50% نسبة انخفاض مبيعات القرطاسية والمستلزمات المكتبية
كما غيرت تداعيات فيروس كورونا المستجد أوجه الحياة المختلفة في سائر دول العالم، كان للتعليم نصيبه أيضا. فها هو العام الجديد يأتي بشكل جديد، حيث اعتمدت الجهات المسؤولة عن التربية في كثير من الدول ومن بينها الكويت نظام التعليم عن بعد، وذلك حفاظا على سلامة الطلاب والطالبات مع استمرار الجائحة.
فبينما جرت العادة في مثل هذا الوقت من كل عام وقبل أن تفتح المدارس أبوابها مستقبلة الطلاب والطالبات في عامهم الجديد تنشط حركة المبيعات في المكتبات المدرسية ومحلات بيع المستلزمات الدراسية من كراسات واقلام وحقائب وغيرها، اختلف الوضع بعض الشيء هذا العام مع «التعليم عن بعد» حيث يقل الاعتماد على القرطاسية التقليدية ويتحول الأمر إلى الأجهزة الإلكترونية.
عند قيامنا بجولة مصورة في عدد من أسواق مبيعات الأدوات المدرسية والقرطاسية ..التقينا عدداً من أصحاب ومسؤولي القرطاسيات ومجموعة من المواطنين والوافدين، حيث لوحظ ضعف كبير في حركة المبيعات وصلت الى 50%، وأكد العاملون في القرطاسيات ان الاقبال ليس كباقي السنوات حيث أصبح البديل الوسائل التكنولوجية للدراسة عن بعد ولكن مازال هناك اقبال ضعيف على شراء الكراسات العادية وكراسات الرسم وان القرطاسيات على أتم الاستعداد لتجهيز كل ما يلزم الطالب في الوقت الحالي وفي حال تم اقرار العودة للدوام في المدارس، في حين أعرب بعض المواطنين والمقيمين ايضاً عن آرائهم في الدراسة «أونلاين» وأثرها على الصعيدين النفسي والمادي، وهل زادت الأعباء عليهم أم قلّت سواء مادياً أو في التزامهم بالجلوس مع أطفالهم خصوصاً الاعمار الصغيرة.
بداية، قال نضال الرفاعي، مسؤول في قرطاسية، ان نسبة المبيعات انخفضت عن السنوات السابقة تقريبا 50%، وهناك الطلب على أدوات الرسم من ألوان مائية وعادية والكراسات ولدينا مكتبة مجهزة بكل شيء وفي حال تم اقرار عودة الدوامات في المدارس نحن على جاهزية لتلبية جميع الطلبات.
بدوره، قال محمود الرفاعي، يعمل في قرطاسية، إن المبيعات انخفضت عن قبل لانه بالدراسة عن بعد اصبحت وسائل التكنولوجيا من آيباد ولابتوب هما البدائل ولكن منذ فترة الحظر كان هناك اقبال شديد على دفاتر الرسم والألوان لان فترة الحظر كانت طويلة والطفل بحاجة للتسلية واصبح الاهالي ينمون مواهب اطفالهم بالرسم، وحتى الوقت الحالي هناك طلب على الكراسات العادية التي يحتاج اليها الطالب حتى لو كانت الدراسة «أونلاين»، واضاف انه على الرغم من انخفاض المبيعات ونحن دائما على أهبة الاستعداد لاي قرارت جديدة ومستجدات ولدينا الجاهزية الكاملة لتلبية جميع طلبات الزبائن.
من جانبه، قال صديق عبيد مدرس ووالد لعدد من الاطفال إن الوضع اختلف في هذا العام والعبء زاد على الاسرة من ناحية المسؤولية في المنزل بالاخص على الأم في متابعة أطفالها في الالتزام معهم، ففي الدراسة في المنزل ياتي الطالب للمنزل ليس لديه الا بعض الواجبات اما الان فاصبحت الدراسة كاملة في المنزل وهذا سبب لبعض الاسر ضغطا بالاخص العاملين في الخارج والذين لديهم عدة اطفال او في عمر صغير واصبح الذهاب للقرطاسية لشراء الكراسات فقط اذا لم توفرها المدرسة لأن هناك بعض المدارس توفرها من ضمن الاقساط واصبح الان التركيز على شراء اللابتوب او الايباد للاطفال ليدرسوا عليه في حال عدم تواجده او وجود اكثر من طفل.
وقال مدير مبيعات إحدى المكتبات قاسم احمد إن المبيعات لا بأس فيها ولكن هناك انخفاضا كبيرا بالمبيعات يصل الى 40% تقريبا وهذا من تداعيات الازمة وبما ان الدراسة اصبحت «أونلاين» فإن ذلك أثر كثيرا على سوق القرطاسية واصبح الاهالي يقصدون القرطاسية لشراء الالعاب ودفاتر الرسم والتلوين وغيرها، اما الاشياء الاساسية التي تُطلب فاصبح عليها ركود وبالاخص الحقائب المدرسية التي لم يتم تجهيز القرطاسية بها كالعادة لانه حل محلها اللابتوب في قرار الدراسة عن بعد واصبح طلب حقائب اللابتوب اكثر طلبا، واضاف نحن على أهبة الاستعداد لتجهيز جميع المستلزمات التي تطلب في حال تم اقرار العودة للدوامات في المدارس.
بدورها، قالت ام عبدالرحمن إن هناك تخوفاً من الدراسة «اونلاين» لان اطفالي بالمرحلة الابتدائية ولسنا معتادين على الدراسة اونلاين، مؤكدة أنها ضد هذا النوع من الدراسة ومع ان يتم التدريس لمدة ثلاثة ايام في الاسبوع للمواد الاساسية منعا من التقارب والعدوى. وتابعت: انا الحمدلله لدي القدرة ولكن هناك بعض الاسر التي ليست لديها الامكانات المادية لشراء الاجهزة لاطفالها بالاخص الاسرة التي لديها اكثر من طفل بالاضافة لانه سيكون عبئا على الأم الموظفة غير القادرة على الجلوس مع اطفالها بالاخص من هم في اعمار صغيرة وليست لديهم معرفة والخبرة في الدراسة وفتح البرنامج بمفردهم وهذا صعب جدا.
من جانبها، قالت حنان المحمد ان الشراء من القرطاسية قل عن قبل مقارنة بالاعوام السابقة بحكم ان الدراسة اصبحت اونلاين وهناك بعض الاشياء التي لن يحتاج اليها الطالب خلال دراسته من المنزل، ولكن نقصد هنا شراء الكراسات والاقلام والتلوين والقصص وغيرها من الاشياء التي تنمي مواهب الطفل.
وتابعت ان الدراسة اونلاين فيها صعوبة، فالتعليم في المدارس افضل بالاخص للاعمار الصغيرة لان الاشياء الملموسة من خلال الانشطة المباشرة داخل الفصل تختلف، واضافت انه يجب فتح المدارس باعداد طلبة اقل من خلال تقسيم الدوام الى صباحي ومسائي على فترتين ليكون هناك تباعد بين الطلبة وان شاء الله مرحلة وتمر على خير، كما ان الدراسة اونلاين ستكون عبئا على الاسرة والام الموظفة فكيف ستستطيع التنسيق بين دوامها ومتابعة اطفالها ودراستهم في المنزل.
أما طارق العنزي فقال إن هذا العام مختلف، فالاستعداد لبداية الدراسة اختلف، ففي السابق كان الاستعداد فقط من خلال شراء لوازم المدرسة من القرطاسية والان اصبحنا نقصد القرطاسية لاشياء محددة واصبحت للاسرة اعباء جديدة نفسيا وماديا، ومن ناحية الوقت وللاهالي الموظفين فكيف سيتم التنسيق بين اوقات الدوام وبين وقت دراسة ابنائهم بالاخص اذا كانوا بعمر صغير وفي المراحل الابتدائية ولا يستطيعون ان يقوموا بالخطوات بأنفسهم اضافة الى شراء جهاز لكل طفل في حال كان عند الاسرة عدة اطفال وهذه كلها أعباء جديدة.
المصدر:
الأنباء