ضبط الهضم وتخفيف الألم.. 5 أهداف صحية يمكن تحقيقها في رمضان
بحسب دراسة علمية، يعد الصيام وسيلة للحفاظ على بنية الأنسجة ووظيفتها، ومن ثم الحفاظ على الصحة، حيث يلعب دورا رئيسيا في الحفاظ على التوازن الهرموني في الجسم، وتعزيز القدرة المناعية، فضلا عن تحفيز الهضم ورفع الأيض، وغيرها من الفوائد، لذا يعتبر شهر رمضان الكريم فرصة لتحقيق مجموعة من الأهداف الصحية، التي يصعب تحقيقها على مدار العام.
هضم مريح
وتشير بعض الدراسات إلى دور الصيام في إصلاح القناة الهضمية، فمثلا تشير دراسة مشتركة بين عدد من الجامعات والمعاهد في إيران وفرنسا والولايات المتحدة، إلى التحول الميكروبي الكبير في الأمعاء، وزيادة وفرة البكتيريا النافعة خلال وقت الصيام، الأمر الذي يساهم في تقليل الالتهاب.
وبحسب تقرير نٌشر بمجلة التايم الأميركية، فإن الصيام بشكل عام يصلح القناة الهضمية، ذلك أن البكتيريا المفيدة تكافح باستمرار من أجل إيجاد مساحة للعيش وفي حالة الصيام، تستطيع التغلب على البكتيريا الضارة، ويتم إنتاج حمض دهني مهم للغاية لصحة الأمعاء، ويحسن من حالة جدار الأمعاء، الأمر الذي يساهم في علاج حالة شهيرة تسمى بـ”متلازمة تسرب الأمعاء”.
يساهم الصيام أيضا في إرسال إشارات مضادة للالتهابات إلى جهاز المناعة، ما يساعد في تقليل الألم وزيادة فرص تنظيف الأمعاء، وهو ما لا يتوفر على مدار العام مع تتالي أوقات الأكل.
والصيام أيضا يساعد الجسم على الهضم المريح، ويتيح له مزيدا من الالتهام الذاتي للخلايا التالفة، ومزيدا من ضبط إيقاع التمثيل الغذائي في القناة الهضمية
مقاومة للأمراض
يساهم الصوم كذلك في ضبط مستوى السكر في الدم ومستوى الضغط، وتحسين عمل عدد من الغدد مثل الغدة الدرقية، كما يساعد في ضبط مستوى الدهون، ومن ثم الحفاظ على مؤشر كتلة الجسم، فضلا عن دوره في الوقاية من السرطان وعدد من أمراض الأعصاب.
وتؤكد دراسة علمية أن صيام رمضان له تأثير إيجابي في الحفاظ على توازن الغلوكوز، وانخفاض ملحوظ في الوزن، مما يساهم في تقييد السعرات الحرارية خلال شهر رمضان، وتحسين حساسية الإنسولين لدى الأشخاص الأصحاء.
وزن مثالي
الكثيرون يجربون عشرات النظم الغذائية والحميات بهدف الوصول إلى وزن مثالي وقياسات مناسبة، وصيام شهر رمضان الكريم يعد فرصة مثالية للوصول إلى الوزن المنشود، دون مجهود يذكر.
ذلك هو ما توصلت إليه دراسة أسترالية عام 2019 بعنوان “تأثير صيام رمضان على الوزن وتكوين الجسم لدى البالغين” الأصحاء غير الرياضيين.
وخلصت الدراسة إلى أن صيام شهر رمضان أدى إلى انخفاض كبير في وزن الجسم وكتلة الدهون، حيث فقد الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة كمية كبيرة من كتلة الدهون دون أي خطة لنظام غذائي بعينه، أو تدريب رياضي، أو نمط حياة مختلفة.
وتضيف الدراسة أن صيام رمضان يمكن أن يكون نقطة انطلاق مناسبة للقضاء على وباء السمنة العالمي، فمع التشجيع على ممارسة الرياضة، والتوجيه إلى نظام غذائي صحي، أثناء فترة الصيام وبعده، يمكن تعزيز الآثار الإيجابية التي تحققت خلال شهر رمضان باتباع إستراتيجيات للحفاظ على الآثار المفيدة لشهر رمضان على السمنة، بعد انتهاء الصيام.
علاج للآلام
حسب دراسة علمية منشورة في العام 2013، يعد الصيام علاجا فعالا في علاج الأمراض الروماتيزمية ومتلازمات الآلام المزمنة، وارتفاع ضغط الدم، ومتلازمة التمثيل الغذائي، حيث تم تأكيد الآثار المفيدة للصيام الذي يتبعه نظام غذائي نباتي في التهاب المفاصل الروماتويدي، فضلا عن دور الصيام المتقطع في الوقاية من معظم الأمراض التنكسية والالتهابات المزمنة.
وحسب دراسة أخرى عن دور الصيام في تخفيف الألم، وجد باحثون عام 2020 أن نشاط المرض يتراجع عند الصائم، لذا إن كنت ممن يعانون آلاما مزمنة، فقد يكون الصيام وسيلة فعالة لتخفيفها.
الصيام يساهم كذلك في اليقظة وتحسن الحالة المزاجية، حيث يرتبط بزيادة توافر السيرتونين والمواد الأفيونية الذاتية، مما يساهم في زيادة التغذية العصبية وتحسين الحالة المزاجية للصائم ومن ثم تخفيف الألم المزمن.
تركيز وتعلم أفضل
البعض يربط بين الصوم وتراجع الوظائف الإدراكية وقلة التركيز وحتى النوم، ولكن ذلك ليس صحيحا، فجودة النوم وحسن الإدراك لا يتأثران بالصوم.
ويلعب الصيام دورا ملحوظا في الحفاظ على الصحية العقلية عبر حرق مزيد من الدهون التي تتحول إلى مواد كيميائية تستخدمها الخلايا العصبية كطاقة، وهي كذلك مواد تحفز التعلم وتنشط الذاكرة وتحافظ على صحة الدماغ بشكل عام.
ويساهم الصيام في تحسين الروابط العصبية في الحصين، وهو الجزء المسؤول عن المشاعر والذاكرة الطويلة الأمد، فضلا عن حماية الدماغ من تراكم البروتين المسؤول عن الإصابة بألزهايمر.
وفي دراسة إيرانية عما يحدث للنواقل العصبية في الدماغ أثناء الصيام، توصل الباحثون إلى وجود علاقة بين الصيام الصحي، وبين زيادة مستويات السيرتونين أو هرمون السعادة عند الصائمين.