سوق “الشهادات” الكرتونية … من المسؤول؟
أكاديميا | خاص – ندى السويلم
الهوس بحرف الدال، السابق للاسم تعدى مراحل خطيرة وسمسارة الشهادات اصبحوا يتنافسون بالاسعار ونوع الشهادة حتى وصل الأمر للمتاجرة بشهادة الصف التاسع المتوسطة وشهادة ثانوية ! سواء من داخل أو خارج الكويت.
ما يدهش في الأمر أن هناك أسر تدفع لأبنائها وتحثهم على الغش بشراء لهم شهادات و مساعدتهم بالرشاوى للأساتذة. هل من العقل و “الإسلام” حث الأبناء على الغش والتزوير والكسب بالمال الحرام؟ أم أن الأمر استخفاف بعقل الإبن أو انعدام الثقه بانتاجية ولي امر! أو كثرة الانحلال و سهولة الحصول على شهادة وهمية كرتونية المنشأ مهدت أمام ضعاف النفوس كسب الحرام واكل السحت؟ وهولاء ينطبق عليهم مثل “من امن العقوبة اساء الادب”؟! فالمسؤلية تقع هنا على عاتق وزارة التربية والتعليم العالي، والاستفهام يكون هل سبب لجوء أولياء الأمور لمثل هذه الطرق الملتوية لتحقيق لابنائهم مستقبل وهمي زائف مصدق من وزارة التربية هو سوء المعلمين او صعوبة المناهج أم الأمر مجرد حالات فردية في حين ان الظاهرة أصبحت “هبة الشهايد” ومايدعم كلامي خبر احالة وزارة التربية 300 شهادة ثانوية وهمية للنيابة العامة.
هذا مايجعلنا نخشى من مستقبل يبينه جيل الشهادات الوهمية، فالتعليم يمر بأزمة وإن صح القول حالة تصحر. مخرجات التعليم الوهمي لا تبشر بمستقبل وازدهار بل تخلف وإندثار، ولابد من وجود رادع لمن يعبث بالعلم وتشديد الرقابة على الشهادات الخارجية ولا بد من أن يتحمل طرف أو جهة مسؤولية تصديق الشهادة من دون التحقق من مستواهم وضبط لمعايير التعليم الأكاديمي.
سوق الشهادات لم يكتفي بالثانوية والمتوسطة بل يصل الى مراحل تعليمية متطورة واكثر حساسية فبمعادلة بسيطة تصبح فلان الدكتور.
“معادلة الغش” = انعدام الضمير + الهوس بالدال + شوية فلوس ومبروك عليك صرت دكتور!
ان صح القول فالدكتور الكرتوني مصاب بحالة إنفصام أو انتحال شخصية ام هي حالة إنفصال عن الواقع لدرجة تجعله من أمهر الممثلين المستحقين لجائزة الاوسكار. أم ان كل ما في الامر هو الطموح والرغبة بالحصول على هذه الهالة التي تحيط بكل شخص يسبق اسمه حرف الدال؟ ظناً من صاحب الدال الوهمية انه شخص عالي الثقافة ومصدر ثقة وهيبة امام العائلة.
وما يساعد هذه الحالة النفسية هو المنصب الموعود به، هذا الشخص الذي يجب ان يحال لعيادة نفسية بدل من اعطائه مكتب في جامعة او وزارة . فميزان العدالة يعاني من اختلال ويشكي من مساواة من يعمل بمن لا يعمل و غالباً ما تصاحب الدال الوهمية “واو” الواسطة فتجعله واثق من حصولة على مرادة بكل اريحية.
فكم يلزمنا من شخص نزيه يعمل في وزارة التربية، وكم يلزمنا من ولي أمر يخشى على أولادة من مستقبل وهمي كي يستقيم الوضع ولا تسرق الكويت من مافيا الشهادات.