أخبار منوعة

اختبارات «البترول».. نجاح أبناء متنفذين يثير الشبهات

90 % من المتقدمين رسبوا.. بينهم خريجو جامعات عالمية مرموقة

•شبهات تضارب مصالح بإشراف قيادات نفطية على اختبارات يخوفها أبناؤهم

•مصادر تتساءل هل اطلع أساتذة في الجامعة وقياديون نفطيون على الأسئلة؟

قوبلت نتيجة اختبارات التعيين في مؤسسة البترول الكويتية باستياء كبير من قبل المتقدمين والمتابعين، الذين أكدوا أن «النتيجة تشوبها الشكوك» لعدم توافر الشفافية ومعايير التقييم.

وفي الوقت الذي تستلزم الضرورة فيه تكريس تكافؤ الفرص والحد من تدخل الواسطة في التعيينات بجهات الدولة، أبلغت مصادر بأن نسب الرسوب العالية في اختبارات البترول التي وصلت إلى %90، ومن بين الراسبين خريجو جامعات عالمية مشهود لها بالكفاءة والتميز، تثير الشكوك، وتطعن في مصداقية النتائج.

وواصل عدد من الخريجين تقديم التظلمات إلى الجهات المعنية، مؤكدين غياب العدالة وتكافؤ الفرص في الاختبارات، مدللين على ذلك بأن «نتائج القبول كشفت عن نجاح بعض أبناء قياديين نفطيين وأساتذة في الجامعة ومتنفذين آخرين»، لافتين إلى «احتمالية اطلاع بعض المتنفذين على الأسئلة والأجوبة التي أعدتها شركة متخصصة».

وأشار المتظلمون إلى أن إشراف قياديين في مؤسسة البترول على هذه الاختبارات، والمصادقة على الأسئلة والأجوبة رغم خضوع تقدم أبنائهم إلى مسابقة التعيين، يطعنان في مصداقية الاختبارات، ويثيران شبهات تضارب المصالح.

وتابع الخريجون المتظلمون بالقول: إن نتائج الاختبارات أصابت عشرات المواطنين المتقدمين بالإحباط، بعدما تبين أن طلاباً وطالبات من خريجي جامعات عالمية مرموقة لم يتمكنوا من اجتياز الاختبارات، رغم أنهم تخرجوا بتقدير «امتياز»، وفي المقابل نجح الأقل منهم، مشيرين إلى أنهم سيلجأون إلى القضاء لإنصافهم. 

فيما يلي التفاصيل الكاملة

نسب الرسوب العالية في اختبارات البترول، واعتراض عدد كبير من الخريجين على ما وصفوه بـ«الاختبارات التعجيزية» للتعيين في القطاع النفطي، واعتصام بعضهم في مبنى اتحاد البترول، زادت من الشكوك حول نزاهة اختبارات البترول، التي لطالما كان يتفاخر بها القطاع النفطي إلى وقت قريب.

مصادر مطلعة قالت إن نتائج اختبارات حديثي التخرج لإعلان التوظيف الأخير في الشركات النفطية، الذي شهد تقديم عدد كبير، وأشرفت عليها جامعة الكويت، ولّدت مفاجأة كبيرة، إذ جاءت نسب الرسوب عالية، ووصلت إلى %90 من المتقدمين لاختبارات التخصص.

أعرق الجامعات

وبيّنت المصادر أن نتائج الاختبارات أصابت عشرات المتقدمين بالإحباط، بعدما تبيّن أن طلبة من خريجي أعرق الجامعات العالمية بالولايات المتحدة وبريطانيا لم يتمكنوا من تجاوز اختبارات البترول، موضحة «أن خريجين بتقدير امتياز رسبوا بالاختبار، وآخرين حاصلين على تقدير جيد جداً نجحوا وبدرجات عالية!».

شركة خاصة

وأفادت المصادر بأن النتائج تثير الشكوك، بعدما تبيّن قبول أبناء قيادات نفطية وأساتذة في جامعة الكويت، لافتة إلى أن شركة خاصة تعاقدت معها جامعة الكويت قامت بإعداد الاختبارات، مما يثير تساؤلات حول إمكانية اطلاع مسؤولين في القطاع وأساتذة في الجامعة عليها؟

وتابعت: إن السماح لقيادات في مؤسسة البترول بالإشراف على هذه الاختبارات والمصادقة على الأسئلة والأجوبة، وفي الوقت نفسه يخوض أبناؤهم الاختبارات، الأمر الذي قد يثير شبهات تضارب مصالح ويخالف القانون.

وتساءلت المصادر: لماذا لم يتنحَ هؤلاء القياديون عن الإشراف على هذه الاختبارات، لأن أبناءهم من ضمن المتقدمين؟ وهل يعقل أن من يُشرفون على الاختبارات في مؤسسة البترول تختلف تخصصاتهم العلمية عن طبيعة عملهم في الشؤون الإدارية؟

تجاوزات التعيينات

وقالت المصادر إن هناك سوابق عديدة لتجاوزات التعيينات في «البترول» تتمثّل بقيام قيادات نفطية بتعيين أقارب لهم بعد نجاحهم في الاختبارات، والتي سبق أن تطرقت إليها تقارير جهات رقابية، لافتة إلى أن مؤسسة البترول أنفقت ملايين الدنانير على الدورات التدريبية والمؤتمرات التي تكافح تضارب المصالح بالقطاع النفطي، ومع ذلك نجد ان تضارب المصالح يضرب التعيينات بالبترول مجدداً.

وأضافت المصادر: هل ستُعمّم ثقافة توريث المناصب في القطاع النفطي؟

وتابعت المصادر: من اللافت أن محتوى الاختبارات مختلف عن المحتوى التخصصي للمتقدمين، وأمام هذه الشكوك وعلامات الاستفهام الكبيرة حول الاختبارات، يجب على المؤسسة تدارك الموقف وإعادة إجراء الاختبار.

رفض مهندسي بترول

قالت المصادر: هناك خلل كبير في عملية القبول بالنفط، فنجد كثيرا من الطلبة يتخصصون في هندسة البترول والبتروكيماويات، ويحصلون على تقديرات عالية من أعرق الجامعات العالمية، وفي النهاية لا يتم قبولهم بالشركات النفطية.

اختبارات تعجيزية

قال أحد المتقدمين للاختبارات: ما ذنبنا في ان يتم إخضاعنا لاختبارات تعجيزية، ومواجهتنا لأخطاء كبيرة تتمثل في توقف الأجهزة والتجاوز المفاجئ لصفحة السؤال، وعدم السماح بالعودة للسؤال مجدداً، متسائلاً: هل هذه الامور حدثت عمداً لكي لا يتم قبولنا؟ وفي المقابل يتم قبول أبناء قيادات نفطية وأساتذة في الجامعة؟

وأضاف أن الأسئلة التعجيزية والأخطاء أدت الى إقصاء كثير من المتقدمين بحجة انهم غير أكفاء!

دوامة المراجعات

قالت متقدمة لم يتم قبولها «إنها راجعت مؤسسة البترول لطلب حق الاطلاع على النتائج، فأخبروها بأن عليها مراجعة مركز التمييز والقياس، وعند مراجعتها المركز أبلغوها بأن تراجع جامعة الكويت، وبدورها الجامعة أبلغتها بأن تراجع مؤسسة البترول، وإلى اليوم لم أتمكن من الاطلاع على النتائج».

وتساءلت : لماذا لم تستمع مؤسسة البترول لشكاوى الطلبة المتقدمين للاختبارات بشأن صعوبة الأسئلة، حيث إن الكثير منها كان من خارج تخصص المنهج والوظيفة؟ ولماذا لم يتم الإعلان عن نتائج اختبارات البترول في وسائل الإعلام لتطبيق مبدأ الشفافية؟

المصدر:القبس

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock