أخبار منوعة

أكثر حريّة وصراحة وطموحاً.. إليكَ أبرز المشاكل التي تواجه “الجيل زد” في العمل

القادمون الجدد لمكان العمل لديهم توقعات كبيرة لحياتهم العملية مقارنة بالأجيال الأكبر سناً منهم

التعاطف والصدق هما أهم الصفات التي يقدرها أفراد هذا الجيل في مديريه .

يختلف الجيل “زد” (Gen Z) أو جيل الألفية اختلافًا كبيرًا عن الأجيال التي سبقته؛ لأنه جيل الإنترنت بامتياز، وهم أكثر حرية وصراحة وصدقًا وحساسية، وأيضا أكثر تطلبًا بكثير مقارنة بالأجيال التي سبقته.

ونظراً لأنَّ هذا الجيل أصبح يُشكِّلُ الغالبية العظمى من الأجيال الشابة العاملة في العالم، إذ ينضمّ كلّ يوم المزيد منهم لسوق العمل، فإنَّ الاختلافات بينهم وبين الأجيال السابقة يطرح العديد من المشاكل والقضايا، من بينها أنَّ هذا الجيل يُحبّ كلّ واحد منهم أن يأخذ مكانه على الطاولة، وأن يتم الاستماع إليه من قبل مديريه والأجيال التي سبقته.

لكنّ المفارقة الكبرى أو المشكلة الأساسية التي يواجهها أبناء الجيل، تتمثّل في صراحتهم وجرأتهم في التعبير عن آرائهم أمام مديرين لم يعتادوا على هذا الأمر ولا يرحّبون به، بل يتوقعون من العمال الأصغر سنا “إثبات أنفسهم أولاً” قبل التعبير عن آرائهم أو المطالبة بالتعامل معهم على قدم المساواة، كما يتمّ التعامل مع الموظفين الأكثر خبرة والأكبر سنا.

يقول البروفيسور مارتن كيلدوف، أستاذ السلوك التنظيمي في جامعة لندن: “إنَّ الوافدين الجدد لمكان العمل يتحدثون أكثر عن قيم مثل: المرونة والإنصاف والعدل، وإيجاد التوازن بين العمل والحياة، ولديهم توقعات كبيرة لحياتهم العملية مقارنة بالأجيال الأكبر سنا منهم”. ويضيف: “هم أيضا يتحلّون بالصراحة، ويفكرون بصوت مرتفع، ويُعلمونك بما يفكرون فيه دون خجل أو مواربة”.

جيل يقود عملية تحول كبرى

في الحقيقة إنَّ كلّ جيل جديد يجلب معه تحدياته ومشاكله وأولوياته، ووجدت دراسة حديثة أعدتها مؤسسة “ثوت إكستشينغ” (ThoughtExchange) أنّ هذا الجيل يقود عملية تحول كبرى في مكان العمل، لأنَّ أبناءه هم الأكثر عددا في العالم، حيث يبلغ عددهم أكثر من 60 مليون شاب في أميركا وحدها، وعليه فإنَّ (الجيل زد) في طريقه إلى أن يصبح المجموعة الأكثر نفوذا في مكان العمل بالمستقبل القريب.

وقال 96% من المشاركين في الدراسة إنّه من المهم أن يشعروا بالتقدير والتمكين في مكان العمل، بينما قال 80% منهم إنَّهم يفضلون وظيفة تسمح لهم باستكشاف مجموعة مهارات مختلفة وتنميتها، بدلاً من وظيفة تركز على مجموعة معينة من المهارات، وقال 79% منهم إنَّهم يفضلون وجود مدير يهتم بتطورهم الشخصي بقدر اهتمامه بتطورهم المهني.

ما نسبته 80% من الشباب يفضلون وظيفة تسمح لهم باستكشاف مجموعة مهارات مختلفة وتنميتها (شترستوك)

تحذير للمديرين وأصحاب العمل

وفي هذا السياق، حذّر ديف ماكلاود الرئيس التنفيذي لمؤسسة “ثوت إكستشينغ” أصحاب العمل ومديري الشركات من أنَّ هذا الجيل لديه طموحات وأحلام مختلفة عن الأجيال التي سبقته، منها على سبيل المثال أن 85% من هذا الجيل قالوا إنَّهم يريدون العمل لدى شركة لديها رؤية واضحة، كما أكد 89% منهم أنّهم لن يترددوا في ترك أي شركة لا تضمن لهم مستقبلاً واضحًا، وذلك حسب ما ذكرت منصة “فوربس” التي نشرت أهم ما ورد في الدراسة آنفة الذكر.

وعلى أرض الواقع وبسبب ثقافتهم العالية، وتواصلهم، ووجودهم الدائم على شبكة الإنترنت، ومشاهدتهم لحركات العدالة الاجتماعية، وأيضا حساسيتهم الأخلاقية ونبذهم للظلم، طوّر أفراد هذا الجيل حساسية فريدة وموقفا قويا لقيم العدل والإنصاف والممارسات التجارية الأخلاقية.

وفي هذا السياق، حذّر ماكلاود من أنّ “أصحاب الشركات الذين يفشلون في تحويل مؤسساتهم بسرعة كقوة فاعلة من أجل الخير، وتحقيق العدل والإنصاف في تعاملاتهم التجارية، وإشراك موظفيهم لتحقيق هذه الأهداف، فسينتهي بهم المطاف خارج سوق العمل العالمي”.

نحو فهم أعمق لتطلعات ومشاكل الجيل زد

في دراسة علمية أخرى أعدّتها منصة “تالنت إل إم إس” (TalentLMS) حول (الجيل زد) في مكان العمل؛ بهدف فهم أعمق لتطلعاتهم ومشاكلهم، وآرائهم وتوقعاتهم واحتياجاتهم، حيث تم استطلاع آراء ألف و205 شباب من سن (19– 25) سنة، ممن مضى عليهم في العمل أكثر من 6 أشهر، فوجدت الدراسة ما يلي:

  • %82 من موظفي الجيل زد يجدون أنّه من المهم الحصول على أيام للصحة العقلية، بينما يرغب نصفهم في تلقي تدريب على الصحة العقلية.
  • %77 يجدون من المهم العمل لدى شركة تهتمّ بالتنوّع والمساواة والشمول.
  • %76 يرغبون في العمل في بيئة عمل صحية ودودة، ومع أشخاص يملكون وعيا اجتماعيا كافيا.
  • %31 منهم يجدون صعوبة في التعامل مع الضغط والتوتر في العمل.
  • ومن المرجح أن يترك أكثر من ربع موظفي الجيل زد وظائفهم في الأشهر الـ(12) المقبلة للأسباب التالية:
  • %54 منهم يشعرون بعدم الرضا عن الراتب.
  • %42 منهم يعانون من الإرهاق وعدم التوازن بين العمل والحياة.
  • %37 منهم غير متحمسين للعمل الذي يقومون به.
  • التعاطف والصدق هما أهم الصفات التي يقدرها أفراد هذا الجيل في مديريهم.
  • يفضل غالبيتهم نموذج العمل الهجين (في المكتب وعن بعد).
  • يُعدّ التواصل الاجتماعي الصحي مع زملائهم عاملاً مهما لدى 7 من كل 10 موظفين منهم.
  • %59 منهم يعتقدون أنّهم يتلقون أجورًا عادلة مقابل العمل الذي يقومون به.
  • إذن، نحن أمام جيل جديد من الشباب المتصل والمتواصل بشكل دائم مع أقرانهم في مختلف أرجاء العالم، ويتشاركون في الكثير من القيم المشتركة، ولديهم حساسية عالية تجاه قضايا العدل والمساواة والإنصاف، ويهتمون كثيرًا بقضايا البيئة، ويمقتون جشع الشركات، ولديهم وعي اجتماعي فريد، حيث يجد 68% منهم أنَّ من المهم العمل في شركة ملتزمة بنشاط بالقضايا الاجتماعية.
  • وهم لا يخافون من التعبير عن آرائهم، ولا يخجلون من إجراء تغييرات في طريقة حياتهم للارتقاء إلى مستوى قيمهم، فعلى سبيل المثال اشترى 75% منهم ملابس مستعملة لتقليل الاستهلاك.
  • ويرغب هؤلاء الشباب بالعمل في شركات تشاركهم قيمهم، ولكن هل يستطيع المديرون وأصحاب العمل التخلي عن قيمهم القديمة التي تركز على الربح فقط، وتبني قيم هذا الجيل الجديد الذي يسعى للعدالة والإنصاف في كل شيء؟
  • المصدر:مواقع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock