الحمود: تراجع التصنيف الأكاديمي سببه الإدارة الجامعية المتعاقبة وتنقلها من منصب لآخر عن مكتسبات مالية
طالب باستبعاد كل من كان في دائرة صنع القرار بإدارات الجامعة
أكاديميا| الجامعة
أكد رئيس جمعية أعضاء هيئة التدريس د. ابراهيم الحمود في جامعة الكويت بأن وصف الجامعة بأنها بالحضيض أمر مؤسف لا يليق استخدامه لجامعة تضم عقول الأمة ومفكريها وفقهائها وفلاسفتها وتخرج منها قادة الامة ورجالاتها.
وقال الحمود إذا كانت هناك مثالب وقصور فإن مرجعها للإدارة لا الأساتذة وإنتاجاتهم العلمية وإسهاماتهم المجتمعية، مضيفاً أن محاولات ضرب جامعة الكويت تقوم على معايير غير علمية وانما تحكمية لا تصلح أن يقوم عليها تصنيف أكاديمي فكيف تتم المقارنة بين جامعة عمرها ٥٥ سنة وجامعات عمرها بضع سنين أو بين جامعة فيها عشرات الكليات وجامعات ليس بها سوى عدد محدود من التخصصات ومعظم أعضاءها متقاعدين وبعضهم لا يقبل في جامعة الكويت.
وأضاف الدكتور الحمود بأن ما ورد في تصنيف Qs بأن جامعة الكويت تعدى تصنيفها الألف عالمياً ونعتها من قبل إحدى الصحف المحلية بأنها في الحضيض إنما هو تهكم وقذف بحق جامعة الكويت وأعضاء الهيئة التدريسية فيها من علماء وفقهاء لهم إسهامات عالمية في البحث العلمي وبراءات اختراع ومراكز مرموقة معروفة دولياً
وذكر انه وفي حقيقة الأمر والواقع أن مركز التصنيف Qs يؤسس تصنيفه على اعتبارات معينة لا يمكن قبول بعضها بل وبعضها الآخر يمس حق الدولة في السيادة ويعتدي على مبادئها الدستورية ومن ذلك مثلاً اعتماد هذه المؤسسة على معيار نسبة الطلبة الأجانب في الجامعة ومن ثم انخفاض مؤشر جامعة الكويت بدرجة كبيرة لأن معظم الطلبة من الكويتيين ولا يشكل الأجانب نسبة مهمة ، وهذا المعيار غير علمي ولا هو ذو قيمة أكاديمية وهو من بعد لا يمكن العمل به بجامعة الكويت حيث إنها جامعة الدولة الرسمية وشباب الوطن الكويتيين لهم الأولوية في القبول أما الأجانب فلا يتم قبولهم إلا بنسب ضئيلة جداً فهذا معيار ظالم غير حقيقي ولا يمكن التعويل عليه البتة.
وأكد الحمود أن التصنيف لدى QS يقوم على تنوع جنسية أعضاء هيئة التدريس في الجامعة وينخفض تصنيف جامعة الكويت لأن الكويتيين هم الأغلبية الكبرى وهذا المقياس لا يمكن الوثوق به أو قبوله فالكويتيين هم الأولى في التعيين بجامعة دولتهم الرسمية وهم أصلاً كانوا في أغلبهم من طلبتها الأوائل وهم معيدو البعثات الدارسون في أرقى الجامعات العالمية فكيف تريد هذه المؤسسة QS أن يتم قبول غير الكويتيين ويوصد الباب في وجه أبناء البلد حتى تكون مرتقية بهذا التصنيف .
واسترسل أن التصنيف في QS يقوم على معيار نسبة الطلبة إلى أعضاء الهيئة التدريسية ويريد هذا التصنيف أن يتم عدم قبول مخرجات الثانوية إلا بأعداد قليلة جداً بمعنى أن لا يقبل الكويتيين بجامعة الكويت إلا بأعداد قليلة حتى ترتقي الجامعة في تصنيفها ، متناسية هذه المؤسسة (QS) أن في دولة الكويت جامعة وحيدة هي جامعة الكويت وهي بحسب سيادة الدولة وسياستها وجدت من حيث الأصل لتعليم أبناءها تعليماً عالياً والارتقاء بالمواطنين .
وأكد الحمود ادعاء QS بأن الأداء الأكاديمي للجامعة منخفض فهذا لا يمت للحقيقة بصلة بل هو عكس الواقع وحقيقة الأمر فيه, ففي كل كلية من كليات الجامعة هناك مجلة علمية تزدهر بأبحاث أعضاء الهيئة التدريسية وبأعداد تصل إلى أربعة في كل سنة جامعية كما أن الكثير من أعضاء الهيئة التدريسية ينشرون أبحاثهم في أرقى المجلات العلمية العالمية ذات التصنيف (Q1 ).
وشدد ان أغلفة المجلات العالمية المرموقة تتزين بأبحاث أعضاء الهيئة التدريسية الكويتيين وتفتخر بهم، إننا كأعضاء هيئة تدريسية بجامعة الكويت نقوم بمناقشة رسائل الدكتوراه في جامعات عالمية كالسوربون وستراسبورغ وبوردو وغيرها.
وتابع: إذا كان هناك نقص في معلومات (QS) عن هذه الأبحاث والمؤتمرات ومناقشة الأطروحات فإن مرد ذلك النقص هو الإدارة الجامعية ذاتها التي لا تزود هذه المؤسسة وغيرها من مؤسسات التصنيف بالبيانات الحقيقية والدقيقة عن أنشطة الأساتذة والأقسام العلمية ، وهذا التراخي من جامعة الكويت هو بسبب سوء الإدارة وعدم اهتمامها بالأستاذ الجامعي الكويتي.
وذكر الحمود إن علة جامعة الكويت تكمن في إداراتها المتعاقبة فهي ذات الإدارة منذ أكثر من (15) سنة ينتقل بها القياديين من منصب إلى منصب ويبحثون عن مكتسبات مالية تتمثل في ( الدبل سلري ) والتفرغ القيادي واحتكار المناصب وعدم الأخذ بديمقراطية القرار ومحاربة الكفاءات في تشكيل اللجان والمناصب وجعلها مقصورة على المحسوبية والفئوية والحزبية.
وشدد الحمود على أن وزير التعليم العالي هو المسؤول أمام سمو الأمير حفظه الله ورعاه وأمام مجلس الأمة عن التعليم العالي وسياسته و ازدهاره وهو من يرشح مدير الجامعة ويوقع على مرسوم اختياره ومن ثم عليه وهو وزير يتمتع بالسلطة الوصائية على الجامعة أن يساهم في اختيار من له رؤية أكاديمية واسعة بعيداً عن المحاصصة والبراشوتية وأن يراقب ويتحقق من إفساح المجال للوجوه الجديدة والعناصر ذات الكفاءة بعيداً عن تأثير التيارات السياسية وإسقاطاتها وأن تكون الشفافية هي أصل العمل والمصداقية هي ديدن المجهود فمن غير المقبول أن تبقى الإدارة بيد ذات الجماعات التي تحارب الناجحين وتبعد المتفوقين وتقرب المقربين وهي من ساهمت في تحويل الجامعة من مؤسسة بحثية إلى بيروقراطية إدارية.
واختتم الحمود إننا في جمعية أعضاء هيئة التدريس نرى وجوب استبعاد كل من كان في دائرة صنع القرار بإدارات الجامعة المتعاقبة الذين لم يكلفوا أنفسهم – وهم من يحظى بالامتيازات – في تزويد البيانات والدراسات والأنشطة لمؤسسات القياس التصنيفي كمؤسسة (QS) وغيرها وقبعوا في المناصب القيادية من أجل الاستفادة من المزايا المالية وتقريب جماعاتهم ومحاربة الآخرين لأسباب غير أكاديمية، مؤكدا أنه من غير المقبول مثلاً في جامعة بها كلية للحقوق وأساتذة فقهاء في القانون أن يترك أمر حسم المشكلات القانونية لإدارة يترأسها موظف شهادته ليسانس أو بكالوريوس ليبت في موضوعات الترقيات والبعثات والإجازات الدراسية وحقوق أعضاء الهيئة التدريسية، وأن أسباب التراجع لتصنيف جامعة الكويت مردها التقتير على البحث العلمي وحرمان الجامعة من الميزانية المستقلة وسوء الإدارة واحتكار المناصب وإهمال الديمقراطية ومحاربة أصحاب الفكر غير المأدلجين.