أخبار منوعة

انتقال «كورونا» عبر الهواء… دراسة تحتاج دراسات

بهبهاني : الفيروس لا ينتقل إلا بالرذاذ عبر الكحة أو السعال بمسافة أقل من متر واحد 

المطوع : نتائج التقرير تدعو المجتمع العلمي لإنجاز المزيد من الدراسات لإزالة الشك   

التقرير: الباحثون استخدموا بخاخات لنشر الفيروس في الهواء واكتشفوا إمكانية  بقائه لثلاث ساعات   

– خبراء أكدوا أن استخدام البخاخات  لا يُحاكي سعال المريض بشكل فعال   

– الفيروس يعيش ثوان فقط عندما يخرج  على شكل قطرات صغيرة من المرضى  أثناء السعال أو العطس

وسط الجدل الكبير الذي أثاره تقرير علمي أميركي في شأن إمكانية انتقال فيروس «كورونا» الجديد عبر الهواء، أكد مدير إدارة منع العدوى في وزارة الصحة الدكتور أحمد المطوع أن التقرير أعدته جهة علمية معتبرة، ورأت منظمة الصحة العالمية أنه جدير بالاهتمام، إلا أن المنظمة وهي المرجعية الأساسية لنا لم تغيّر في الوقت الراهن من تعليماتها.

وقال المطوع في تصريح لـ«الراي» أن نتائج التقرير تدعو المجتمع العلمي لعمل المزيد من الدراسات لإزالة الشك الموجود وللتأكد من صحة ما ورد فيه، ومدى تأثير ذلك على الاستمرار بالتوصيات الحالية أو تغييرها، مشيراً إلى أهمية الالتزام بتنفيذ التوصيات الحالية الصادرة عن منظمة الصحة العالمية المتعلقة بالاجراءات الاحترازية والتي يدعمها العديد من الأبحاث العلمية السابقة. 

بدوره، أكد رئيس قسم الصحة الوقائية في مستوصف السالمية الغربي الدكتور عبدالله بهبهاني أن «الضجة المثارة غير مبررة»، مشدداً على أن فيروس «كورونا سارس 2» المسبب لمرض «كوفيد 19» لا ينتقل إطلاقاً عبر الهواء وإنما بالرذاذ عبر الكحة أو السعال بمسافة أقل من متر واحد.

ولفت بهبهاني إلى ضرورة الاحتراز من لمس الأسطح الملوثة وغسل اليدين بالماء الجاري والصابون، أو بالكحول المعقمة قبل لمس العين والأنف والفم، بالاضافة الى أخذ النصائح من الجهات الرسمية، لا سيما وزارة الصحة.

وأضاف ان «الضجة التي أثيرت في شأن التقرير قد ترجع لعدم دقة نقل الخبر، حيث إنه لم يضف جديداً الى الاحتياطات المعمول بها حالياً، وهي تتعلق ببعض الاجراءات الطبية التي قد ينتج عنها من المريض كمية من الرذاذ كمنظار القصبة الهوائية أو الإنعاش القلبي الرئوي، وتلك الإجراءات تعرف باسم AGP، إضافة إلى أنه يتم تطبيق احترازات الانتشار في الهواء بالنسبة للطاقم الطبي المُخالط لحالات إيجابية مؤكدة مخبرياً، حيث يجب لبس كمام N95 أو FFP2».

وكان التقرير العلمي قد أظهر أن فيروس «كورونا» المستجد يمكن أن يعيش لساعات خارج جسم الإنسان على أسطح مختلفة، إلا أن هناك جدلاً كبيراً في شأن مدة بقائه في الهواء.

ونشر التقرير في مجلة «نيو إنغلاند جورنال أوف ميديسن» وأعده علماء من مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها (سي دي سي) وجامعتي كاليفورنيا في لوس أنجليس وبرينستونن، فيما أكدت مصادر طبية أن الأمر يتعلق بتقرير أو رسالة بحثية وليس دراسة أو بحثاً بالمعنى التقليدي، ما يعني أن نتائجه ليست دقيقة 100 في المئة. 

ووجد معدو التقرير أن الفيروس المسبب لوباء «كوفيد 19» (الاسم العلمي لفيروس «كورونا» المستجد) يتمتع بقابلية البقاء في الهواء الطلق مقارنة بفيروس «سارس» (المتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة).

وقد يعني هذا الأمر أن مدى انتشار وباء «كوفيد 19» (أكبر بكثير من سارس الذي تفشى في 2002-2003) مرتبط بكونه ينتقل بسهولة أكبر من حامل للمرض لا تظهر عليه أعراض إلى شخص آخر.

وأظهرت التجارب، التي قام بها الباحثون، أنه يمكن رصد فيروس «كورونا» المستجد لمدة تصل من يومين إلى ثلاثة أيام على الأسطح البلاستيكية أو الفولاذ المقاوم للصدأ، وما يصل إلى 24 ساعة على الورق المقوى.

واستخدم الباحثون البخاخات لنشر الفيروس في الهواء، واكتشفوا من خلال هذه التقنية أن آثاراً للفيروس على شكل هباء، أي جزيئات معلقة في الهواء، بقيت في الأجواء لمدة ثلاث ساعات.

لكن هذه النقطة، في الدراسة تحديداً، واجهت انتقادات، إذ يرى الخبراء أن استخدام البخاخات لا يُحاكي سعال المريض بشكل فعال، كما أنه يزيد خطر التلوث المحمول جواً اصطناعياً.

وينتقل الفيروس بشكل رئيسي عن طريق قطرات صغيرة يخرجها المرضى عندما يسعلون أو يعطسون، وفي هذه الحال يكون قابلاً للحياة لبضع ثوان فقط.

وأجرى الباحثون اختبارات مماثلة على فيروس «سارس»، ووجدوا أن الفيروسين متشابهان في هذه النقطة.

ولا يفسر هذا سبب إصابة «كوفيد 19» نحو 200 ألف شخص مع 8 آلاف حالة وفاة تقريباً، فيما أصاب سارس 8 آلاف شخص فقط وقتل 800 مريض.

ووفقاً لمعدي التقرير، فإن الاختلافات بين الوباءين «قد تكون ناجمة عن عوامل أخرى مثل الحمل الفيروسي العالي في الجهاز التنفسي العلوي»، وقدرة المرضى الذين لا يعانون من أعراض على نقل فيروس «كورونا» المستجد.

وتعليقاً على التقرير، أفادت منظمة الصحة العالمية أن فيروس «كورونا» الجديد يمكن أن يبقى في الهواء لفترات متفاوتة، اعتماداً على درجة الحرارة ورطوبة الجو، إلا أن حسم المسألة يحتاج مزيداً من الأبحاث.

وأوضحت أنه تم نشر نسخة من التقرير بصورة مبدئية لكن النسخة النهائية ما زالت تنتظر المراجعة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock