م. شهد الناصر تكتب : تَقلُبات مزاجية
كعادتي أحبُّ التأملَ بكل الأشياء التي تحصل حولي وأحب أنْ أشارككم ماأشعر يا أصدقاء الأمل يانوافذ قلبي للحياة..
تأملتُ العاصفة التي فاجأتنا بها مدينة اسطنبول ذات الطقس المزاجي ،كانت عاصفة قوية فبلمحة عين اقتلعت الأشجار وأغرقت الطرق والمنازل بالمطر ..
وتذكّرت حينها المقولة “لاتأمن جو اسطنبول ..ففي يوم واحد قد تعيش جميع الفصول”
كنت أحتسي قهوتي وأدعو الله أنْ تمر دون ضرر ..
كان شعوري مُشابهاً لشعور قطرات المطر وأوراق الشجر المتطايرة بأحضان رياح مغتربة تضرب على نوافذ الحظ باحثة عن ملجأ ..
هذه العاصفة ذكّرتني بالغربة
ولاشيء أوجع من غربة الوطن إلا غربة الشعور التي نعيشها مع الأشخاص المزاجيين ..
الذين يصعب أرضاءهم فلاتعرف متى تصبح قريب ومتى تصبح غريب.
إنَّ هذه العلاقات تُشعرك بحالة توتر دائمة ..وعطش روحي مُستمر وكأنّك تائه تلهث وراء سراب …
وماأبعدها عن العلاقات المُنعشة تلك التي كنسمات اسطنبولية مسائية تتغلغل بقلبك فتنعش ملامحك سروراً وابتهاج .
لله در القلوب التي تتحمّل المزاج المتقلّب لمن تحب حفظاً للوّد..
“نتحمل مزاجيتكم لأنّنا نُحبكم فأرجوكم لاتستنزفونا”
سرحت بتأملاتي ووجدت أنَّ العاصفة منحتني درساً عظيماً
إنّنا بلحظة قد نفقد غالي ..
فلماذا نضيع حياتنا بالنكد والحسرات والندم واستنزاف المشاعر ؟
لماذا لانتسامح لندع المركب يمر؟
إن العلاقة تدوم بالإحتواء بتعاون الطرفين دون استنزاف مشاعر أحدهما للآخر..
فلماذا ياعزيزي تحمل السلم بالعَرض ؟
أنتَ مزاجي أتحمّلك واحتويك لأنّي أحبك لكن عليك أن تحاول علاج مزاجيتك.. لاتكن أنانياً دعنا نتعاون.. دعنا نميل قليلاً بسلم مزاجك لنعبر إلى جانب الإستقرار النفسي لكلينا..
تأملتُ أكثر بهذه العاصفة فوجدتُ أنَّ قدرة الله سبحانه فوق كل قدرة
بلمحة عين قادر أنْ يبيدنا وأنْ يحيينا
فمن أنتَ ياهذا لتتجبر على خلق الله؟
من أنتَ لتحبطني وتطفىء بقلبي الأمل؟
يا سيدي إنّ الحياة لايملكها أحد.. تلك حكمة الله لنا نحن البشر فمتى نتعظ؟
انتهت هذه العاصفة وكأنّها لم تكن وعاد أطفال الحيّ للّعب.. ولوتأملتموها معي لوجدتم أنّها ترمز للوعكات بحياتنا ..فبعد كل اغتراب وضِيق نُعوّض باستقرار وانشراح..
بعد كل عُسر نرتوي بيُسر..
فلنحارب كل الأزمات بحياتنا بالدعاء واليقين بقدرة الله ..وبإذن الله سننتصر .
بقلمي الدافىء:
م.شهد الناصر