برد الشتاء ولا نار المدفأة!
إن إشعال مدفأة تعمل بالنار والحطب ربما يخلق أجواء من الراحة والدفء ذات رونق خاص ولكن تصاحبها تحذيرات من وجود مخاطر على الصحة.
يقول العلماء إن على أصحاب المنازل وضع قناع قبل إشعال عود الثقاب لتشغيل مدفأتهم، أو عند استشعار خطر استنشاق أي أبخرة ضارة، وفقا لما نشرته صحيفة “ديلي ميل” البريطانية.
ويضيف العلماء أن إشعال حطب المدفأة، التي يتجمع حولها أفراد الأسرة يمكن أن يشكل نفس قدر الخطر، الذي يمثله موقع حقل للألغام أو مصنع لمواد البناء عند مقارنة نسب انبعاث الكربون في هذه الحالات.
وكشفت الدراسة، التي أجراها فريق من العلماء بجامعة ليون في إسبانيا، أنه يحدث انبعاث لعدد من الجسيمات الضارة، لا سيما عند إضرام النار وبدء إضافة قطع الحطب. وأوضحت الدراسة أن إزالة آثار هذا التلوث تستغرق نحو 3 ساعات بعد فتح نوافذ الغرفة.
رأي بريطاني
وفي حين يقول خبراء بريطانيون إنه لا توجد ضرورة لارتداء قناع عند التعرض للدخان عند إشعال قطع الحطب الصغيرة جدا، إلا أن باحثي جامعة ليون أوصوا بضرورة مغادرة أي شخص للغرفة طالما لا يشارك في إشعال حطب المدفأة. ويحذر الباحثون من أن بقايا حرق الحطب قد تسبب أيضا تلوثا خطرا إذا كانت هناك أجزاء صغيرة مازالت تحترق من الداخل.
وقام الباحثون برصد نسب التلوث من 10 مرات إشعال للمدفأة في أحد المنازل العادية، مشيرين إلى أنه من الضروري “عندما يكون الموقد باردا (خاصة أثناء بداية الإشعال وبدء عملية التزويد بالوقود) وأيضا خلال مراحل التنظيف، أن يرتدي الشخص، الذي يقوم بهذه المهام داخل غرفة المعيشة، قناعا مناسبا”.
أضرار تصيب الرئتين
كما تم رصد وتسجيل مستويات تلوث بمعدلات عالية، أثناء جلوس أفراد الأسرة في غرفة المعيشة، حيث إن عمليات الاحتراق الموضعية في المدفأة تؤدي أساسا إلى انبعاث أبخرة الكربون، التي تحمل جسيمات صغيرة بدرجة تسمح بوصولها إلى الرئتين.
وتظهر النتائج أن معظم التلوث يحدث أثناء مراحل إضرام النار وعند الشروع في تلقيم قطع الحطب، بخاصة وأن الخشب، الذي يكون كسور أو تشققات، ينتج عن احتراقه تصاعد الكثير من الدخان.
وتبين الدراسة أن الجسيمات الصغيرة تقلل من وظائف الرئة، وتسبب مشاكل القلب والأوعية الدموية وتجعلها أقل مقاومة للعدوى، وتحذر من أن الجسيمات الصغيرة يمكن أن تشكل “خطرا كبيرا على صحة الإنسان”.
وينوه الباحثون إلى أن قياسات نسب التلوث أفادت بأن حجم الجسيمات المستنشقة بلغ 483 ميكروغرام لكل متر مكعب من الهواء، بما يعادل النسب التي يتم رصدها في مواقع صناعات التعدين.
وذكرت الدراسة أن عدد الجسيمات الصغيرة التي انبعثت أثناء عند تنظيف المدفأة، مع وجود بعض الجمر الكامن في الرماد، يعادل نفس القياسات التي يتم رصدها في مواقع صناعة مواد البناء”.
تأثير مباشر على المخ
تقول بروفيسور باربرا ماهر، من جامعة لانكستر: إن “المدفأة ذات الواجهة المفتوحة تعد مصدرا كبيرا لجسيمات نانوية من أكسيد الحديد، التي تستطيع الوصول مباشرة إلى الدماغ، ومن المعروف أن أكسيد الحديد مادة سامة وهناك احتمالية في تسببها في تفاقم أمراض الأعصاب، بما في ذلك مرض الزهايمر”.
الكمامات والأقنعة
لكن دكتور إيان كولبيك، من جامعة إسيكس، يقول إن التوصية بارتداء قناع على الوجه أو كمامة تعد مبالغة لأن “التعرض الكلي للجسيمات سيكون محدودا”.
وتعقيبا على الدراسة في دورية “Science of the Total Environment”، يقول بروفيسور بول مونكس من جامعة ليستر: “إن العديد من أنواع الأقنعة لا تجدي نفعا في مسألة منع استنشاق مثل هذه الجزيئات الصغيرة جدا.”
المصدر:
العربية نت