الحمض النووي يُمكنه تحديد مدى جودة أدائك في المدرسة .. الوضع العائلي والحالة الاجتماعية يلعبان دورًا أكبر مِن الجينات
أكّدت دراسة جديدة أنه ربما تكون جيناتك تنبّأت بإنجازاتك الأكاديمية قبل أن تطأ قدمك المدرسة بفترة طويلة، إذ حدّد الخبراء أكثر من 1200 اختلافات وراثية ترتبط بمستوى التعليم الذي أكمله الشخص، واستخدموا هذه المعلومات لتحديد “درجة متعددة الجينات”، والتي يدّعي الباحثون أنها قادرة على التنبؤ بعدد السنوات الإجمالية التي قضاها في التعليم ضمن هامش الخطأ بنسبة 13٪، وهذا يساوي نفس القدرة التنبؤية للعوامل الديموغرافية، مثل دخل الأسرة أو تعليم الأمهات، حسبما يدعي الباحثون.
في حين أن الجينات التي تم تحديدها ليست جينات للتعليم، فإنها تلقي الضوء الجديد على الدور الذي تلعبه الوراثة في التأثير على السلوكيات البشرية المعقدة، كما يقول الخبراء، فعمل فريق بحث دولي، بما في ذلك جامعة كولورادو بولدر، مع عشرات العلماء على مدى عامين لإكمال الدراسة، وبحث الباحثون عن روابط بين الجينات والعدد الإجمالي للسنوات الدراسية التي أكملها كل مشارك في الدراسة، والذين كانوا جميعًا في سن الثلاثين وأكبر، ومنحدرين من أصول أوروبية.
تم أخذ المعلومات الوراثية من 71 مجموعة بيانات، بما في ذلك قواعد بيانات كبيرة من المملكة المتحدة Biobank وشركة الجينوميات الشخصية 23andME, ومع أكثر من 1.1 مليون مشارك من 15 دولة، يقول المؤلفون إنها من بين أكبر دراسات علم الوراثة البشرية حتى الآن، وقال الكاتب المشارك في الدراسة روبي ويدو، وهو طالب دراسات عليا في قسم علم الاجتماع في كولورادو إن “الجزء الأكثر إثارة في هذه الدراسة هو الدرجة متعددة الجينات، إن مستوى قدرتها على التنبؤ بالنتائج السلوكية أمر رائع حقا.. إنه يحركنا في اتجاه أوضح في فهم البنية الجينية لسمات السلوك المعقدة مثل التحصيل العلمي”.
ووجدت دراسة سابقة أصغر حجما أن 74 نوعا من المتغيرات الجينية، بما في ذلك العديد التي تتطور مع نمو المخ، كانت تنبئ بدرجة متوسطة بالتحصيل التعليمي، وباستخدام حجم عينة أكبر بكثير لأحدث دراسة، تمكن الباحثون من تحديد 1271 من المتغيرات الجينية المصاحبة، وشمل ذلك تلك التي تتطور من خلال التواصل مع العصبون إلى العصبون والإفراز العصبي.
أكد الباحثون أن الاختلافات الفردية في الجينات لها قيمة تنبؤية قليلة، ومع ذلك، عندما تم دمجها في مجموع، أوضح 1271 متغيرًا نحو 4٪ من التباين في التحصيل العلمي بين الأفراد، حسبما يدعي المؤلفون, وعندما تضمن العلماء تأثيرات جميع المتغيرات المقاسة عبر الجينوم لتطوير درجة جديدة من الجينات، وجدوا أن النتيجة كانت تنبئ بنسبة 11 إلى 13 في المائة من التباين في سنوات الدراسة المكتملة، وهذا ما يجعل القدرة التنبؤية للقدرة في التحصيل العلمي مساوية لدرجة العوامل الديموغرافية، مثل دخل الأسرة أو تعليم الأمهات.
وأضاف السيد ويدو: “هذا تأثير كبير على النتيجة متعددة الأوجه، وبخاصة بالنسبة إلى النتائج السلوكية، ومع ذلك، فإن الحصول على درجة منخفضة من الجينات لا يعني بالضرورة أن شخصًا ما لن يحقق مستوى عالٍ من التعليم، فالطموح، والوضع العائلي، والحالة الاجتماعية والاقتصادية وغيرها من العوامل تلعب دورًا أكبر من الجينات، كما هو الحال مع العديد من النتائج الأخرى، فهو تفاعل معقد بين البيئة وعلم الوراثة الذي يهمنا”.
تم نشر النتائج الكاملة للدراسة في مجلة Nature Genetics.
المصدر:
مواقع