أكاديميا تُشارك في أول منتدى حواري عبرَ الواتساب مع أساتذة الجامعة والتطبيقي حول التعليم عن بُعد (الحلقة الثالثة)
- الدكتورة سعاد الشبو: قانونية استخدام التعليم عن بُعد من عدمه أمر محسوم ولا ينطبق على واقعنا الحالي
- الدكتور عبدالمحسن دشتي: أين آراء المُعلمين في التعليم العام وهي المرحلة الأهم في الوقت الراهن وفي هذه الظروف؟
- الدكتور خليفة بهبهاني: النظام يُطبّق لأول مرة على الطلبة، ويُعتبر هذا النوع من التعليم الذي يقر بهذه السرعة الأسوأ في العالم
- الدكتورة فاطمة خريبط: الظروف غير مُهيأة لهذا النوع من التعليم، وخاصةً ًالحالة النفسية التي تمر بها الكثير من الأُسر
- الدكتورة جنان الحربي: مع التعليم عن بُعد إذا توافرت شروط معينة
أكاديميا تواصل نشر آراء الأساتذة الأكاديميين والمتخصصين عن تطبيق التعليم الإلكتروني، كبديل للتعليم النظامي والتقليدي في ظل أزمة انتشار فيروس كورونا، وتعطيل الدراسة بقرار من مجلس الوزراء، حتى 4 أغسطس المقبل، وتماشياً مع قرارات مجلس الوزراء بإستخدام وسائل التواصل الإجتماعي، اتجهت أكاديميا للمشاركة في مُنتدى حوار عبرَ (الواتساب) لمعرفة آراء الأكاديميين في تطبيق التعليم الإلكتروني خلال تلك الفترة، وإلى الحلقة الثالثة من هذا الحوار:
تواصلاً لما سبق قالت مديرة إدارة الجودة والإعتماد الأكاديمي في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب الدكتورة سعاد الشبو: إنَّ ما ينطبق على الموقف التعليمي الأكاديمي في الكويت حالياً وفي ظل هذه الظروف الإستثنائية خاصةً مع صدور قرارات وزارة التربية والتعليم العالي بأنَّ العام الدراسي لم ينتهي وأنّه سوف يُستكمَل في شهر أغسطس فإنَّ مناقشة موضوع مدى صحة وقانونية استخدام التعليم عن بُعد من عدمه يُعتبر أمر محسوم ولا ينطبق على واقعنا الحالي .
وأضافت الشبو: لأنَّ ما سيُقدَم الآن من تعليم بأسلوب إلكتروني ما هو إلا جزء مكمّل لأسلوب التعليم التقليدي الذي تمَّ اتباعه في بداية الفصل الدراسي والذي سوف يُستكمَل بإذن الله في شهر أغسطس، وبالتالي يكون أي تواصل أو اتصال بينَ الأستاذ والطلبة في الوقت الحالي ما هو إلا شكل من أشكال التعليم المُدمج الذي يمزج بينَ أسلوب التعليم التقليدي والتعليم الإلكتروني وهو تعليم سليم من الناحية القانونية بحسب علمي، وبهذا تكون الآن الفرصة مواتية للتواصل مع الطلبة من خلال تكليفهم اختيارياً بتمارين وتدريبات وقراءات تُمهّد وتهيئهم لما سوف يُدرس بعد إنتهاء هذه الأزمة .
بدوره قال أ. د. عبدالمحسن دشتي مدير مركز اللغات: هناك بعض الملاحظات أوجزها فيما يلي:
١. جميع من شارك في الحوار هم من أساتذة الجامعة والتطبيقي ونشكرهم على ذلك.. ولكن أين آراء المعلمين في التعليم العام وهي المرحلة الأهم في الوقت الراهن وفي هذه الظروف . لماذا هم مُغيّبون ؟
٢. أرى أنَّ الموضوع لا يتعلق بالدرجة الأولى بوجوب إقرار التعليم عن بُعد أو عدم إقراره .. الموضوع هو تقبّل ثقافة التغيير.. أعتقد نحن كشعب لا نتقبل ثقافة التغيير فما بالك إذا أتى هذا التغيير فجأة دون إنذار وبدون مقدمات ونحن كعادتنا ردود أفعالنا آنية.
٣. شعرت أنَّ معظم مَن تَكلّم عن ضرورة الأخذ بالتعليم عن بُعد وكأن العملية هي مجرد وسيلة تعليمية وليست نظاماً مُعقداً يحتاج إلى الكثير من التأني.
٤. أنا على يقين أنَّ أولياء الأمور إذا ما حصل أبنائهم على درجات عالية إن أقرَّ التعليم عن بُعد في هذه الفترة سيمدحون العملية .. أما إذا ما حصل أبنائهم على درجات متدنية سيذمون العملية .. وبذلك نعود إلى النقطة الأولى وهي تغيير ثقافة المجتمع.
وكان رأي عميد شؤون الطلبة في التعليم التطبيقي الأسبق الدكتور خليفة بهبهاني أنّه من المؤسف أن تأخذ قرار تعليمي مصيري بسبب رغبة أولياء الأمور، فإنّه بالتأكيد سيطالبون كذلك بأعطاء الطلبة تقدير A، لأنَّ هذا النظام يُطبّق لأول مرة على الطلبة، ويُعتبر هذا النوع من التعليم الذي يقر بهذه السرعة الأسوأ في العالم؟
من جهتها تحدّثت أستاذة اللغة العربية في كلية التربية الأساسية الدكتور فاطمة العازمي عن تجربتها مع التعليم الإلكتروني، وقالت: كنتُ ومنذ عامين أطبّق التعليم الإلكتروني في تدريس موادي ، وأعلّم طالباتي وطلابي استخدام التعليم الإلكتروني والإستفادة من منصات التعليم عن بُعد خصوصاً منصة التعليم الإلكتروني مدفوعة التكاليف التي تُقدّمها الهيئة وهي من خلال برنامج (مودل Moodle ، ومراعاة الطلاب والطالبات ممن لم يتوفر لهم التدريب على التعليم الإلكتروني).
وأضافت كنتُ أجعل درجة استخدام هذه التقنية عمل إضافي ( بونص ) وعليه درجات ، لذلك كان الطلاب والطالبات يُقبلون عليه ويستخدمونه للحصول على مزيد من الدرجات .
وتابعت: اليوم أجني ثمار ذلك بأنَّ هناك مجموعة من الطلبة والطالبات يجيدون الدخول على تدك البرامج والتعامل معها ، بل يطلبون مني استخدامها والاستفادة منها ، ويريدون مني إرسال التكليفات والإختبارات والواجبات أونلاين ، ولكنني أمام قرار الوزارة بمنع التعليم عن بُعد ، وأمام القصور التشريعي لحماية التعليم الإلكتروني أجد نفسي مكتوفة اليدين ، غير قادرة على الإستفادة من منصات قوقل التعليمية ومنصة الهيئة العامة للتعليم الإلكتروني .
أعتقد لو قامت الوزارة بفتح المجال لأعضاء هيئة التدريس لإستخدام التعليم الإلكتروني ، ووضعت خط ساخن للرد على استفسارات الطلبة والأساتذة حول تلك البرامج ، مع إرسال الفيديوهات التي تشرح كيفية الإستخدام ، ستُحل مشكلة الخوف والترقب والذهاب نحو المجهول.
من جانبها قالت الدكتورة فاطمة خريبط أنَّ الجميع مشغول الآن بالظروف الراهنة الخاصة بالتعقيم في ظل تفشي فيروس (كورونا)، في محاولة لتهدئة الأسرة نفسياً، بالإضافة إلى الإنشغال على أهالينا الموجودين في الخارج في عدد من البلاد التي تفشّى فيها الفيروس، كمحاولة بطريقة أو بأخرى بمساعدة المتواجدين في الغربة، ورسال احتياجاتهم ومطالباتهم سواء بالأكل والمواصلات وكيفية الرجوع من دول صعب الحصول على طعام فيها، بالإضافة إلى البعض ممن أصبحت ظروفهم صعبة بسبب وجود أحد بالمحجر الصحي وصعب عليهم نفسياً ذلك.
أما بالنسبة للتعليم الإلكتروني والتعليم عن بُعد، فنحن نرى بأنَّ الوقت ليس مناسباً لطرح هذا النوع من التعليم في ظل الظروف الراهنة، والظروف غير مواتية سواء للطالب أو للمعلم في المدرسة أو الأكاديمي في الجامعة وغير مهيئين ولا مُدربين لهذا النوع من التعليم.
كما أنَّ الدولة أعطت عطلة للجميع نظراً للظرف الصحي الطارئ العالمي، في ظل اهتمام منظمة الصحة العالمية والدولة بكل مؤسساتها بحياة الإنسان والمواطنين والمقيمين وصحتهم، ومن هذا المُنطلق فإنّه يجب التركيز حالياً على صحة الفرد وحياته فقط، وأنْ نُركّز على كيفية الحفاظ صحتنا وأخذ الإجراءات الإحتياطية والتعقيم والأكل الصحي والرياضة والإرشادات طوال الوقت لكي نقي أنفسنا من المرض.
وأضافت بأنَّ العطلة ليست ترفيهية ففي كل بيت هناك أزمة حقيقية تواجه الأسر، نعم الأسرة مُجهَدة نفسياً وبدنياً ليس لديها الوقت الكافي لكي ترتاح أصلاً لأنّها حالياً تُركّز على صحة أفرادها النفسية والجسدية، لذلك يجب التركيز على كيفية عدم انتشار الوباء في بيوتنا بالأسرة الواحدة لسرعة انتقال الفيروس، ولنركّز على أولوياتنا على حياة الإنسان قبل كل شيء، كما أنَّ الوقت غير مناسب بتاتاً لنقاش موضوع التعليم حالياً صحتنا أولى أرواحنا أولى، والجميع يعلم الإجراءات الإحتياطية للتعقيم مُجهدة، والتعليم حالياً خارج الحسبة وإذا اخترنا التعليم حالياً في ظل هذه الظروف سوف تكون العواقب وخيمة وخسائر فادحة ونتائج تعليمية ومُخرجات تعليمية سيئة بمستوى ضعيف، بسبب الظروف الحالية العالمية التي سيتأثر بعدها العالم أجمع ؟
من جهتها أوضحت الدكتور جنان الحربي عضو هيئة التدريس بقسم العلوم في كلية التربية الأساسية بأنّها مع التعليم عن بُعد إذا توافرت شروط معينة.
وأضافت بخصوص المواد العلمية التطبيقية التي تحتاج إلى مُختبرات وتجارب علمية وعلى أساسها يقيم الطالب .. أعتقد أنَّ افتقاد هذا الجانب سيؤثر سلباً على مستواه كمُدرّس لاحقاً.
ثانياً: هناك من الطرفين طالب ومُدرّس ليس لهم القدرة والكفاءة العالية للتعامل مع التكنولوجيا الحديثة والكمبيوتر ويحتاجون إلى دورات تأهيلية .
ثالثاً: إعداد منصة تعليمية عن بُعد ليست مجرد عرض محاضرات وإنتهى الموضوع وإنما إلتزام وحضور ومناقشة أونلاين .
رابعاً : يجب أنْ يكون هناك بنية تحتية تكنولوجية تطرحها الجامعة أو المؤسسة التعليمية. هل لدينا ذلك؟
خامسأ: من واقع ملموس الإنترنت وقوته تختلف بين الطلبة والمعلم .. هل تضمن له شبكة قوية مثل الجامعات الأجنبية؟
سادساً: ماذا عن ذوي الإحتياجات الخاصة .. هل فكّروا بهذه الشريحة؟
أنا في كل فصل دراسي يكون لدي ٢-٣ طالب لا يسمع ولا يتكلم.
وأخيراً: هل تضمن السيطرة وإلتزام الطالب ..هناك طلبة كما سمعت يدخلون الباسورد واليوزرنيم ويرجع ينام .
وختمت الحربي حديثها بأنَّ العملية ليست سهلة إذا لم تكن لدينا منظومة تكنولوجية وتقنيات حديثة مدروسة بعناية وتمَّ تطبيقها بالفعل ومعرفة نسبة نجاحها .