أخبار منوعة

بوسم “تحدي القمامة”.. شاب جزائري ينتصر للبيئة ويجتاح العالم

في غضون أيام معدودات، اجتاح وسم “تحدي القمامة” (#TrashTagChallenge) العالم، ليكون أكثر الوسوم تداولا في وسائل التواصل الاجتماعي.
وتتمثل فكرته الأساسية في القيام برفع القمامة من مكان ما مع نشر صور قبل وبعد العملية. التحدي بسيط، لكن مضمونه يحمل قضية بيئية تهم العالم بأسره، وأكثر من ذلك جاء من بلد تحتل البيئة آخر اهتمامات سكانه.

وجاءت الفكرة من شاب جزائري يدعى يونس تاني دريسي يبلغ من العمر 27 عامًا، وينشط في المجال البيئي منذ سنوات.
الوسم (الهاشتاج) -الذي يعني اختصارا “تحدي القمامة”- أطلق عام 2015 من قبل إحدى الشركات المختصة بتسويق التجهيزات في الهواء الطلق، لكنه سرعان ما سقط ولم يحقق أي نجاح يذكر.

تحد جزائري.. إشهار أميركي
بعد ذلك بسنوات قليلة، وتحديدا في 28 مارس/آذار 2018، أي قبل عام من اليوم، عادت الفكرة مجددا للواجهة، حيث قام مواطن أميركي يدعى بايرون رومن بنشر صورة على صفحته في فيسبوك، وسرعان ما انتشرت في الفضاء الأزرق بعد أن تم مشاركتها نحو 332 ألف مرة، وفي أقل من أسبوعين.
في أعلى الصورة يظهر شخص جالس وسط مكان مليء بالقمامة، في حين يظهر في أسفل الصورة الشخص ذاته لكن بعد أن تم تنظيف المكان ورفع القمامة والنفايات في أكياس بلاستيكية.
لكن الشخص الذي ظهر في الصورة ليس المواطن الأميركي، بل هو شاب جزائري يدعى يونس تاني دريسي، الناشط في المجال البيئي منذ سنوات. “كنت في غاية السعادة عندما شاهدت تلك الصورة في حساب مواطن أميركي، وكانت مبعث فخر لي لأنني عرفت أن التحدي الذي أطلقته مسّ العالم بأسره”، كما يقول صاحب التحدي.

“يونس دريسي: وسم “تحدي القمامة” اجتاح وسائل التواصل عبر المعمورة قاطبة قبل أن يصل إلى الجزائر خلال العام الحالي”

وأضاف “أؤكد لكم أن هاشتاج (#trashTagChallenge) ولد في الجزائر، ومنها خرج للعالم. صحيح أن إحدى الشركات الأميركية المختصة بتسويق تجهيزات في الهواء الطلق نشرت الهاشتاج عام 2015، لكن دون أن يحقق أي نجاح يذكر. والعام الماضي (2018) نشرت الهاشتاج بصفحتي في فيسبوك ليصل لاحقا إلى أستراليا ثم الفلبين وفيتنام ومصر وإيطاليا، لكن عندما وصل إلى الولايات المتحدة الأميركية حيث قام المواطن الأميركي بايرون رومن بنشر الهاشتاج مرفقا بصورتين لي؛ إحداهما أظهر فيها وسط القمامة وفي الثانية أظهر فيها بعد تنظيف المكان من القمامة، في صفحته بفيسبوك في مارس/آذار 2018، وانتشر الهاشتاج بسرعة البرق، واجتاح وسائل التواصل الاجتماعي عبر المعمورة قاطبة قبل أن يصل إلى الجزائر خلال العام الحالي”.

اهتمام قديم بالبيئة
عاد الشاب يونس دريسي إلى بداياته في العمل البيئي، مؤكدا أن اهتمامه بالبيئة يعود إلى تسع سنوات خلت عندما كان يبادر إلى تنظيف بعض الشوارع والفضاءات ببلدية الحناية (بولاية تلمسان المحاذية للحدود الجزائرية المغربية) من النفايات والقاذورات التي شوهت -حسب قوله- المنظر العام “انطلاقا من رغبتي في رؤية هذه الأماكن بلا أوساخ أو قاذورات”، مضيفا أن “نجاح المبادرة محليا بانخراط بعض شباب المدينة وفتيانها فيها جعلني أفكر في تعميم المبادرة على نطاق أوسع، لكنني لم أكن أتوقع أن تحقق هذا النجاح الباهر”.
يوضح المتحدث أن الفكرة تجسدت ميدانيا في الخامس من مارس/آذار 2018، عندما قام بتنظيف أحد الفضاءات الطبيعية ببلدته من خلال رفع أكثر من عشرين كيسا من النفايات؛ “قمت أولا بأخذ صورة لي وسط النفايات ثم صورة أخرى بالمكان لكن بعد تنظيفه ورفع النفايات. من يومها أطلق التحدي ليجتاح العالم لاحقا وتتحول المبادرة إلى تقليد يمارس بمختلف دول العالم”.
وفي حديثه مع الجزيرة نت نفى الناشط البيئي الشاب أن يكون هدفه من إطلاق التحدي هو البحث عن الشهرة؛ “لم أكن أهتم بالشهرة ولا أي شيء من هذا القبيل. كان هدفي إيقاظ الضمير البيئي للحفاظ على الكون. والحمد لله أتلقى اليوم مئات الصور من مختلف جهات الوطن والعالم على السواء لعمليات مماثلة في إطار هذا التحدي”، مضيفا أن “الهدف الأساسي كان وسيبقى إيقاظ الضمير البيئي العالمي من أجل المساهمة جميعا في الحفاظ على البيئة ومجابهة المخاطر التي تهدد بيئتنا”.

المصدر :
الجزيرة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock