كتاب أكاديميا

شهد البيّاع تكتب: زجاج المقهى

 

 

 

“مقاهي العالم هي الأكاديميَّاتُ التي يتخرَّجُ منها العُشَّاقْ وحينَ تُقْفَلُ هذه الأكاديميَّاتُ أبوابها تنتهي ثقافةُ الحُبّْ….”
-نزار قباني/ عن المقاهي

يجلسون في المقاهي، يتحدثون و يتحدثون، يتسامرون و يسهرون، ينظرون إلى أعين بعضهم البعض ولا يكلون، يراقبون قطرات المطر المنهمرة بغزارة و لكنها تتساقط ببطء على زجاج مقهاهم المفضل و تتباطئ أكثر عند الزجاج المقابل لمكانهم المفضل،تراقب ما لا تستطع الأعين البشرية استيعابه، تتأمل طاقة هائلة من الإشتياق اللانهائي، تتغنى بحب اشتعل كنيران حرب من الصعب أن تخمد! تسأل نفسها “كيف أن تخلق مثل هذه الروابط بينهما؟ كيف لهم أن يشتعلوا و هم هادئين؟
أدركت فيما بعد أن ليست كل النيران مميتة، فمنها ما ييحي البعض و منها ما يزيد قوة الحب عدالة و جرأة. إنها فقط شعلة البداية لألسنة ضخمة من اللهب لا يراها سوى من يمر من زجاج المقهى، يرى آلاف الحكايات تسرد و ملايين من كلمات معلقات شعراء البادية تكتب، يرى كيف أن روح الإنسان الأبدية تنسج بخيط رقيق من المشاعر المقدسة و الصادقة، و برغم من رقة هذا الخيط إلا أن لكل خيط خياطه الذي يحيكه بحب و ذكاء كالأقفال الذهبية فلكل قفل مفتاح خاص به، مفتاح خلق لأجله و لم يخلق لسواه البتة..
عزيزي القارئ، أين يقطن زجاج مقهاك المفضل؟ أين تقطن تلك المساحة التي تنسج فيها خيوط من تحب؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock