الحراك السياسي… من الشارع الى الشارع!!! بقلم: د. عبدالله يوسف سهر
التجييش السياسي للجماهير وحشدهم حول ظواهر ومسائل سياسية (مستحقة او غير مستحقة) يطلق عليه بالحراك السياسي للشارع حتى يكتسب صفة المشروعية بأنّه يمثل الاغلبية من الشعب. هكذا عملت بعض الاحزاب القومية في السابق والاسلامية في الوقت الراهن من اجل اكتساب الشرعية والشهرة وتحقيق المصالح الحزبية والفئوية وقليلاً منهم من لديه منهج وطني عام.
اجتاح هذا الحراك الكثير من الدول العربية فيما اطلق عليه بالربيع العربي، والذي وان كان الكثير من مطالباته حقه وشعبية الا ان الكثير من الاحزاب التي تقف كان لديها اجندات خاصة بها.
الحراك السياسي بالشارع الكويتي لم يكن منفصلاً عما يدور حوله ولعله قد تأثر ببعض الشعارات التي نمت في شوارع الدول العربية، لكن الشارع الكويتي كان مختلفاً من حيث ان مطالبه الظاهرة كانت تنحصر في تغيير رئيس الوزراء ومكافحة الفساد وتعزيز الديمقراطية، لكن في الواقع كان هناك اجندات خاصة لدى بعض السياسيين والتيارات مما جعله يفشل ويتفكك ويذهب مع رياح الربيع او الخريف العربي.
وعلى الرغم من ان الحراك في السابق كان سقف مطالباته كبيرة الا ان المفارقة في الوقت الراهن أن الحراك في الشارع الكويتي انحصر في اصلاح الشوارع والطرق التي عبثت بها ايدي الفساد.
يا لها من مفارقة ان يكون حراك الشارع بالامس ينادي بتعزيز الديمقراطية والحريات ومكافحة الفساد، واليوم ينحسر الى اصلاح الشوارع والطرقات.
هذه المفارقة، المسؤول الاساسي عنها هو التيارات السياسية وبعض السياسيين الذين اتحفونا بشعاراتهم والتي تبين عبر الوقت انها مجرد تزييف وتسويف وخداع للشعوب، واستغلال للديمقراطية لتكون كلمات حق يراد منها باطل.