أخبار منوعة

الإعلام الإلكتروني يراهن على التلفزيون والصورة

– واجهت المؤسسات الإعلامية في 2018 تطورا في عادات قراء مواقعها الالكترونية، وواصلت مواجهة التحدي ذاته في 2019، من خلال تكييف أدواتها وتكنولوجيتها بسرعة. وجاء في تقرير لمركز الدراسات الفرنسي «نوفيل بارسبكتيف» أن العديد من كبريات المؤسسات الاعلامية الالكترونية شهدت تراجع تفاعل القراء مع محتوياتها، بسبب خوفهم من استخدام معلوماتهم الشخصية بطريقة غير قانونية، لذلك لجأت هذه المؤسسات الى تطوير آليات عملها واستباق تطور سلوك الجمهور من خلال ثلاثة اتجاهات تعتمد على الاهتمام بالمساحة الاعلانية والاعلان التلفزيوني والصورة. توقع مكتب الاستشارات آي ماركيتر أن 86.22 في المئة من المساحات الإعلانية التي تعرضها المؤسسات الاعلامية الالكترونية ستعرض للبيع عن طريق قنوات آلية في غضون 2020. واشار إلى ارتفاع الشراء الأوتوماتيكي للمساحات الاعلانية عن طريق المزادات من خلال برنامج إعلانات رقمي بسبب تغير تعامل الجمهور مع وسائل الاعلام. ففي زمن يرتبط فيه كل شيء بنقرة، كان على المختصين في التسويق العثور على وسائل فعالة للفت انتباه المستهلك العصري، وأن يكونوا أكثر فعالية من خلال شخصنة رسائلهم. وبفضل المعلومات الكبيرة المتوافرة، تسمح عملية شراء المساحات الاعلانية بشكل آلي، ليس فقط بتعزيز معلومات من مصادر مختلفة، وانما ايضا بفهم مسار المستهلك على عدة أجهزة، وهو ما يساهم بشكل كبير في بناء استراتيجيات التسويق. وعلى المختصين في التسويق، وفق التقرير الفرنسي، استخدام المعلومات لشخصنة المحتوى وفق المستهلك المعني، بهدف تفادي تبذير المال في قنوات إعلامية غير فعالة وجمهور غير مبال. عصر التلفزيون الرقمي يتوقع المختصون تطور الإعلانات في التلفزيونات الرقمية خلال السنوات المقبلة، لتعكس الشعبية المتزايدة لخدمات البث المتواصل ومشاهدة الفيديوهات الطويلة على مواقع التواصل الاجتماعي. في الواقع، أكدت دراسة اجراها مكتب الاعلان التفاعلي في فرنسا أن %44 من مشاهدي الفيديوهات المباشرة في العالم كله أعلنوا أنهم تراجعوا عن مشاهدة التلفزيون بسبب البث المتواصل. لكن، لسنا في مرحلة استبدال التلفزيون، لأن أجهزة التلفزيون الذكية سهلت كثيرا مهمة المشاهدين الذين يرغبون في مشاهدة التلفزيون مباشرة وبرامج اخرى بحسب الطلب. وتواصل مؤسسات تعمل في مجال البث المتواصل مثل «نتفليكس» تطوير قاعدة بياناتها، فيما يتجه العديد من المعلنين الى إيقاف اتفاقياتهم مع التلفزيونات التي تبث عن طريق الكيبل. وأما عمالقة الانترنت، فقد انخرطوا هم كذلك في قطاع الاخبار واصبحوا يقترحون محتوى تلفزيونيا في شكل انستغرام لايف أو فيسبوك ووتش… إلخ. ويؤكد الخبراء أن على المختصين في التسويق الانتباه الى أن الجمهور يملك أكثر من أي وقت مضى الأدوات الضرورية التي تسمح له باختيار المحتوى الذي يرغب في مشاهدته وعلى مستوى عدة منصات وأجهزة. كما ان المستهلكين يتجهون أكثر فاكثر نحو الخدمات التي تضمن تدفق المحتوى ويستهلكون أكثر المحتوى المنشور على الإنترنت، وهو ما يؤكد ضرورة أن تكون الاعلانات جيدة من حيث النوعية، حتى تتمكن من لفت انتباه المستهلكين الذين يشاهدون المحتوى في الوقت الذي يختارونه ولا يرغبون في أن يقاطعهم أحد. الصورة أفضل من ألف كلمة أصبح البحث عن الصورة أكثر شعبية لدى الجمهور مقارنة بالبحث عن النصوص خلال السنوات الاخيرة، فيما تطورت بشكل كبير تكنولوجيا التعرف التي تقف وراء انتشار هذا الاتجاه في العالم. ولأن البحث عن الصورة أصبح أكثر فعالية بالنسبة للعديد من الاسئلة التي يصعب التعبير عنها، مثل أين يمكن ان اشتري هذا الجاكيت؟ ينصح الخبراء المختصين في التسويق بأخذ الصورة بعين الاعتبار في استراتيجيتهم لصناعة المحتوى. وقد بدأت العديد من المنصات الاجتماعية، مثل «بنترست» و«غوغل» و«أي باي» و«أمازون»، باختبار فكرة البحث عن الصورة، و«بنترست» على سبيل المثال سجلت 600 مليون عملية بحث على منصتها في فبرارير 2018 مقابل 250 مليون عملية قبل عام. وبالطبع، تتطور يوماً بعد يوم عملية البحث عن الصورة، لذلك على المختصين في التسويق استغلال ذلك لشعبيته واهتمام الجمهور به. وهناك الكثير من الاتجاهات التي بدأت تميز الصحافة الالكترونية، كاللجوء أكثر الى الذكاء الاصطناعي لمرافقة تطور سلوكيات القراء وتطوير استراتيجيات صناعة المحتوى. وينتظر ان يشهد العام المقبل تطورات اكبر واسرع، لذلك تحتاج الكثير من طواقم العمل في المؤسسات الاعلام الالكترونية الى تدريب.
المصدر:
القبس

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock