هناك أنواع مختلفة من المحفزات.. فكيف تؤثر كل منها على إنتاجيتك؟
الدوافع أو المحفزات لا تأتي من فراغ، ولكنها استجابت للمؤثرات المحيطة، ولا يتعرض الإنسان لنوع واحد من المحفزات؛ إذ إن هناك أنواعاً مختلفة من الدوافع والمحفزات التي تستهدف أجزاء مُعينة في دماغك، وتجعلك أكثر إنتاجية؛ لذا عوضًا عن الرغبة في الحصول على حافز أو البحث عن المزيد من الدوافع لكي تُصبح أكثر إنتاجية، سيكون من المفيد أن تفكر في أن هناك أنواعاً مختلفة من المحفزات التي تختبرها تقريباً بشكل يومي.كيف يفسر العلم شعور الإنسان بالتحفيز؟على مر السنين الماضية، وجد علماء الأعصاب والأخصائيون النفسيون أن الدوافع والمحفزات بصفة عامة تحدث عند انطلاق مادة الدوبامين الكيميائية في الجسم، وهي مادة تنقل الإشارة بين خلايا دماغك وتنقلها إلى النواة المتكئة.والنواة المتكئة هي منطقة المسؤولة عن المكافآت في الدماغ، لذلك عندما يصل الدوبامين إلى هذه المنطقة، فإنه سيجعلك تفكر في نتيجة أفعالك وتصرفاتك، وما سيترتب عليها، هل سيكون شيئاً جيداً، أم سيئاً.لذلك عندما تحصل على رسالة إلكترونية من مديرك في العمل يُخبرك فيها بأنك مُكلف بمهمة جديدة، سيصل الدوبامين إلى النواة المتكئة، وسيجعلك تبدأ في التفكير فيما سيحدث إذا قمت بهذه المهمة أو تكاسلت ولم تعمل عليها، وستحاول التنبؤ بما سيترتب على قيامك بها على أكمل وجه، أو تقصيرك في تنفيذها.وهنا سيحاول دماغك زيادة احتمالات حصولك على مكافأة سواء كانت مكافأة مادية، أو ثناء أو بعض كلمات الإطراء والعرفان بالجميل، وسيعمل أيضًا على تقليل احتمالات تعرضك للعقاب سواء كان عقاباً مادياً مثل خصم من الراتب، أو صراخاً أو الشعور بالفشل.3 أنواع من الدوافع والمحفزات التي تحرك الإنسان وتدفعه لكي يكون أكثر إنتاجية 1) الحوافز الماليةلن تكون صادقًا إذا قلت إن المال لا يؤثر عليك ولا يحفزك على أن تكون أكثر إنتاجية، فدماغ الإنسان يبدو مختلفاً كثيراً عندما يكون لديه دوافع مُتعلقة بمكافآت مالية.وتأكد من أن المال غالباً يحفزك بأن تكون أكثر إنتاجية، وأي شخص لديه وظيفة سيؤكد لك ذلك.ومع ذلك هناك بعض المحفزات الخارجية الأخرى التي ترتبط بالراتب الشهري والتي تجعلك أكثر إنتاجية، ويقول إدوارد ديكي، عالم النفس في جامعة روشستر، إن هناك 3 احتياجات نفسية أخرى بدونها لن تشعر بالتحفيز المادي، وهي الاستقلالية والكفاءة والشعور بالارتباط بالآخرين، ويؤكد أن الحصول على راتب كل آخر شهر لا يحفزنا وحده.ورغم أن المكافآت دائماً ما تحفز الموظفين وتجعلهم أكثر إنتاجية، إلا أنها قد يكون لها تأثير سلبي في الوقت نفسه، خاصة إذا كانت المكافأة كبيرة فإنها تجعل الأشخاص يفقدون تركيزهم، ولا يستطيعون إتمام العمل على أكمل وجه.2) الفضول والرغبة في التعلمالفضول والرغبة في التعلم من أهم المحفزات، وغالباً ما يصبح الأشخاص متحمسين لزيادة الإنتاج بسبب شعورهم بالفضول والرغبة في التعلم، خاصة عندما يعيشون تجارب مُختلفة، أو تشكل تحدياً وتتناقض مع ما اعتادوا عليه.ويرغب الناس دائماً في فهم الأشياء التي لا يستطيعون استيعابها أو الأشياء التي تتعارض مع تجاربهم وخبراتهم السابقة، وهذا يفسر سبب رد الشخص على الهاتف العمومي إذا سمعه يرّن في الشارع.وسيدفعك هذا الكلام للتساؤل عما يحدث للمخ في هذه الحالة، وللإجابة عن هذا التساؤل عليك معرفة أن مادة الدوبامين الكيميائية تلعب دوراً هاماً كما هو الحال في جميع أنواع الدوافع تقريباً.3) الخوففلنقل إنك استيقظت من نومك ووجدت نفسك لديك ساعتان فقط؛ لكي تُنهي عملك وتسلمه إلى مديرك، وفي هذه الحالة سيصيبك الشعور بالخوف، وسيحفزك ذلك على بذل مجهود أكبر لتُنهي عملك في وقت أقل من المعتاد.الخوف يقودك مباشرة إلى أن تصبح أكثر إنتاجية لأنك تحاول أن تتجنب أي تهديد أو عقاب، فعندما تشعر بأنك تواجه خطرًا ما، سيرسل دماغك رسائل إلى باقي الأجهزة الموجودة في جسم حتى تحارب من أجل النجاة والبقاء.ومع ذلك تذكر أن كونك أصبحت أكثر انتاجية الآن لأنك تشعر بالخوف، لا يعني أنك أصبحت أكثر مهارة؛ لأن الخوف يسيطر على دماغك بالكامل فلا يكون هناك أي مكان للإبداع أو الابتكار، ولن يكون لديك أي دافع للتعلم واكتساب مهارات جديدة.وفي كل الأحوال، فإن شعورك بالخوف قد يجعلك أكثر إنتاجية ولكن أقل مهارة.وعلى النقيض، إذا كنت مُتحفزاً لزيادة إنتاجيتك من خلال طرق إبداعية وبعيداً عن العوامل التي قد تؤثر عليك بطريقة سلبية، فإنه من المُحتمل أن يحدث لك شيئان:1- ستصل إلى منطقة “التدفق الإبداعي”وفي هذه الحالة ستنجز عملك بطريقة مُبدعة ومبتكرة دون أن تفكر حتى فيما تفعله، فعندما تكون في هذه الحالة، فإن قشرة أمام جبهية في الدماغ تصبح أقل نشاطًا، وهي المنطقة المسؤولة عن التخطيط والرقابة الذاتية، لذلك لن يكون لديك أي وقت للتحليل أو التنظيم، ولكنك ستشعر بالتدفق الابداعي، وستنفذ عملك دون رقابة أو تخطيط.2- ستكون إنساناً مُبدعاًأغلب الأعمال التي تتطلب إبداعاً صعبة وتحتاج إلى مجهود شاق، وربما يتزايد نشاط قشرة أمام جبهية خاصة إذا كنت تقوم ببعض أعمال المراجعة أو التعديل، وربما يحدث ذلك لأن الأعمال الإبداعية تحتاج إلى أن يكون هناك توازن بين تدفق الوعي والابتكار المنهجي، وإذا حققت هذا التوازن فستجد نفسك مُنتجاً لأعمال إبداعية مميزة ورائعة. المصدر:مواقع