اصدار جديد لإدارة الصناديق الوقفية: الأمانة العامة للأوقاف من تأليف أ.د. لطيفة الكندري و أ.د. بدر ملك
أكاديميا|
ضمن سلسلة تربية الأبناء العاشرة قامت إدارة الصناديق الوقفية: الأمانة العامة للأوقاف بنشر اصدار تربوي جديد بعنوان: آثار وسائل التواصل الاجتماعي الإلكتروني على الأسرة والمدرسة والمجتمع وذلك في ثلاثة أجزاء. الإصدار من تأليف أ.د. لطيفة حسين الكندري بالاشتراك مع أ.د. بدر محمد ملك، من كلية التربية الأساسية في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب. حرص الكتاب في أجزائه الثلاثة على عدة أولويات منها تزويد القارئ الكريم بمجموعة مبادئ توجيهية لاستثمار التقنية الحديثة على نحو متوازن والتدبر في عواقب سلوكنا المرتبط بالأجهزة الحديثة، وضرورة التحكم بالأجهزة الحديثة قبل أن تتحكم بأوقاتنا وطاقاتنا ومقدراتنا، ومن أجل أن لا تعيق تقدمنا الاجتماعي والصحي والاقتصادي.
تؤكد السلسلة على أن من خواص العصر الحديث انتشار قنوات التواصل الاجتماعي الإلكتروني بصورة متصاعدة، واكتساح الأجهزة الرقمية المتطورة واقتحامها البيوت والمدارس والمؤسسات المدنية في معظم أنحاء العالم. ولهذا تهدف هذه السلسلة التربوية -بأجزائها الثلاثة- إلى تنمية الوعي العام عبر استعراض موثق للاتجاهات الموجبة والسالبة لوسائل التواصل الاجتماعي الإلكتروني، كما تهدف في الوقت ذاته إلى تشجيع جميع الجهود الداعمة لاستثمار التكنولوجيا الرقمية والبيانات الضخمة في تعزيز التنمية الشاملة المستدامة، وذلك ضمن ثلاثة مستويات رئيسة؛ أسرية، ومدرسية، ومجتمعية. إن الأسرة والمدرسة والمجتمع بيئات تعليمية أساسها المنفعة المشتركة، والمصير الواحد في ظل وطن متكافل مُحاط بعالم متعدد الثقافات.
ومن أجل تحقيق وعي ديني وخلقي وتقني أفضل يُعين على الإسهام الفاعل في تطوير المهارات الحياتية ورفع الكفاءة الاجتماعية تتناول السلسلة الراهنة مجموعة من الأصول والضوابط والارشادات والمعايير الأخلاقية المستمدة من مبادئ التربية الإسلامية السمحة من جهة، ومن معطيات الدراسات الحديثة والخبرات الإنسانية المتدفقة من جهة أخرى. الغرض من ذلك إيجاد مسيرة مستنيرة للأسرة والمدرسة والمجتمع. لقد أصبحت منصات التواصل الاجتماعي الإلكتروني تحيط بنا وبعوائلنا وبمدراسنا إحاطةَ السُّوار بالمِعْصَم مما يتطلب إنعام النظر في كِفَّة المصالح، وكِفَّة المفاسد لتكوين ثقافة رقمية مجتمعية قادرة على رسم منهجية سليمة متوازنة لمسيرة التربية والتعليم والتكوين في ظل عيش آمن، ومجتمع مُنتج، ومستقبل مشرق. تقوم الأسرة والمدرسة ومؤسسات المجتمع المدني بعدة وظائف من أبرزها تزويد الناشئة بالقيم الإنسانية، واكتساب المهارات الأساسية لإنماء الشخصية وفقا لطبيعة العصر، وحاجة المجتمع، وميول واستعدادات الأفراد.
يسعى هذا الإصدار في كل مقارباته إلى تأصيل المفاهيم والمصطلحات التقنية والاجتماعية، ثم بسط الأصول والضوابط، وبيان أهمية الموضوع، واستعراض الفرص والتحديات التقنية والوطنية، مرورا بالعناية بقضايا الأطفال والشباب والإعلام والآداب الاجتماعية والصحية والسياسية والاقتصادية، وإدارة الوقت في العمل، والصداقة، ومكافحة الإشاعات، ومناقشة الجرائم السيبرانية واستعراض القوانين المحلية والعالمية ذات الصلة وصولا إلى استخلاص الخطوات الإجرائية التي تمثل مجموعة التوصيات العملية المشتقة من مُحصِّلة المواضيع الحافلة في هذا الإصدار.
وفي هذا المنحى التثقيفي يتسم هذا الإصدار بأنه يقدم دعوة للتفكر في واقعنا والتفاعل الإيجابي معه، ولهذا يستعرض هذا الإصدار الاتجاهات والاعتبارات ذات الصلة، ويقودنا عبر ثنائيات المنافع والمساوئ نحو محفزات حتمية لفهم المشهد الاجتماعي بمنظار نقدي، ومراجعة حدود التعامل العائلي المجدي مع الآلات في حياتنا اليومية بحيث تصبح الشبكات العنكبوتية سندا لنا لا قيدا يكبل نطاق حركتنا، ويجفف بجموده عواطفنا الجياشة. ومن الوجهة التربوية التطبيقية التفاعلية فإن هذا الاصدار المرصع بالخبرات المتنوعة والمدعوم بالمراجع المتنوعة دعوة منهجية للتحكم بالذات وتوجيه الأسرة والمدرسة والمجتمع وفقا لمحددات كفيلة بالارتقاء بمستوى الاتصال الاجتماعي الإيجابي، والتفكير المنطقي المنتج، وتغذية غريزة الإحساس بنعمة الأسرة والمدرسة والوطن شكرا وحمدا لله سبحانه من جانب، وحماية لهذه النعمة العظيمة من آفات المشتتات العصرية من جانب آخر.