتطلعن إلى متطلبات قد ترهق كاهل الزوج وتضطره إلى الاستدانة، وهذا تصرف خاطئ من شأنه أن يولّد مشكلات، لذا يجب العيش ضمن الإمكانيات المادية المتاحة بعيدا عن التبذير أو الاستدانة.
2- أهل الزوج والزوجة
قد تجد أو تجدين نفسك وسط دوامة من العلاقات الاجتماعية الجديدة التي يتطلبها الوضع الاجتماعي الجديد لك كمتزوج أو متزوجة، وذلك بين زيارات وواجبات عائلية تكاد لا تنتهي أو متطلبات اجتماعية من هنا أو هناك، وطبعا هذا الأمر يجب أن يراعى فيه التراضي والتعامل بالحكمة والسلوك الطيب ومقابلة الأهل عموما بالمعاملة الحسنة.
ولا يجوز بأي حال من الأحوال -إلا في بعض الحالات القصوى القاهرة النادرة- السماح لأهل الزوج والزوجة بالتدخل في المشكلات التي قد تحدث بينهما، فهذه علاقة أسرية يتحمل الزوجان وحدهما مسؤوليتها، وبقدر ما يحافظان على أسرارهما ويكتمان خلافاتهما ومشاكلهما عن الغير بقدر ما يكون من السهل معالجتها.
3- حل المشكلات والتعامل مع الانتقادات
لا يوجد زوجان في الدنيا يعيشان بسلام ووئام كامل، فالمشكلات ستحدث عاجلا أم آجلا، والخلاف في وجهات النظر وطرق التعامل أمر لا مفر منه، لذلك فكيفية التعامل مع المشكلات والخلافات شيء مهم وحاسم.
وتلعب البيئة وطريقة التربية دورا مهما، فضلا عن كيفية تعامل الأبوين في السابق مع مشكلاتهما وخلافاتهما، وهل كانت تتم مناقشة نقاط الخلاف بهدوء وروية أم من خلال الصراخ والشتائم.
قد يكون لكل من الزوجين أسلوبه في الجدل: بعضهم يصرخ ويتشاحن، وبعضهم الآخر قد ينسحب ويتجنب المواجهة تماما وينطوي على نفسه، ومهما كان الأسلوب يجب أن يكون هناك اتفاق مسبق بين الزوجين على الحد الأدنى من أدبيات الجدل، كتجنب الصراخ وتوضيح وجهات النظر المختلفة ومناقشتها بهدوء وروية ما أمكن.
ومن المهم أيضا ترك مسافة للتراجع وإفساح المجال للانسحاب والصلح بين الطرفين حتى إن لم يتم حل المشكلة بشكل جذري، وعلى كل طرف التنازل قليلا كي يكسب الطرف الآخر.
4- التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي
تلعب التكنولوجيا عموما ووسائل التواصل الاجتماعي خصوصا دورا أساسيا ومهما في حياتنا، فقد غيرت الطريقة التي نلتقي بها ونتفاعل مع بعضنا، وقد تكون لها تأثيرات سلبية على الزواج.
وأظهرت بعض البحوث أن الاستخدام المتزايد لوسائل التواصل الاجتماعي له تأثير سلبي على العلاقات الاجتماعية عموما والزوجية خصوصا، وقد تؤدي المبالغة في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي إلى المزيد من المشكلات الزوجية والخيانة والصراعات والغيرة وربما الطلاق في نهاية المطاف.
لذا على الزوجين أن يدركا أن حياتهما قبل الزواج تختلف عما بعده، فالزواج مسؤولية لا بد أن نتنازل فيها عن شيء من حريتنا مقابل علاقة عائلية وزوجية مليئة بالحب والمودة والحنان، كما أن على الزوجين أن يكونا شفافين في هذا الموضوع بحيث يقطعان دابر الشك.
الأمر الآخر المهم هو أنه يجب أن تسود الثقة بين الزوجين، وأن يتشاركا مضمون ما يقرآنه أو يكتبانه على منصات التواصل الاجتماعي، وأن يحدا من استخدامها إلى الحد المعقول الذي لا يثير مشكلة مع الطرف الآخر.
5- حزن ما بعد الزفاف
يأخذ الزفاف وترتيبات الحفلة الكثير من وقت الزوجين وينشغل كلا الطرفين بها، لكن بعد الانتهاء منها والعودة إلى البيت بعيدا عن الأب والأم والأخوة والأخوات والعائلة التي كانت تملأ معظم الوقت ثم الاستيقاظ في صباح اليوم التالي وما تليه من أيام إلى جانب شخص آخر، مع إحساس كل طرف بأنه دخل حياة جديدة تماما ومختلفة كل الاختلاف عن كل ما تعوّد عليه لسنوات طويلة، كل هذا قد يولّد ما يطلق عليه الخبراء “حزن ما بعد الزفاف”، وتحديدا لدى النساء.
نعم إنها حياة مختلفة، وعلى كل طرف أن يدرك ذلك، وعليه ألا يستسلم لمشاعر الحزن بعيدا عن الأهل والعائلة، إذ لديه الآن عائلة جديدة تحت التأسيس عليه أن يهتم بها وبنجاحها بدلا من الحنين إلى الماضي، لذا ينصح الزوجان بالنظر إلى المستقبل والعودة إلى تفاصيل الحياة اليومية كما يقول الدكتور هوارد فورمان أستاذ الطب النفسي المساعد في كلية ألبرت أينشتاين للطب.