مؤسسة الكويت للتقدم العلمي ترعى “المؤتمر الخليجي لبيئة المباني المستدامة” 10 مارس المقبل
يستعرض أهم المواضيع العلمية والهندسية المتعلقة باستدامة المباني في منطقة الخليج العربي
تحت رعاية مؤسسة الكويت للتقدم العلمي وبتنظيم مشترك من مؤسسة الكويت للتقدم العلمي ومعهد الكويت للأبحاث العلمية وجامعة الكويت وكذلك معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في الولايات المتحدة الأمريكية، سيعقد المؤتمر الخليجي لبيئة المباني المستدامة في الفترة من ١٠–١٣/٣/٢٠١٩ في دار الشيخة سلوى الصباح – فندق المارينا. ويهتم هذا المؤتمر بثلاثة مواضيع رئيسية تتعلق باستدامة بيئة البناء والتشييد وهي: أولاً مواد البناء المستدامة، ثانياً متابعة وتقييم سلامة المباني ثالثاً كفاءة طاقة المباني.
وقال رئيس المؤتمر الدكتور علي بومجداد بأن الموضوع الأول للمؤتمر يتعلق بمواد البناء وعلى وجه التحديد دراسة خواص مواد البناء (الإسمنت والخرسانة مثلاً) المحسنة بالإضافات البوزولانيةوالنانوية وغيرها، أما الموضوع الثاني فيتعلق بدراسة سلامة المباني والأبراج العالية وتأثير حركة الرياح والاهتزازات الأرضية على السلامة الإنشائية، ويركز الموضوع الثالث على كفاءة الطاقة وأساليب ترشيدها في المباني في الأحياء السكنية.
كما ذكر د. بومجداد أن المؤتمر يهتم أيضا بالكثير من المواضيع الأخرى مثل الأبحاث المرتبطة بالتصاميم الذكية للمباني والمدن الكبيرة وكذلك دراسة المباني التاريخية بالمنطقة والحفاظ عليها وحمايتها من الظروف البيئية الصعبة في المنطقة وتمويل مشاريع البناء المستدامة وغيرها من الموضوعات المرتبطة باسم المؤتمر.
وجدير بالذكر أن قطاع التشييد والبناء أحد أهم قطاعات التنمية الاستراتيجية في منطقة دول الخليج العربية، كما أنه يشكل أحد روافد الناتج القومي المحلي بعد قطاع النفط والغازوالخدمات والمصارف، إذ يسهم فيما لا يقل عن 7% منه على حين يشكل قطاع النفط والغاز 50% ويشكل وقطاع الخدمات والمصارف 24%.
وتجدر الإشارة إلى أن صناعة مواد البناء تحوز على الاهتمام الأكبر من حيث حجم الاستثمارات في منطقة الخليج حيث يوجه 11% من إجمالي الاستثمار الرأسمالي المقدر 1,665 مليار دولار إلى قطاع البناء والتشييد، يُرصد النصيب الأكبر منهلصناعة الأسمنت والخرسانة والصناعات التكميلية المتفرعة عنهما، إذ تستحوذ صناعة الأسمنت على 70% من استثمارات قطاع مواد البناء على 52% من نسبة القوى العاملة في القطاع الصناعي وعلى 50% من عدد المصانع. ومن هذا المنطلق يتضح مدى أهمية صناعة الأسمنت لمناحي التنمية في دول الخليج العربية عموماً وبالأخص دولة الكويت، ويأتي ذلك تمشياً مع الرغبة الأميرية السامية لحضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه في جعل دولة الكويت مركزاً مالياً وتجارياً، وذلك بتنفيذ مشاريع المخطط الهيكلي للتوسع العمراني ضمن خطط التنمية الاستراتيجية 2015/2016-2019/2020 والتي من اجلها تم تخصيص ميزانية قدرها 35 مليار دولار لتنفيذ 1095 مشروع يبلغ عدد المشاريع الإنشائية منها 809 مشروع وعدد مشاريع الخدمات منها 286 مشروع.
ولتنفيذ خطط التنمية الطموحة للتوسع العمراني المنشود يتوجب مواجهة التحديات المتعلقة بصناعة الأسمنت خاصة وأنها من بين السلع الاستراتيجية الأكثر استهلاكاً ناهيك من الدور المؤثر الذي تلعبه تلك الصناعة في منطقة دول الخليج لتشييد البنية التحتية والمباني والمنشآت المدنية والعسكرية والطرق والجسور.
وعلى الرغم من تمتع صناعة الأسمنت بمزايا جيدة في دول منطقة الخليج العربية من حيث وفرة المواد الخام ذات المواصفات العالية وتوفر الطاقة بأسعار زهيدة بالإضافة إلى توفر رؤوس الأموال الداعمة الا أنه من بين احتياجاتها هي كثافة الطلب على الطاقة الضرورية للإنتاج حيث تستهلك صناعة الأسمنت 2 % مناجمالي استهلاك الطاقة المنتجة إذ يتطلب انتاج الطن المتري من الأسمنت ما يعادل 4.7 مليون BTU ( 1.377 ميغاوات ساعة)من الطاقة هذا بالإضافة الى أن صناعة الاسمنت تعتبر ثالث الصناعات تلويثاً للبيئة حيث تساهم بما يعادل 10% من مجمل انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون، فمقابل كل طن ينتج من الأسمنت ينبعث معه طن من ثاني أكسيد الكربون، أي أن صناعة الأسمنت تسهم سنوياً في انبعاث ما يعادل 1.4 مليار طن من ثاني أكسيد الكربون على المستوى العالمي، وفي منطقة الخليج فقد تضاعف أنتاج الأسمنت في دول مجلس التعاون إلى ما يعادل 3 أضعاف عما هو عليه في نهاية العام 2000، ليصل انتاج دولة الكويت إلى 4.5 مليون طن سنوياً مستهلكا طاقة كهربائية قدرها 5.850 تيراوات ساعة، بينما وصل حجم إنتاج الأسمنت لدول مجلس التعاون إلي 78.588 مليون طن سنوياً.
ومما يجدر ذكره أيضا أن الدول الخليجية هي دول مصدرة للبترول وأثناء عملية استخراج البترول يتم حفر آبار وحمايتها بطبقة اسمنتية ذات مواصفات خاصة وعليه فإن هذا المؤتمر يهم جميع شركات البترول في منطقة الخليج، ومن هنا تأتي أهمية تعزيز البحث العلمي وإقامة المؤتمرات لتلاقح الأفكار في مجال “استدامة المباني في دول الخليج العربي“.
هذا وترحب اللجنة المنظمة للمؤتمر بالمشاركات العلمية وكذلك المشاركة في المعرض الذي سيقام على هامش المؤتمر والذي يتيح للشركات والهيئات والمؤسسات الحكومية والجامعات الحكومية والخاصة في الكويت ومنطقة الخليج عرض ما تقوم به من مجهود لتطوير بيئة المباني وحفظ الطاقة فيها وكذلك تطوير المواد الإسمنتية لتناسب الظروف البيئة في الخليج.
للمزيد من المعلومات يرجى زيارة الموقع الإلكتروني للمؤتمر (www.gsbekw.org) أو التواصل مع اللجنة المنظمة عبر البريد الإلكتروني ([email protected])