فحوصات الإدمان والأمراض النفسية قبل الزواج..هل تحدّ من ارتفاع نسب الطلاق؟
إذا كان الشاب مدمناً أو مريضاً نفسياً فسوف يظلم الفتاة التي سيرتبط بها والعكس
أدى ارتفاع معدلات الطلاق في السنوات الأخيرة خاصة في الأعوام الأولى من الزواج، إلى البحث والتنقيب عن الأسباب التي قد تسهم في حدوثه، وأيضاً اقتراح حلول أو إجراءات وقائية لتلافي ذلك قبل دخول القفص الذهبي، ومنها المطالبة بإجراء فحوصات إدمان المخدرات وأخرى للكشف عن الأمراض النفسية لدى المقبلين على الزواج، رغبة في التخلص من القضايا والشكاوى التي تعج بها المحاكم وتحقيق الاستقرار داخل الأسرة.
عند تسليط الضوء على تلك القضية المهمة،باستطلاع آراء مجموعة من المواطنين لمعرفة أهمية إجراء الفحوصات للراغبين في الزواج، وهل تحد من حدوث المشكلات وزيادة نسب الطلاق، اكدوا على ضرورة إدراج تحليل الإدمان والأمراض العقلية مع الفحوصات الأخرى المطلوبة ويجب أن يكون ملزماً لكلا الطرفين ولا يطبق على الرجال فقط، فيما اعتبر آخرون أن فحص الأمراض النفسية يعد أمراً معقداً، وهذا الإجراء يحتاج إلى مزيد من البحث والدراسة من الجهات المسؤولة سواء الصحية أو الأمنية أو الاجتماعية وهي القادرة على وضع آليات تنفيذ هذا القرار من عدمه، وفيما يلي التفاصيل:
في البداية، قال أبو مشاري: أؤيد وبشدة فحص الإدمان والأمراض النفسية قبل الزواج، فهذا الموضوع مهم جدا، فربما تصبح الزوجة ضحية بعد الزواج، فإذا كان الزوج مدمنا أو مريضا فسوف يظلم الفتاة التي سيرتبط بها، وهذا سيسبب مشكلات للأجيال القادمة، مطالبا بالحذر والوقاية وإجراء الفحوصات اللازمة.
وأضاف أبو مشاري ان إضافة فحص الإدمان والحالة النفسية للفحوصات المطلوبة قبل الزواج يحب أن يكون أساسيا للزوجين، خاصة أننا في مجتمع متمسك بالعادات والتقاليد والتعارف لفترة طويلة قبل الزواج صعب.
بدوره، لفت أبو احمد الحسن إلى انه مع إجراء الفحوصات الطبية الروتينية قبل الزواج، لكنه يعارض فحص الادمان والحالة النفسية، مبينا ان فترة التعارف قبل الزواج كفيلة بمعرفة الطرفين بعضهما البعض والشخص المدمن تظهر عليه علامات معينة وكذلك المريض النفسي.
من جانبها، قالت تهاني الشمالي إنها من مؤيدي فحص الإدمان والحالة النفسية قبل الزواج لأن فترة التعارف ليست كافية ومن الممكن ألا يظهر هذا الشيء خلال فترة قصيرة وإجراء الفحوصات أضمن في هذه الحالة، ويجب ان يدرج مع بقية الفحوصات الوراثية وغيرها لكي لا يقع الطرفان في مشاكل ويحدث الطلاق فيما بعد.
من جهته، قال محمود الشطي إن فحصوصات الإدمان والأمراض النفسية ضرورية، فالكثير من مكونات شخصية الإنسان لا تظهر من خلال التصرفات وخاصة عندما تكون فترة التعارف قصيرة، وللأسف الثقة الزائدة في بعض الأحيان تجعلنا نقع في مشكلات فيما بعد، فالكثير من حالات الطلاق تقع بسبب اكتشاف حالات إدمان أو أمراض نفسية لم تظهر قبل الزواج.
من ناحيته، ذكر محمد احمد ان التعارف قبل الزواج مهم جدا لمعرفة كل طرف شخصية الطرف الآخر، مبينا ان فحص الإدمان ضروري أيضا ويجب ان يدرج مع بقية الفحوصات لكي تتضح الصورة منذ البداية وفي بعض الأحيان عدم الوضوح أو الشفافية في التعامل قد يصل بالطرفين الى طريق مسدود، وهذا يعود الى كل شخص حسب ضميره وصدقه في معاملة شريك حياته، ولهذا الفحص ضروري.
الخالدي: تصرفات المدمن واضحة ويجب رفع مستوى الوعي للجميع
قالت المتخصصة في الإرشاد والصحة النفسية د.نادية الخالدي إنها لا تؤيد إجراء الفحوصات قبل الزواج، ولو أننا في كل موضوع نطالب بسن قانون له ستضيق دائرة حرية الناس، مضيفة: أؤيد رفع مستوى الوعي وتعديل الأفكار عند الناس خاصة تلك التي تتبنى الهروب عن الواقع بالإدمان، ويجب العمل على تطوير الذات ومعنى الحياة عند الإنسان فالقوانين تحد من حدوث الأمر لكن لا تصلحه جذريا، أما الإصلاح فيكون بتعديل البنى القيمية الكاملة لدى الشخص.
وأضافت الخالدي: ان أقوال وتصرفات المدمنين واضحة وضوح الشمس وأي احد يتعامل معه يكتشف هذا الأمر، فالتوعية بأعراض الإدمان مطلوبة، فالمدمن إنسان لا يعيش حياة طبيعية، وبالنسبة لخيار الزواج فيجب على كل فرد أن يتحمل مسؤوليته ويفكر فيه جيدا، وتحمل المسؤولية جزء من الاتزان النفسي، لذلك قبل الزواج ابحث عن حياة الشخص ومن هم أصدقائه.
المصدر:
الأنباء